برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، افتتح أمس معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش، المؤتمر الدولي «دور الأم في التربية والتنشئة على قيم التعايش والأخوة الإنسانية» بحضور إماراتي وعربي ودولي بارز.
نظم المؤتمر وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام لمناقشة دور الأم المحوري في تعزيز قيم المجتمع الإماراتي وعلى رأسها التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، إضافة إلى التعرف على الطرح العالمي حول دور الأم في صناعة جيل المستقبل من خلال تجارب دولية رائدة.
وتحدثت في المؤتمر كوليندا غرابار كيتاروفيتش الرئيسة السابقة لجمهورية كرواتيا عن تجربتها كأم بلغت قمة الهرم السياسي، ومعالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، حول استشراف مستقبل دور الأم في تعزيز الأخوة الإنسانية في فترة ما بعد “كوفيد 19″، ونيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي من مصر، ومارسي غروسمان سفيرة كندا لدى الإمارات، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام حول جهود أم الإمارات في تمكين دور الأم فـي تعزيـز القيـم الإنسـانية وأثرها في تربية أجيال المستقبل، وسيدة الأعمال رجاء القرق وعبير لهيطه، وليندو مانديلا مديرة مؤسسة مندلا ليجاسي، وشينتا وكامداني الرئيس التنفيذي لمجموعة سينتيسا، وعدد كبير من الشخصيات العالمية البارزة.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية: «يسرني أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الدولي الذي يحتفي بمناسبة “يوم الأم” والذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام في دولة الإمارات العربية المتحدة، نتشرف في هذا المؤتمر بحضور نخبة مميزة من المشاركات المتميزات وأصحاب الفكر من جميع أنحاء العالم، وأنا على ثقة تامة أن عمق واتساع نطاق ما تملكونه من رؤى وخبرات، إضافةً إلى الجودة التي تتميز بها خبراتكم وتجاربكم وما لديكم من التزام قوى سيسهم للغاية في إثراء نقاشاتنا حول الدور المهم للأم في تنشئة الأطفال ليكونوا متسامحين وملتزمين بقيم الأخوة الإنسانية.
وأضاف: إن هذا المؤتمر يسلط الضوء على تعزيز مبدأ الإسهامات الكاملة للأمهات وتمكينهن دون أي عوائق، يعد عاملاً أساسياً لفتح المجال أمام أجيال المستقبل للمساهمة في الازدهار والرخاء المجتمعي، وتلعب الأمهات دوراً أساسياً في بناء ترابط الأسرة وتجمعها حول قيم بشرية سامية من خلال تبني نهج التسامح ومكافحة التعصب، ويعد دور الأمهات في تعزيز القيم البشرية الإيجابية لبنة أساسية في بناء أسرة ناجحة ومجتمع متماسك، وإنه لمن عظيم الشرف والفخر أن أنقل لكم تحيات عطرة وترحيباً خاصاً من راعية هذا المؤتمر، أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها، التي بذلت من دون كلل، جهوداً ضخمة ومشكورة لتعزيز مكانة الأمهات وتقدير إنجازاتهن وإلهام نجاحاتهن، فسمو الشيخة فاطمة هي النصير الأول لتمكين الأمهات وعملت دائماً وفق قناعة مفادها أن المجتمعات ستكون ناجحة على نحو أفضل عندما توظف الأمهات في هذه المجتمعات معارفها ومهاراتها وأفكارها وطاقتها لتربية الأطفال بالاشتراك مع أزواجهن، تعرف سمو الشيخة فاطمة تماماً أن العالم في القرن الواحد والعشرين يحتاج إلى انتهاج سلوك أكثر استنارة ومعقولية من النساء والرجال على حدٍ سواء، أود أن أعبر في “يوم الأم” عن تقديري وإجلالي لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، حفظها الله ورعاها، فقد استفادت دولتنا ومنطقتنا، بل والعالم بأسره من رؤية سموها وحكمتها.
