أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن قرار توحيد القوات المسلحة في الـ 6 من مايو عام 1976 كان أحد القرارات المصيرية والمفصلية في تاريخ وطننا العزيز، والتي عبرت عن حكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من القادة المؤسسين، ووعيهم العميق وبعد نظرهم وإيمانهم بالوحدة طريقاً نحو التقدم والعزة لشعبنا في كل أنحاء الوطن. جاء ذلك في كلمة سموه بمناسبة الذكرى الـ 45 لتوحيد القوات المسلحة، وفيما يلي نصها: «أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة، إن توحيد قواتنا المسلحة في الـ 6 من مايو عام 1976، هو الحدث الوطني الأكثر أهمية وتأثيراً في تاريخنا الحديث، بعد قرار إنشاء دولة الاتحاد في الثاني من شهر ديسمبر عام 1971؛ ففي هذا اليوم المجيد انطلق اتحادنا المبارك واثقاً مطمئناً نحو المستقبل، وتعززت أركانه بأحد أهم عناصر قوته ونجاحه ومنعته وهو وحدة قواته المسلحة، وأرسل رسالة واضحة إلى العالم كله بأن دولة الإمارات العربية المتحدة راسخة البنيان قوية الأركان تستند إلى أسس صلبة ومرتكزات متينة، وقادرة على مواجهة التحديات تحت راية واحدة وبروح وطنية واحدة.
معانٍ
وأضاف سموه: «نحتفل اليوم بالذكرى الـ 45 لتوحيد قواتنا المسلحة في «عام الخمسين»، ما يعطي هذه الذكرى رمزية خاصة ويمنحها دلالات مهمة ومعاني عميقة؛ فلقد كانت قواتنا المسلحة حامي مسيرتنا التنموية الناجحة خلال العقود الخمسة الماضية، وأحد أهم مرتكزات هذه المسيرة وأعمدتها الصلبة، والمدرسة التي عززت قيم الوحدة والولاء والانتماء والتضحية في نفوس الأجيال، ومصنع الرجال الأقوياء المستعدين للدفاع عن الوطن بالمهج والأرواح، والتجسيد الحي لمبادئ دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها وقيمهم وأخلاقهم في السلم والحرب».
مسؤولية
وتابع سموه: «وكلنا ثقة في أن قواتنا المسلحة ستكون على العهد بها دائماً خلال العقود الـ 5 المقبلة، رمزاً للبطولة والشجاعة والتضحية بلا حدود، وعلى قدر المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها، لأن ما يحكم عملها هو حب الوطن والاستعداد للذود عنه بكل غال ونفيس».
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة..
في هذا اليوم نستذكر بكل فخر وإجلال واعتزاز، الأدوار الوطنية الكبرى التي قامت بها قواتنا المسلحة على مدى العقود الـ 5 الماضية وعبر المراحل المختلفة التي مر بها وطننا العزيز، سواء على مستوى حفظ الأمن الوطني والدفاع عن المكتسبات التنموية وصيانة سيادتنا ومقدراتنا، أو على مستوى مساندة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم في أوقات الأزمات والشدائد والمحن، وتعزيز أركان منظومة الأمن القومي العربي في مواجهة المخاطر التي تتهددها، أو على مستوى دعم السلام والاستقرار إقليمياً وعالمياً من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام في العديد من المناطق حول العالم، ومكافحة الإرهاب والانخراط الفاعل في الجهود الدولية للتصدي لمخاطر الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيما «القاعدة» و«داعش»، إضافة إلى تضحيات منتسبيها العظيمة وحبهم لوطنهم وأدائهم لمسؤولياتهم بإخلاص وتفان في كل المهام التي أوكلت إليهم سواء في الداخل أو في الخارج.
وأضاف سموه: «في هذه الذكرى المجيدة نترحم على أرواح شهدائنا الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء، وجسدوا قيم العسكرية الإماراتية العريقة ومبادئها ودورها في ماضي دولة الإمارات العربية المتحدة وحاضرها ومستقبلها، ونؤكد أن الوطن سيظل على الدوام حصناً منيعاً في مواجهة المخاطر والتهديدات بتضحيات أبنائه وشجاعتهم في الدفاع عنه في كل مكان وزمان.
