اختتم مركز دبي للتوحد حملته الخامسة عشر للتوعية بالتوحد والتي انطلقت مطلع شهر أبريل الماضي واستمرت لمدة شهر تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لتسليط الضوء على أهمية تقبُّل وتمكين الأفراد المصابين بالتوحد ودمجهم في المجتمع تحت شعار “تقبلني كما أنا”.
وحول أبرز نتائج الحملة، قال محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته: “شهد مركز دبي للتوحد خلال الحملة اقبالاً متزايداً من قبل أولياء الأمور للاستفادة من مبادرة الجلسات الاستشارية المجانية للأطفال المشتبه بإصابتهم بالتوحد، إذ سجلت عيادة المركز أكثر من 110 طلبات للحجز خلال شهر أبريل فقط.
وأضاف العمادي: “في إطار تحقيق أهداف السياسة الوطنية لذوي اضطراب التوحد التي اعتمدها مجلس الوزراء ، ومن منطلق تخفيف العبء المادي على أسر المصابين بالتوحد بشكل مستدام، قررت إدارة مركز دبي للتوحد استمرار تقديم خدمة الجلسات الاستشارية المجانية بشكل دائم على مدار العام، وعدم حصرها في شهر أبريل فقط، في مبادرة من المركز لتشجيع أولياء الأمور على الكشف المبكر عن التوحد وبالتالي تسهيل حصول أطفالهم على خدمات التدخل المبكر الملائمة لاحتياجاتهم في الوقت المناسب“.
وتابع مدير عام مركز دبي للتوحد: “بالرغم من ظروف جائحة كوفيد-19، تمكنا في هذه الحملة من القيام بدورنا في تعزيز الوعي على الصعيد المؤسسي، حيث قمنا بتنظيم ورش عمل افتراضية توعوية في عدد من الجهات الحكومية، لتوعية موظفي تلك الجهات باحتياجات المصابين بالتوحد ومتطلبات التعامل معهم الملائمة، حيث بلغ اجمالي عدد الحضور في جميع الورش 1250 مشاركاً”.
وثمن العمادي تعاون كل من هيئة كهرباء ومياه دبي، وسوق دبي الحرة، ومؤسسة الأوقاف وشؤون القصر بدبي، وشرطة دبي، ووزارة التربية والتعليم، في تنظيم الورش الافتراضية لتوعية منتسبيها حول التوحد، وذلك في إطار تحقيق أهداف السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، بما يضمن توفير بيئة صديقة ومؤهّلَة لهم باعتبارهم جزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية المستدامة.
وأوضح العمادي أن الحملة شهدت تفاعلاً واسعاً في نشر رسالة الحملة عبر المنصات والشاشات الرقمية الداخلية والخارجية التابعة لعدد من الجهات الحكومية والخاصة والتي تجاوز عددها 5300 شاشة عرض في مناطق مختلفة من الدولة شملت محطات المترو والحافلات التابعة لهيئة الطرق والمواصلات بدبي، ومحطات الوقود التابعة لشركة “اينوك”، والمراكز التجارية في كل من مول الإمارات، ووافي مول، وبرجمان، وريف مول، وسيتي سنتر ديرة، وسيتي سنتر مردف، وسيتي سنتر الشندغة، وسيتي سنتر الشارقة، وسيتي سنتر عجمان، وسيتي سنتر الفجيرة، وفي كل من الخالدية مول، والمشرف مول، وبوابة الشرق مول في أبوظبي، وكذلك الحمرا مول برأس الخيمة.
كما لاقت الحملة ترحيباً ودعماً من دور السينما حيث تم عرض إعلان الحملة على نحو 300 شاشة سينما في كل من “فوكس سينما” و”نوفو سينما” طوال شهر أبريل.
وأعرب مدير عام مركز دبي للتوحد عن شكره وتقديره لجميع شركاء الحملة ورعاتها المشاركين في دعمها ميدانياً وإعلامياً، مثمناً دور المؤسسات التي استجابت لنداء الحملة وقامت بنشر إعلان الحملة التوعوي سواءً عبر شاشتها الرقمية أو صفحاتها الإلكترونية أو قنوات التواصل الاجتماعي التابعة لها، معرباً عن تقديره لفريق المكتب الإعلامي لحكومة دبي لدوره في دعم الحملة ونشر رسالتها التوعوية إعلامياً على أوسع نطاق لتشمل أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.
وهدفت الحملة هذا العام إلى تسليط الضوء على أهمية تقبُّل الأفراد المصابين بالتوحد، وتوفير البيئة الملائمة لاحتياجاتهم إذ لا يزال هناك المزيد من الجهود التي يجب بذلها للوصول إلى مستويات توازي احتواء ودمج فئات أصحاب الهمم الأخرى.
ويعد مركز دبي للتوحد مؤسسة غير ربحية تم أنشاؤها بمرسوم من حاكم دبي عام 2001 بهدف تقديم الخدمات المتخصصة لرعاية الأطفال المصابين بالتوحد وتقديم الدعم لأسرهم والقائمين على رعايتهم، وتتكون موارد المركز المالية من الإعانات والهبات والتبرعات ومن أي وقف خيري يوقف على المركز.
وفي عام 2017، انتقل مركز دبي للتوحد إلى مقره الجديد المقام على مساحة تقدر بحوالي 90,000 قدم مربع وبمساحة بناء تصل إلى 166,000 قدم مربع في منطقة القرهود ليزيد بذلك طاقته الاستيعابية من 54 طفل إلى 180 طفل يتم استقبالهم في مرافق تم تهيئتها وتجهيزها بشكل متكامل لتتناسب مع احتياجاتهم، إذ يحتوي على 34 فصلاً دراسياً وعلى 22 عيادة للعلاج الحركي و18 عيادة لعلاج النطق والتخاطب وثلاث غرف متخصصة بالعلاج الحسي، وعدد من المعامل والمختبرات والمرافق والعيادات الطبية تم تصميمها جميعاً وفق أحدث المعايير العالمية المتخصصة لتوفير البيئة التعليمية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد.
ويُعدُّ التوحد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال الثلاث سنوات الأولى من العمر ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية مما يؤدي إلى عزله عن المحيطين به. إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فجميع الدراسات تقدر نسبة المصابين به اعتماداً على إحصائيات مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية بـوجود إصابة واحدة لكل 54 حالة، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.