وأوضح معاليه أن هذا المؤتمر يقدم صورة بارعة لأسمى وأروع الأمثلة لمجتمع عالمي يقيس النجاح بجودة التعاون والحوار والتفاعل السلمي بين جميع مواطنيه، مؤكدا تطلعه لمعرفة نتائج هذا المؤتمر والتوصيات التي ستقدمها بشأن الكيفية المثلى لتزويد الأمهات بالمعرفة والمهارات ليصبحن أكثر ثقة وتسامحًا كأمهات، ودعم دور الأمهات في حماية أطفالهن من الوقوع ضحية العنصرية والتطرف بما يمكنهم من المضي قدمًا نحو مرحلة البلوغ والاضطلاع بأدوارهم الصحيحة في المجتمع، مشيرا إلى اهمية أن تقوم هذه التوصيات على الأدلة واضحة، فالمعرفة والبحث يعدان بمثابة الوقود الذي يدفع عجلة التسامح ويقدمان الأدلة المقنعة لمزاياه الاقتصادية والاجتماعية.
وتوجه إلى الحضور:»أتطلع إلى جهودكم في إدماج التعاون الدولي في مبادرات تمكين الأمهات، فالتحديات التي ستواجه العالم في السنوات القادمة ستجعل التسامح من ضمن العوامل المساعدة لتحقيق الرخاء والسلام بدرجة أكثر أهمية من وقتنا الحالي.
وسيحتاج البشر جميعًا بغض النظر اللون واللغة والمعتقد إلى التعاون والتضامن بصورة أكبر وأشمل وتفوق على ما هي عليه اليوم، وذكرتنا جائحة كورونا «كوفيد-19» أننا جميعا في هذا العالم نواجه التهديدات والتحديات، وأن التهديدات البيولوجية للبشرية لا تعترف بالحدود الدولية أو تُميز بين الناس على أساس الدين أو اللغة أو الحضارة أو العرق، فلن يستطيع العالم تجاوز التهديدات الصحية للبشرية من خطر جائحة كورونا «كوفيد-19» إلا من خلال أشخاص يعملون معًا، يتطلب مثل هذا التعاون الدولي التسامح من جميع الأطراف، فقد ذكرت جائحة كورونا «كوفيد-19» العالم بأهمية التسامح والأخوة الإنسانية وأبرزت أيضًا دور المسؤوليات الفردية في إطار هذه المساعي البشرية.
ونبه معاليه إلى أن التسامح والأخوة الإنسانية في دولة الإمارات العربية المتحدة يمثل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، إذا يعد من أهم مكونات إرث الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رسالة مفادها أن التسامح يمثل مفتاحًا للسلام والرخاء لجميع سكان دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد علمنا المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن غياب التسامح يؤدي إلى شعور الناس بالارتياب تجاه التغيير ويعيق التنمية الاقتصادية ويحد من جودة الحياة ويهدر الإمكانات البشرية، نجحت دولة الإمارات قيادةً وشعبًا في بناء مجتمع مسالم وناجح بصورة ملحوظة ومزدهر قائم على التسامح.
واختتم «إن دور الأمهات في تربية الأطفال يدعم مهمتنا في الحد من التوتر وعدم الثقة، والإسهام في أن يعم السلام والأمل والتفاؤل العالم، دعونا نكرس هذا المؤتمر لتعزيز الحوار بشأن المشكلات المختلفة التي تحيط بمسؤوليات الأمهات في هذه الأوقات المتغيرة، ودعونا نأمل أن يساعدنا هذا المؤتمر بفعالية أكثر في مساعدة الأمهات في تشكيل مستقبل أطفالهن والمجتمعات اللاتي يعشن بها».
وعبرت كوليندا غربار كيتاروفيتش الرئيسة السابقة لكوروتيا عن سعادتها بالمشاركة بهذا المؤتمر المهم الذي يلقي الضوء على الدور المهم للأم في بناء الاجيال وفق القيم الإنسانية الراقية، مرسلة بتهنية خاصة للأمهات حول العالم.