ولا بد أن أنوه، في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، بدور المرأة الإماراتية الفاعل في قواتنا المسلحة وحضورها المهم والمؤثر ضمن صفوفها منذ سنوات طويلة، وقدرتها على إثبات ذاتها ضمن أحد أهم مجالات العمل الوطني وهو المجال العسكري، تجسيداً لما تتمتع به من مشاركة بارزة في منظومة التنمية الوطنية بكل جوانبها وفروعها، وما تبديه القيادة من اهتمام كبير بتمكينها وتعزيز مشاركتها على جميع المستويات».
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة..
لقد كان تنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة معرضي الدفاع الدولي «آيدكس»، والدفاع البحري «نافدكس» رغم ظروف جائحة «كوفيد 19» خلال شهر فبراير عام 2021، والمشاركة العالمية الكبيرة فيهما والفعاليات المهمة التي صاحبتهما، هو دليل على ثقة العالم في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي قواتنا المسلحة ودورها في خدمة السلام والأمن والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وعلى مدى السنوات الماضية، غدت الصناعات الدفاعية الإماراتية أحد الروافد المهمة للاقتصاد الوطني المبني على المعرفة، وقادرة على إقامة شراكات مثمرة مع أكبر شركات صناعة الدفاع في العالم. ويظل تطوير صناعة دفاع وطنية حديثة، أحد العناصر الرئيسية في نظرتنا إلى قواتنا المسلحة وآليات تقويتها وتحديثها خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير على المستويين العسكري والتنموي.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة..
لقد كان تطوير قواتنا المسلحة وتحديثها أولوية أساسية ضمن منظومة أولوياتنا الوطنية، منذ توحيد القوات المسلحة خلال عام 1976، وسيظل كذلك خلال العقود المقبلة، لتوفير كل ما من شأنه الارتقاء المستمر بكفاءة العناصر البشرية وقدرتها على أداء مهامها بكفاءة عالية.
لقد غدت قواتنا المسلحة الباسلة، بكل فروعها، رمزا للقوة، وأحد الجيوش العصرية ذات القدرات النوعية التي يمكنها تنفيذ مهامها الوطنية بكل كفاءة واحترافية، في الداخل والخارج، وهذا بفضل الدعم الكبير الذي تتلقاه منذ عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي امتد إلى عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من منطلق الإيمان بأن القوات المسلحة القوية والقادرة هي ضمان للأمن والاستقرار والتنمية في عالم يموج بالمخاطر والاضطرابات والتهديدات على جميع المستويات.
وفي الوقت الذي نحرص فيه على تقوية قواتنا المسلحة ورفدها بكل عناصر القدرة والتميز في مختلف المجالات، فإننا نعمل بقوة وثبات من أجل دعم السلام الإقليمي، وسنستمر في هذا الطريق بإيمان وشجاعة من أجل صنع مستقبل أفضل لشعبنا وشعوب المنطقة كلها وتحقيق طموحاتها في التنمية والاستقرار والرخاء بعد سنوات طويلة من الحروب والصراعات.
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة..
في تاريخ الأمم والشعوب محطات فارقة، وقرارات مصيرية، وقيادات فريدة، تصنع تاريخها وتضع الأسس القوية لحاضرها ومستقبلها.. وقد كان قرار توحيد القوات المسلحة في السادس من مايو عام 1976، أحد هذه القرارات المصيرية والمفصلية في تاريخ وطننا العزيز، التي عبرت عن حكمة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه من القادة المؤسسين، ووعيهم العميق وبعد نظرهم وإيمانهم بالوحدة طريقاً نحو التقدم والعزة لشعبنا في كل أنحاء الوطن.
ونظل والأجيال من بعدنا مدينين لهؤلاء القادة العظام الذين وضعوا الأساس القوي لنهضتنا، وتركوا لنا وطناً قوياً بشعبه وقواته المسلحة. رحم الله الشيخ زايد وإخوانه وأسكنهم فسيح جناته جزاء ما قدموه إلى الإمارات وشعبها، ونسأل الله تعالى أن يمنحنا القوة والعزم على مواصلة مسيرتهم وصيانة أمانة الوطن التي تركوها لنا.. وما أثقلها من أمانة.
تهنئة
أبنائي الضباط وضباط الصف والجنود.. أبناء القوات المسلحة الباسلة..
لا يسعني في هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلب كل إماراتي، إلا أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلّحة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأصحاب السمو حكام الإمارات، وإلى كل أبناء قواتنا المسلحة الباسلة، وشعب الإمارات الوفي. وكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة في خير وسلام وتقدم ومنعة.