النهج الإرهابي الواضح لجماعة الحوثي، على مدار مسارها الانقلابي في اليمن، يؤكد من خلال أعمال إجرامية متواصلة، مضيها على هذا الطريق الذي لا يعرف سواه، ولا يقيم وزناً لاستقرار اليمن والمنطقة والسلم العالمي، فالتصعيد الخطير الذي بتنا نراه يومياً بهجمات ممنهجة ومتعمدة تستهدف المناطق المدنية والمنشآت الحيوية في السعودية، يضيف أدلة دامغة على نوايا هذه الميليشيات في الاستمرار في تقويض أمن المنطقة.
هذا النهج العدواني كان يجب أن يقابل بحزم دولي قوي منذ البداية، لعدم ترك المنطقة التي تمتلك أهمية استراتيجية كبرى للعالم أجمع، عرضة لإجرام جماعات ذات فكر ظلامي، ولكن غياب هذا الحزم جعل هذه الميليشيات المارقة المدعومة من إيران، تتمادى في غيها، وتمعن في تصعيدها الخطير الذي يهدد بتأثيرات سلبية كبيرة على المستوى العالمي، وخصوصاً مع مواصلتها استهداف المنشآت التي تضمن من خلالها المملكة الشقيقة إمدادات الطاقة العالمية.
ما تدل عليه هذه الأعمال الإجرامية البائسة، هو التحدي السافر والجلي للمجتمع الدولي من قبل هذه الميليشيات ومن يدعمها، واستخفافها بالقوانين والأعراف الدولية، وخصوصاً أنها تأتي في وقت تدعم فيه دول المنطقة المسارات السلمية لإنهاء الأزمة في اليمن، لضمان تحقيق الاستقرار للشعب اليمني الشقيق وللمنطقة ككل، ما يفرض، أكثر من أي وقت مضى، أن يكف المجتمع الدولي عن صمته تجاه هذه التهديدات، وأن يسارع إلى مواقف فورية وحاسمة تعيد الأمور إلى نصابها وتوقف الميليشيات الإرهابية عند حدودها وتكفل عدم تماديها في نهجها الدموي.
الدعوات المبكرة والمتكررة التي قدمتها الإمارات في هذا الشأن، تأتي من إدراكها لطبيعة هذه الجماعات وما تنتهجه من فكر أسود، ولإيمانها العميق كذلك بأن أمن المنطقة كل لا يتجزأ، في رؤية استراتيجية تضع وقوف دول العقلانية في صف واحد، ضمانة ومناعة لاستقرار الجميع في وجه كل التحديات والتهديدات التي تعيق تحقيق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعوب المنطقة.
وتجديد الإمارات تضامنها، اليوم، مع السعودية، يؤكد عمق العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، التي تعطي فيها الإمارات أهمية قصوى لأمن السعودية المحوري لأمن جميع المنطقة، بل وللسلم العالمي أيضاً، لما تمثله المملكة الشقيقة من ثقل وازن في محور الخير والاستقرار، في مواجهة القوى الإقليمية الطامعة والجماعات الإرهابية الظلامية، ومخططاتها لنشر الفوضى في عموم منطقتنا.
الوقوف مع السعودية اليوم هو وقوف مع الذات، وهذا ما يجب أن يفهمه بوضوح المجتمع الدولي بأسره، لأن أي تهديد للسعودية بأهميتها الاستراتيجية هو تهديد لمنظومة الأمن والسلم والازدهار في العالم بأسره.
بقلم: منى بوسمرة