وقالت «عندما أصبحت أماً وتوسعت عائلتنا، بدأنا في التعامل مع أطفالنا من اليوم الأول كشركاء وأعضاء متساوين في عائلتنا، لكل منا قراره الحر، بما في ذلك عندما كنت أفكر في الترشح لرئاسة كرواتيا، فإن أطفالي الذين كانوا في المدرسة الابتدائية في ذلك الوقت لم تتم استشارتهم فقط ولكن تم الاستماع إليهم بصدق وأخذ رأيهم، وعندما اتخذنا قرارًا كعائلة حول كيفية المضي قدمًا كانوا لهم قرارهم أيضا، ولعل أهم الدروس التي أحاول تدريسها لهم في الحياة هي شيء يتجسد في ما قاله كاتب أطفالنا المحبوب الدكتور سوس» إن الإنسان هو الإنسان مهما كان صغيراً، ولا يهم إذا كان من الأغنياء أوالفقراء، ولا يهم ما هو الدين الذي ينتمي إليه؟ لا يهم إذا كان صغيرا أو كبيرًا«.
وأضافت» إذا استوعب الاطفال أن الانسان بغض النظر عن صغر حجمه، وبغض النظر من أين أتى؟، بغض النظر عن جنسه السياسي العرقي الديني أو أي خلفيات أخرى يستحق الاحترام لكونه فقط إنسان، وعندها سنتجنب حقًا المشاكل التي نواجهها في العالم والتي تنشأ عن سوء فهم ورفض للأخر المختلف عرقيا أو اثنيا، لذا دعونا نتحد معًا كأمهات كنساء كأخوات وبنات وكأعضاء في المجتمع العالمي، لنعمل معا من اجل عالم أكثر تسامحًا من خلال تعليم أطفالنا ذلك الدرس، ومن خلال التعايش معًا، ومن خلال العمل معًا من أجل المستقبل المشترك، ومن خلال عدم التركيز على اختلافاتنا، ولكن نفعل كل ما يربطنا ببعضنا البعض، فبهذا فقط نجعل حياتنا كبشر أكثر سعادة وأمنا«.
دعم
فيما تناولت الدكتور رجاء القرق في كلمتها»دور الأم في التربية على قيم التعايش والأخوة الإنسانية«، رافعة التهنئة إلى سمو أم الإمارات راعية المؤتمر مثمنة جهودها الكريمة لصالح المرأة بشكل عام والأمهات تحديدا لدعم أدوارهن على الصعيد الاسري والمجتمعي والوظيفي أيضا.
واقتبست القرق من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله:»مهمتنا هي توفير بيئة تطلق إمكانات المرأة – بيئة تحمي كرامتها، وتساعدها على خلق التوازن الضروري في حياتها، وتقدر مواهبها وإمكاناتها، وفي هذه البيئة، أنا واثق من أن النساء لن يقمن بأقل من المعجزات«مؤكدة أن تمكين المرأة له جوانب عديدة منها الاجتماعية والثقافية والنفسية، وأنها كأم تشعر أن العامل الاقتصادي هو الأهم.، إنه يوفر للمرأة القدرة على التعامل مع موارد الأسرة، ومساعدتها على إيجاد فرص عمل متساوية، وتقلد مناصب اقتصادية عليا والمشاركة في عملية صنع القرار، وبالتالي تعزيز الاستقلال المالي.
واوضحت أنه يمكن للبلدان التي تمكّن المرأة أن ترتقي بمجتمعاتها إلى آفاق جديدة، والإمارات هي خير مثال على ذلك خاصة فيما يتعلق بتطبيق أفضل الممارسات الدولية، مشيرة إلى العديد من الأمثلة التي تؤكد أن المرأة الإماراتية لديها القدرات والطموح للتميز والمساهمة في التنمية والازدهار المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة. لقد تم اتخاذ خطوات ملحوظة لضمان أن النساء ذوات التعليم العالي والواثقات والرائدات جنبًا إلى جنب مع الرجال يدعمن التقدم المستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة في جميع القطاعات الاقتصادية.
واختتمت»ونحن نحتفل بعيد الأم أود أن أقول لكل أم عاملة، مع نمو أطفالك ليصبحوا شبابا، سيتذكرونك كأم وسيتذكرون أيضًا نجاحاتك، وسوف يشاهدونك تصلين إلى أهدافك وهم يضعون أهدافهم الخاصة، سوف يشاهدونك وأنت تتغلب على الشدائد ويتعلمون المرونة التي ستوجه مسارهم في المستقبل«.
