عبر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال اتصال هاتفي أجراه مع غابي أشكنازي، وزير خارجية إسرائيل، عن تعازيه في ضحايا حادثة التدافع على جبل ميرون أثناء احتفالات عيد الشعلة. وأعرب سموه عن خالص تعازيه ومواساته إلى الحكومة والشعب الإسرائيلي، وأهالي وذوي الضحايا في هذه الحادثة الكارثية، وتمنياته بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
ولقي 45 شخصاً على الأقل مصرعهم وأصيب 150 آخرون بجروح في شمال إسرائيل، إثر تدافع ضخم خلال احتفال ديني شارك فيه عشرات آلاف اليهود.
وتفقد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، مكان الحادث، واصفاً ما حصل بأنه بين أفظع الكوارث في تاريخ إسرائيل. وأضاف: «وقعت هنا مشاهد تمزق القلب، أناس قتلوا في التدافع، بمن فيهم أطفال». وكتب نتانياهو في تغريدة على «تويتر»: «سنجري تحقيقاً شاملاً وجاداً ومعمقاً لضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة».
وبدأت مراسم دفن الضحايا في أحياء من القدس وبني براك، ظهر أمس، والتي شارك فيها آلاف الأشخاص. وقال المدير العام لجمعية نجمة داود الحمراء، إيلي بن، في بيان: «هذه واحدة من أصعب الكوارث المدنية التي عرفتها إسرائيل ومن الصعب احتواء حجم الكارثة، نعالج 150 مصاباً، ستة منهم في حالة خطرة». ووقع الحادث أثناء الزيارة السنوية إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي على جبل ميرون «الجرمق» الواقع على مقربة من مدينة صفد.
وكانت تقارير إعلامية قد ذكرت في بادئ الأمر، أنّ جزءاً من مقاعد الإستاد انهار خلال احتفال لاك بوعومر الديني في جبل ميرون في الجليل، إلّا أنّ مسؤولين قالوا فيما بعد، إنه يبدو أن القتلى ماتوا نتيجة الاختناق أو السحق تحت الأقدام خلال تدافع.
وتمّ تحويل التحقيق إلى قسم دائرة التحقيقات الشرطية التابعة لمكتب المدعي العام للدولة، والتي تحقق في قضايا جرائم جنائية قد يكون ضباط في الشرطة متورّطين فيها. وأعلن قائد شرطة شمال إسرائيل، شمعون لافي، أنه مستعد لأي تحقيق تقصي حقائق، مضيفاً: «نحن في مرحلة جمع الأدلة والقرائن من أجل الوصول إلى الحقيقة».
وسمحت السلطات الإسرائيلية، بتجمّع عشرة آلاف شخص على الأكثر في محيط القبر، لكنّ منظّمي الحفل أفادوا بأنّ أكثر من 650 حافلة استؤجرت لنقل الإسرائيليين إلى المكان، أي ما لا يقل عن 30 ألف شخص، فيما أكّدت الصحافة الإسرائيلية أنّ عدد الذين تقاطروا بلغ مئة ألف شخص.
مشاهد مروّعة
وأظهرت مشاهد من ميرون بعد ساعات من الحادث، حشداً من المفجوعين الذين يرتدون معاطف سوداء طويلة ويضعون قبعات سوداء وسط تناثر حطام على الأرض. وأشعل بعض الناجين الشموع. كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً مروّعة لصف من الجثث التي لفّت بأغطية بلاستيكية على الأرض.
وأضاءت الأنوار المنبعثة من عشرات سيارات الإسعاف ظلمة الطرق المؤديّة إلى قبر الحاخام شمعون بار يوحاي، في حين حلّقت في سماء المنطقة مروحيات شاركت في إخلاء الجرحى. وآزرت ستّ مروحيات سيارات الإسعاف في نقل الجرحى إلى مستشفيات مدينتي نهاريا وصفد.
تعاز
وفي ردود الفعل الدولية، تمنّى رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، في تغريدة على «تويتر»، القوة والشجاعة للإسرائيليين لتخطي هذا الوقت الصعب.
وقدّم الاتحاد الأوروبي وفرنسا، تعازيهما لعائلات الضحايا والإسرائيليين. كما وصف رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، صور الكارثة بـ «المشاهد المروّعة». بدوره، قال الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير:
«المأساة تثير فينا صدمة عميقة». وبعث ولي العهد البحريني رئيس مجلس الوزراء، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، برقية تعزية ومواساة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، معرباً عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في حادث التدافع.