بعد أسبوعين من شهر رمضان، تشكلت ملامح الدراما التلفزيونية في مصر، إذ شاهدنا مسلسلات غلبت عليها الجريمة والبلطجة، هو موسم الدارما الرمضانية المعتاد كل عام، كغيره من المواسم السابقة لا جديد فيه إلا مزيدا من الإسفاف والابتذال، فبعيدا عن الموقف الشرعي من هذا الأعمال، وكون شهر رمضان شهر طاعة وعبادة، فحتى بمقياس أهل الفن أنفسهم تشهد المسلسلات الرمضانية المصرية حالة من الانحطاط والإسفاف غير مسبوقة.
أصبح في عصرنا الحالي نجد أن الإعمال الدرامية لم تعد مرآة وانعكاس لثقافة ولغة المجتمع بقدر ما أصبحت تصدر للمجتمع ألفاظ وعبارات دخيلة عليه ومع الأسف تجد صدى كبير لدى فئة الشباب والأطفال فتنتقل فورا لتصبح جزء من لغتنا وهى مع الأسف ألفاظ تتميز بالسوقية والتدني.
إن تقدم الدراما نماذج يعتبرها الصغار قدوة ومثلا أعلى وهي في أغلب الأحيان نماذج شاذة كتاجر المخدرات أو سلاح أو نماذج تجري وراء المجتمع الغربي والموضة والقيم السطحية أو الانحلالية وﻻيمكن إنكار تأثيرها السلبي على الأطفال.
حيث يشيع في الأعمال التلفزيونية ألفاظ سيئة وقبيحة وسطحية وهشة مثل مسلسل “ملوك الجدعنة” الاخير، تنتشر بسرعة بين الأطفال والمراهقين ألفاظ سيئة وقبيحة ويستخدمونها في حياتهم اليوميه، وحتى عبر رسائل المحمول أو مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا ﻻبد إن ندرك دور أولياء الأمور في خلق درجه من الوعي لدى الأبناء وخاصة الأطفال ومتابعتهم من حين ﻻخر، ويجب أن يكون الوالدين مراقبين جيدين ﻻبنائهم دون تسلط حتى يستطيعوا التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.
إن سوق الدراما على الفضائيات كان فى حالة منافسة وهمية ، وعشرات المسلسلات يتم قصف عقول المشاهدين بها تقتحم بيوتهم دون استئذان وتترك تأثيراتها فى غيبة الدراسات النفسية والسلوكية التى ترصد تحولات الشخصية المصرية بفعل نماذج الدراما ، ومع دخول الكيانات الإعلامية الكبيرة لتنظيم هذه الفوضى أو المنافسة الوهمية، تحقق قدر كبير من النظام فى الإنتاج والعرض وأصبحت النسبة الغالبة مما يتلقاه المشاهدون من الدراما على المستوى اللائق إنتاجيا وفنيا ويمكن أن نطمئن على أطفالنا الذين يشاهدون هذه المسلسلات.. ولكن لا حياة لمن تنادي!
يجب ان نعلم ان الاعلام والصحافة لهم دور مهم واساسي لتوجيه المجتمعات وتهيئة اذهانهم نحو قضايا يومية داخلية وخارجية تتظافر لتعطي بعداً ومساحة لحدث ما سيقع او يجب ان تعبأ الطاقات للحيلولة دون وقوعه.. ولذلك نتمني ان يعلم كل إعلامي وكل صحفي حر ان دوره هو نبذ سلبيات المجتمع والارتقاء بهذه الامة العربية والاسلامية التي هي “أمانة في اعناقنا”.
بقلم: محمد عبدالمجيد على