« أم الفرسان»
وفي كلمتها للمؤتمر عبرت نورة السويدي عن سعادتها بالمشاركة في هذا المؤتمر الدولي الذي يتناول أهمية دور الأم في التربية والتنشئة على قيم التعايش والأخوة الإنسانية، ويقام تحت رعاية كريمة من»أم الإمارات، «أم الفرسان» وسط هذه الكوكبة الاستثنائية المختارة من القيادات النسائية العالمية، مؤكدة أنها فرصة رائعة لكل أم وامرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم يحتفل بيوم الأم، أن تُعرب عن فخرها واعتزازها وتقديرها لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، على كل ما قدمته سموها وما زالت تقدمه من دعم ورعاية ومساندة وحماية واهتمام للمرأة الإماراتية في المجالات كافة.
وقالت «إن الله عز وجل حبانا في الإمارات بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الشخصية الملهمة للجميع التي تفانت وتتفانى في إسعاد الطفل والمرأة والأسرة، حيث انصبت جهود سموها بشكل أساسي على حقوق المرأة وتمكينها بالمعارف والخبرات التي تؤهلها لبناء أسرة وتربية وتنشئة أطفالها على الأسس والقيم الأصيلة، ومن هذا المنطلق عمل الاتحاد النسائي العام بفضل رؤية وتوجيهات سموها على استحداث الخطط والاستراتيجيات والمبادرات والبرامج وتبني العديد من الممارسات الرامية لرفع شأن المراة والأم الإماراتية، وذلك بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين، ومن هذه الأنشطة مبادرة تنظيم المجالس النسائية المجتمعية، الذي يهدف إلى الوصول بالمعرفة للمرأة أينما كانت، وبناء قدراتها في ظل تسارع وتيرة الحياة، فضلاً عن تعزيز إمكاناتها لتتمكن من زرع قيم الهوية والانتماء والولاء والتسامح لدى أبنائها».
وأضافت «أن دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمرأة والأم لم يقتصر على حدود دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب، بل امتدت أيادي سموها البيضاء لتضع بصمتها في البرامج الإنسانية والمشاريع الخيرية والتنموية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر بتمويل من سموها، مثل تأسيس صندوق الشيخة فاطمة لرعاية المرأة اللاجئة والطفل بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عام 2000، كما واصلت سموها بذل الجهود لدعم العمل الإنساني والخيري في الوطن العربي والعالم، لضمان الاستقرار الأسري مع أولوية توفير الرعاية والحماية للنساء والأطفال.
ونوهت:» لا شك أن الاحتفال بيوم الأم مناسبة نعتز بها، للمكانة الكبيرة التي تعتليها المرأة والأم في دولة الإمارات في ظل القيادة الرشيدة، حيث تجلى اهتمام الدولة بالأم العاملة من خلال التشريعات والقوانين والسياسات والآليات التي تساهم في تحفيزها على الالتحاق بسوق العمل، مع تذليل جميع العقبات أمام طريقها لتتمكن من تكوين أسرة ومتابعة أطفالها، حتى أصبحت شريكاً حيوياً وفاعلاً أساسياً في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها الدولة، متسلحة بالعلم والمعرفة، والإرادة الصلبة، والإصرار على الإنجاز«.
من جانبها عبرت مارسي غروسمان سفيرة كندا لدى الإمارات عن سعادتها بالمشاركة بالمؤتمر، مؤكدة أهميته لدعم الأمهات في كل مكان بالعالم، ومهنئة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك»أم الإمارات«راعية المؤتمر بمناسبة الاحتفال بيوم الأم، وكافة المشاركات.
وأضافت بأنها أثناء تحضيرها ملاحظاتها أذهلها بيت شعر من قصيدة حافظ إبراهيم، ترجم على النحو التالي: الأم مدرسة اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الأعراق، لا توجد كلمات أكثر صحة من ذلك، ومع ذلك يجب ألا تتحمل الأمهات هذه المسؤولية بمفردهن. كما يقول المثل القديم،»يتطلب الأمر قرية لتربية طفل«.
