تواصل هيئة كهرباء ومياه دبي، جهودها لتحقيق الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، الهادفة إلى بناء بيئة أكثر استدامة، وإيجاد حلول طويلة الأمد للتحديات، بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة الـ 17، التي اعتمدتها الأمم المتحدة لعام 2030. وتتبنى الهيئة المنظور ثلاثي الأبعاد للتنمية المستدامة، الذي يشمل المجتمع والبيئة والاقتصاد، بما يحقق رؤية الهيئة في أن تكون مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة.
يقول معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، نسعى في الهيئة دائماً إلى تعزيز الاستدامة في جميع نواحي العمل، والتعاون مع المنظمات العالمية، من أجل دعم مبادرات وبرامج الاستدامة، وتبنّي أحدث وأفضل الممارسات الإدارية والبيئية على مستوى العالم، ما يعزز مكانة دبي الرائدة، كمركز عالمي للمال والأعمال والاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة».
انضمت هيئة كهرباء ومياه دبي عام 2017، إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة، أكبر مبادرة للاستدامة المؤسسية في العالم، وكانت أول مؤسسة حكومية خدماتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تنضم إلى الميثاق العالمي. وتدعم الهيئة جهود دولة الإمارات، لتحمل مسؤوليتها العالمية في مواجهة التغير المناخي، من خلال زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة والنظيفة، ضمن مزيج الطاقة في دبي، ومن أبرز مشروعاتها لتحقيق هذا الهدف، مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل. وستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميغاوات، بحلول عام 2030. وسيسهم المجمّع عند اكتماله، في خفض أكثر من 6.5 ملايين طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. ويدعم المجمّع استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي تهدف إلى توفير 75 % من القدرة الإنتاجية للطاقة في دبي، من مصادر الطاقة النظيفة، بحلول عام 2050.
وتعتبر الهيئة من المؤسسات السبّاقة في إطلاق برامج ومبادرات بيئية لخفض الانبعاثات الكربونية. وساهمت جهود الهيئة في تحقيق خفض كبير في الانبعاثات الكربونية في دبي، حيث انخفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي، بنحو 22 % في عام 2019، أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية 2021، لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16 %، بحلول عام 2021.
ويشكل تقرير الاستدامة السنوي، الذي تصدره الهيئة، مرجعاً مفيداً وشفافاً وموثوقاً لكل إنجازات الهيئة، وجهودها على مدار عام كامل نحو تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، لجعل دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل دولة في العالم.
وحققت الهيئة نتائج ملفتة في مؤشر ثقافة الاستدامة، بمتوسط 91.2 % في 2020، متجاوزة المعدّل العالمي للمؤسسات، ويستند المؤشر إلى عدة محاور، تشمل الريادة في تحقيق الاستدامة، والالتزام الاستراتيجي بالاستدامة، والابتكار في مجال الاستدامة، وفعالية التدريب، ومدى الوعي بأهداف الاستدامة.
إلى جانب مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، تعتبر المحطة الكهرومائية بقدرة 250 ميغاوات، التي تنفذها الهيئة في حتا، الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، وستصل سعتها التخزينية إلى 1,500 ميغاوات ساعة، وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وباستثمارات تبلغ نحو مليار و421 مليون درهم.
وبالتعاون بين الهيئة ومكتب «إكسبو 2020 دبي»، وشركة «سيمنس» الألمانية، تنفذ الهيئة أيضاً مشروع «الهيدروجين الأخضر»، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في منشآت الاختبارات الخارجية التابعة لمركز البحوث والتطوير، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية.
وتتيح مبادرة «شمس دبي» لأصحاب المنازل والمباني، تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء. وتهدف دبي إلى وضع ألواح الطاقة الشمسية على جميع مباني الإمارة بحلول عام 2030. وحتى بداية مارس من العام الجاري، تم ربط 6709 موقعاً بشبكة الهيئة بقدرة إجمالية تصل إلى نحو 295 ميغاوات، في مبانٍ سكنية وتجارية وصناعية.
وتتبنى الهيئة استراتيجية متكاملة لرفع مستوى الوعي بأهمية ترشيد الاستهلاك، وإشراك جميع المتعاملين وأفراد المجتمع في جهود حماية البيئة، والحفاظ على الموارد الطبيعية. وتطلق الهيئة سنوياً العديد من المبادرات والبرامج والجوائز، للتشجيع على اتباع نمط حياة واعٍ ومسؤول في استهلاك الكهرباء والمياه، ومنها مبادرة «الحياة الذكية»، و«جائزة الترشيد»، و«برنامج الترشيد التفاعلي»، المتوافق مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، و«الأسبوع الأخضر»، و«ساعة الأرض»، وحملة «لنجعل هذا الصيف أخضر» وغيرها.
وحققت برامج ومبادرات الترشيد التي أطلقتها الهيئة بين عامي 2009 و2020، وفراً تراكمياً، ضمن الفئات المستهدفة، بلغ 2.6 تيراوات ساعة من الكهرباء، و8.5 مليارات غالون من المياه، بما يعادل توفير مليار و500 مليون درهم، وتقليل مليون و321 ألف طن من الانبعاثات الكربونية.
