شهد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا لإدارة الأزمات والطوارئ في دبي، أمس، توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق دورة جديدة من مبادرة «دمي لوطني»، التي تستهدف دعوة المجتمع للتبرع بالدم، لتوفير وحدات دم لآلاف المرضى الذين يعانون أمراضاً مزمنة وحالات الطوارئ وإصابات الحوادث.
وتقام المبادرة برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، ويتم تنظيمها بشراكة استراتيجية وتعاون بين «خدمة الأمين»، وهيئة الصحة في دبي، وصحيفة «الإمارات اليوم».
وأكد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية الحملة التي تسهم في إنقاذ حياة آلاف المرضى والمصابين في المستشفيات، وتحقق احتياجات هيئة الصحة والمستشفيات من الوحدات اللازمة لعلاج المرضى والخاضعين للعمليات الجراحية.
وقال سموه: «دمي لوطني واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية التي انطلقت في دبي ودولة الإمارات، لما تعكسه من قيم العطاء والتكاتف المتأصلة في المجتمع».
وتابع سموه: «وحدة الدم التي يتبرع بها المواطن والمقيم هدية غالية يقدمها المتبرع للوطن، تعبيراً عن انتمائه لهذه الأرض، ونحن ندعو الفئات القادرة على التبرع للمساهمة في المبادرة بالتبرع بالدم، إنقاذاً لحياة المرضى».
وأثنى سموه على منظمي المبادرة، مؤكداً أن تعاون الجهات الثلاث لتنظيم المبادرة على مدار أعوام عدة، نموذج للشراكة المثمرة التي يحتاجها المجتمع لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية.
وكان سمو الشيخ منصور بن محمد أول المتبرعين بالدم في المبادرة، خلال موسمها لهذا العام، تحفيزاً لأفراد المجتمع على المشاركة في المبادرة، وتعزيزاً لقيم العطاء التي يتسم بها أبناء الإمارات.
ووقع الاتفاقية في نادي ضباط شرطة دبي اللواء طلال حميد بالهول الفلاسي مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي، وعوض صغير الكتبي المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وسامي الريامي رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم».
وقال اللواء طلال حميد بالهول الفلاسي: «تعد (دمي لوطني) التي يرعاها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية التي انطلقت في دبي خلال السنوات الماضية، وامتد تأثيرها لمختلف أنحاء الدولة».
وتابع: «أهم ما يميز (دمي لوطني) هو التفاعل الكبير من مختلف فئات المجتمع للتبرع بالدم، كجزء من رد الجميل للوطن، وتعبيراً عن الانتماء والولاء له».
وأكمل بالقول: «بفضل هذه المبادرة، التي يتم تنظيمها بشراكة مثمرة بين خدمة الأمين وهيئة الصحة في دبي وصحيفة الإمارات اليوم، تم ضخ كميات كبيرة من وحدات الدم إلى مركز دبي لخدمات التبرع بالدم منذ عام 2012، ليجد مرضى السرطان والكلى وإصابات الحوادث وحدات دم تسهم في علاجهم وتحسين حالاتهم الصحية».
وأضاف: «نحن في خدمة الأمين، ومن منطلق دورنا في خدمة المجتمع، حريصون على المساهمة بمختلف الإمكانات لدعم المبادرة، والحفاظ على استمرارها، حتى يجد المريض والمصاب حاجته من وحدات الدم دون أي تأخير».
وتابع: «بدورنا ندعو المواطنين والمقيمين إلى المشاركة في المبادرة، تعبيراً عن مبدأ الخير المتأصل في المجتمع، خصوصاً أن الدم هو عنصر لا يصنع ولا يباع، ويحتاجه مرضى بشكل دائم للبقاء على قيد الحياة».
من جانبه، قال عوض صغير الكتبي إن رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم لحملة «دمي لوطني»، هي ما ضمن نجاح الحملة في تحقيق أهدافها، ومكنها من تجميع قرابة 36 ألف وحدة دم خلال السنوات التسع الماضية، الأمر الذي ساعد في إنقاذ حياة 90 ألف مريض.
وأكد أن تفضل سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، بحضور مراسم توقيع مذكرة تفاهم لانطلاق المرحلة الجديدة للحملة، ومبادرة سموه قبل أيام بالتبرع بالدم، من شأنه دفع الدورة الجديدة لـ«دمي الوطني» نحو تحقيق المزيد من الأهداف، وتجميع المزيد من وحدات الدم، ومن ثم زيادة قدرة القطاع الصحي في دبي على مواجهة أية حالة صحية طارئة، إلى جانب الوفاء بالتزامات مركز دبي للتبرع بالدم تجاه المرضى الذين يحتاجون إلى نقل دم بشكل دوري.
بدوره، قال سامي الريامي إن «دمي لوطني» تكتسب أهمية كبيرة كونها توفر وحدات الدم لحالات مرضية حرجة، ومصابين بأمراض مزمنة مثل حالات السرطان والغسيل الكلوي، وأشخاص أصيبوا في حوادث بليغة ويحتاجون الدم لإنقاذ حياتهم».
وأضاف: «تسهم (الإمارات اليوم) من خلال موقعها الإلكتروني، ومنصاتها الرقمية، وعبر الطبعة الورقية، في نشر التوعية بأهمية التبرع بالدم، وتوضح العائد الكبير لكل تبرع في إنقاذ ثلاثة من المرضى والمصابين».
وتابع الريامي: «تشارك (الإمارات اليوم) في تنظيم الحملة منذ يومها الأول عام 2012، وتسخّر كافة الإمكانات لتدعمها عاماً بعد عام، لتكون المبادرة شرياناً متجدداً لضخ وحدات الدم في المستشفيات والمراكز الصحية، ما يلبي أي احتياج للمرضى والمصابين».
انطلقت حملة «دمي لوطني» في دورتها الأولى في عام 2012، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وكان سموه أول المتبرعين بالدم لحظة إطلاقها، ما أسهم في نجاح المبادرة وتشجيع أفراد المجتمع على المشاركة في الحملة منذ عامها الأول، خصوصاً بعد تأكيد سموه على أهمية المبادرة بقوله، إن «التبرع بالدم هو أفضل هدية يمكن أن يقدمها المواطن والمقيم تعبيراً عن حب الوطن، خصوصاً أن هناك مرضى ومصابين في حاجة إلى كل قطرة دم».
وحققت الحملة نجاحات متتالية خلال السنوات الماضية، عززت من مخزون وإمكانات مركز دبي للتبرع بالدم، وقدرته على توفير كميات الدم الكافية لمحتاجيها من المرضى بمختلف مستشفيات القطاعين العام والخاص في دبي.