وتابعت بأن الحكومات والمجتمعات مثل الإمارات العربية المتحدة وكندا تدعم المرأة من خلال تشكيل تلك القرية بشكل جماعي، وتعزيز القيم التي نرغب في غرسها في أجيالنا القادمة، لقد أدى التوقيع الأخير على وثيقة الأخوة الإنسانية والإعلان عن معاهدة السلام مع إسرائيل إلى إحداث تحولات نموذجية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
جميلة المهيري:»الأمومة«أهم وظيفة في العالم بأسره
قالت معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن»التفكير في يوم الأم يدفعني اإلى العودة بالذكريات إلى طفولتي والتأمل في الكيفية التي كان يربيني بها أبي وأمي، على تقبل الآخر والبحث عما هو مشترك بين الناس بدلًا من التركيز على ما يفرقنا، وعلى سبيل المثال، قدم أبي وأمي نموذجًا للتسامح من خلال تعاملاتهم مع أشخاص من عقائد وخلفيات مختلفة«.
وتابعت المهيري في كلمتها للمؤتمر:»أتذكر أن أفضل صديق لأبي كان اسمه زهير، وكان مسيحيًا عراقيا، ولا زلت أتذكر أمي وهي تتحدث عن ممرضات وأطباء الارسالية في العيادة المجتمعية، وكانت تقول «كانوا يتحدثون عن الدين ولكنهم قدموا مساعدات كثيرة، وكان علينا أن ننصت إليهم ونحترمهم، فالإنصات لن يؤثر على ديننا، وكنا مدينون لهم بالاحترام لقاء ما يقدمونه من مساعدات» وبهذا المعنى تعكس عائلتي الثقافة التي ارتكزت عليها، قدراتنا كأمة لبناء دولة يتعايش بها أكثر من 200 جنسية في سعادة«.
وتحدثت:»أتشرف بالمشاركة في هذا المنتدى المخصص للاحتفاء بأهم وظيفة في العالم بأسره، ألا وهي «الأمومة» وأتحدث هنا عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي لم يجد الإماراتيون أفضل من لقب «أم الإمارات» ليعبروا به عن امتنانهم لها، ذلك اللقب الذي يعكس شخصية وإنجازات سمو الشيخة فاطمة ويعترف بجهودها في تمثيل المرأة ومواجهة التحديات المحيطة بالمجتمع والأسر، حيث قادت سمو الشيخة فاطمة العديد من المبادرات لدعم النساء والأمهات، وتحتل جهودها لتوفير التعليم والرعاية الصحية وتحسين السياسات والقوانين مكانة خاصة في قلوب الشعب الإماراتي.
وأوضحت انه أثناء جائحة كورونا ذكرنا العلماء أن النظام المناعي للأم يحمي الجنين من هجمات الميكروبات، وتتعلم خلايا الجنين التعايش والمقاومة بالشكل الصحيح، ويواصل الأطفال التعلم من الوالدين، وخاصة الأمهات، حيث يتعلمون كيف يحترمون الآخرين ويقدرونهم ويتعايشون مع أشخاص من أعراق أو ديانات أو خلفيات ثقافية مختلفة، ويتعلمون أيضًا نبذ الكراهية والتعصب والظلم، مؤكدة أن ما تفعله الأمهات في السنوات الثمانية الأولى من حياة أطفالهن يؤثر على ما سيكونون عليه في المستقبل، ومن خلال ما تظهره الأمهات من حب وتقدير لقيم الاحترام والتسامح وقبول الآخر، سيتعلم أطفالهن الاقتداء بهن، كما يتعلمون أيضًا من البيئة المحيطة بهم، وأثناء جائحة كورونا «كوفيد-19» الصعبة، كان كثير من الأطفال يتواصلون مع والديهم فقط، وكانت لديهم فرص قليلة للتواصل مع أشخاص آخرين، وأصبح دور الأمهات أكثر أهمية، لذا استخدمت الأمهات وسائل مختلفة، بما في ذلك الموارد الرقمية، للتأثير في تعليم أطفالهن، وأصبحت مسؤولية مراقبة المحتوى الرقمي الذي يتعرض له الأطفال أكثر أهمية من أي وقت مضي.