تكللت جهود هيئة كهرباء ومياه دبي لتوفير خدمات الكهرباء والمياه، وفق أسعار تنافسية على مستوى عالمي، بخفض الرسم الإضافي للوقود للكهرباء والمياه، من 6.5 فلوس لكل كيلووات ساعة، إلى 5 فلوس بالنسبة للكهرباء، ومن 0.6 فلس إلى 0.4 فلس لكل غالون مياه. وانعكست هذه الوفورات التي تحققت في استهلاك الوقود، نتيجة زيادة نسبة الطاقة الشمسية إيجاباً على المتعاملين، وتم تطبيق خفض الرسم الإضافي للوقود على فواتير الكهرباء والمياه، اعتباراً من الأول من ديسمبر 2020.
تلتزم هيئة كهرباء ومياه دبي، بدعم القطاع التعليمي، والمساهمة في إعداد الجيل القادم من الخبراء والقادة الذين سيتولون تطبيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية الطموحة، لتحقيق التنمية المستدامة. وتتعاون الهيئة مع وزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، والجهات الحكومية والخاصة، التي تمتلك رؤية تنموية مستدامة لإعداد قادة المستقبل.
وتوفر أكاديمية هيئة كهرباء ومياه دبي، أفضل برامج التعليم التقنية التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، والمواد الفنية والهندسية التخصصية، تحت إشراف المجلس البريطاني للتكنولوجيا وإدارة الأعمال، وبمساعدة فريق متخصص من الأساتذة والمهندسين. وتسهم أكاديمية الهيئة، في إعداد جيل من المواطنين، يعي أهمية العمل المهني، ويتم توظيف الطلاب الذين أتموا دراستهم في الأكاديمية، ضمن الأقسام المختلفة في هيئة كهرباء ومياه دبي، وفقاً لتخصصاتهم واحتياجات الهيئة.
ويواصل مركز البحوث والتطوير التابع للهيئة، مساهماته البارزة في بناء وتوطين المعارف والخبرات في مجالات عمل المركز، والتي تشمل «إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وغيرها من تقنيات الطاقة النظيفة»، و«تكامل الشبكات الذكية»، و«كفاءة الطاقة»، و«المياه»، إضافة إلى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، المتعلقة بمجالات البحوث والتطوير. ويضم المركز 39 باحثاً وباحثة، من بينهم 24 من حملة الدكتوراه والماجستير. وتبلغ نسبة الباحثين والباحثات المواطنين في المركز نحو 70 %. وقد نشر فريق العمل 55 ورقة بحثية في مؤتمرات ومجلات علمية عالمية، وتم تسجيل براءة اختراع، ويجري العمل على تسجيل 7 براءات اختراع أخرى.
توفر هيئة كهرباء ومياه دبي، فرصاً متكافئة للرجل والمرأة، وتركز على تمكين المرأة، سواء في المناصب القيادية أو الوظائف الفنية، ما جعلها قدوة ونموذجاً للمؤسسات والجهات الحكومية والخاصة، داخل الدولة وخارجها. وتعد الهيئة واحدة من أبرز المؤسسات الوطنية الداعمة للمرأة في قطاع الطاقة. وتضم الهيئة حالياً 1949 موظفة، ضمن جميع إداراتها، ويشمل هذا العدد 671 موظفة في القطاع الهندسي والفني، فيما تشغل 266 موظفة مناصب قيادية في الهيئة.
وتشكل النساء الإماراتيات نسبة 80.5 % من إجمالي القوى النسائية العاملة في الهيئة، كما تبلغ نسبة النساء الإماراتيات في مركز البحوث والتطوير، 32 % حاصلات على مؤهلات عليا في المجالات العلمية والهندسية.
جوائز
توجت جهود هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال التنمية المستدامة، ومساعيها لدعم جهود دولة الإمارات في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بفوزها بالعديد من الجوائز العالمية المرموقة، وأهمها جائزة «تحدي المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة» لعام 2021، لدعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. كما حصد معالي سعيد محمد الطاير، جائزة شخصية عام 2020 في مجال الحوكمة الرشيدة والاستدامة، ضمن جوائز الحوكمة الرشيدة العالمية، التي تقدمها مؤسسة «كامبريدج آي إف إيه»، في المملكة المتحدة.
وحصدت الهيئة عام 2019، جائزة «أفضل أداء بيئي»، ضمن «جوائز آسيا للطاقة»، وجائزة «مبادرة الاستدامة للعام»، ضمن برنامج جوائز الاستدامة 2018، التي تمنحها مجموعة «بيزنيس إنتيليجنس جروب» الأمريكية، وأربعاً من «جوائز الخليج للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات» لعام 2017، عن أفضل برنامج في الاستدامة والتعليم، وأفضل برنامج في مكان العمل والتعليم، وفريق الاستدامة للعام، والاستدامة الشاملة.