|  آخر تحديث فبراير 9, 2021 , 17:06 م

“دواعى أمنية”


“دواعى أمنية”



 

 

حينما بدأت أفكر فى الكتابة عن متابعة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لأعمال التطوير بمنطقة عزبة الهجانة بشرق محافظة القاهرة قفز إلى ذهنى صورة الممثل القدير لطفى لبيب وجملته المشهورة فى فيلم طباخ الرئيس “دواعى أمنية” وتجهيزه للفنان عبدالسلام الدهشان ليقوم بدور الفلاح البسيط الذى يلتقيه الرئيس خلال جولته فى الفيلم تحت نفس الدافع “دواعى أمنية” – وتسألت فى نفسى هل الرئيس السيسى ومن حوله من الرجال المخلصين الأمناء على حياته وتأمينه لا يمنعونه من زيارة مثل هذه الأماكن والتى يصعب التأمين بها تحت نفس الدواعى الأمنية 00 ولكن قفز إلى ذهنى أيضا الكلمات التى قالها رسول كسرى حينما وجد سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، نائما تحت الشجرة ويحتمى بظلها من الشمس “حكمت فعدلت فأمنت فنمت ياعمر ” ، ومن هنا أقول أن من حمل روحه على كفيه فى 30 يونيو 2013 ليحمى هذا البلد من الضياع ويحافظ على مقدرات هذا الوطن الغالى ، ويحمى هذا الشعب الكريم من أن يتحول إلى مجموعات من الآجئين بكافة دول العالم، وحفظ هذا البلد من الإنشقاقات والضياع ، وحمل الأمانة بصدق ، حينما عهد إليه الشعب بأن رفعه إلى سدة الحكم. فكان أميناً عليه كما عرفناه وعهدناه منذ أن كان يرتدى الزى العسكرى ، فهو إبن هذه الأرض الطيبة وتربى فى المدرسة العليا للوطنية ، مصنع الرجال والأبطال والشرفاء ، لذا أيقنت أنه يحشد معه الكثير من أفراد الأمن والحراسات الخاصة وهم أهل مصر البسطاء الكرام. فأهل مصر هم الحماية لهذا الرجل الذى يوصل الليل بالنهار للإرتقاء بدولته ليجعلها فى مصاف الدول الكبرى ، وليراها “قد الدنيا” كما يتمنى ، ولا يشكك فى أننا فى الطريق إلى ذلك إلا حاقد أو غير منصف ، أو عدو ، فمن من الرؤساء يتواجد ويتابع يومياً ما يتم تنفيذه من مشروعات قومية بكافة أنحاء الجمهورية منذ الخامسة صباحاً ، من سبقه لتطوير العشوائيات والإهتمام الحقيقى وليس بالشعارات بمحدودى الدخل والفئات الأكثر إحتياجاً والأولى بالرعاية وأبنائنا من ذوى الإحتياجات الخاصة ، من سبقه للقضاء على العشوائيات شديدة الخطورة ، وقبل أن ينفض يديه من غبارها بدأ فى تطوير العشوائيات غير الأمنة ، وغير المخططة ، ليوفر لأهله حياة كريمة ، من سبقه للإهتمام بقرى وريف مصر وصعيدها والبدء فى تطويرها وتحويلها إلى مدن وقرى متطورة حديثة توفر حياة كريمة للمواطنين المتواجدين بها ، من سبقه لإقتحام المشاكل والمصاعب والتحديات والمخاطر والتهديدات التى كادت أن تهدد إستقرار وأمن هذا الوطن العزيز ، وعودة إلى تطوير العشوائيات وإنعكاسات ذلك على الأمن القومى المصرى ، فنجد أن تواجد الرئيس السيسى فى قلب الأحداث بعزبة الهجانة بصحبة رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء تعد رسالة تأكيد على إنشغال القيادة السياسية بهموم المصريين وإصرار الدولة المصرية على تجاوز كافة سلبيات الفترات الماضية ، والقضاء على المناطق غير الآمنة ، والإرتقاء والنهوض بكافة المناطق بالدولة ، وليس العاصمة فقط كما كان يحدث فى الفترات السابقة ، ألا يساهم القضاء على العشوائيات وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فى القضاء على (الإرهاب ، والسرقات ، والأفكار الهدامة ، وإنتشار المخدرات ، وخلافه من الجرائم التى تنتشر فى مثل هذه الأماكن) ، فكيف لأسرة تعيش فى بيئة غير صحية فى غرفة لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار أن تفرز لنا علماء ومفكرين ونشئ صالح ، فهذه بيئة خصبة لنشر الأفكار المتطرفة نتيجة للعوز وحاجة قاطنى هذه الأماكن للحصول على الخدمات الإساسية من مياه نظيفة وصرف صحى وتعليم ورعاية صحية وخلافه، فالمساكن البديلة للعشوائيات تسلم للمواطنين كاملة بكامل أثاثها لتمثل له نقلة حضارية ، ومشروعات الإسكان الإجتماعى والإقتصادى تساهم فى تحقيق العدالة الإجتماعية وتوفير المسكن المناسب للمواطن المصرى البسيط من محدودى الدخل والفئات الأكثر إحتياجاً والأولى بالرعاية.

 

 

وقد راعت الدولة أن تتضمن تلك المشروعات كافة الخدمات والمرافق الأساسية لضمان إستقرار المواطنين بها وعدم تحولها إلى مدن تقطنها الأشباح ، فضلاً عن مساهمتها فى التوسع الأفقى للحد من الكثافة السكانية بالوادى والدلتا. وإذا إنتقلنا لما توفره الطرق والكبارى الجديدة والتى تم توسعتها ورفع كفائتها فنجد أنها تساهم فى التخفيف من الإختناقات والحوادث التى عانت منها مصر خلال الفترات الماضية ، وتحفز المستثمرين للإستثمار فى مصر ، فضلاً عن العائد المباشر على المواطنين من تقليل إستهلاك الوقود ، وتكلفة صيانة المركبات ، وتوفير الوقت ، بالإضافة للإستفادة من أجناب الطرق وأسفل الكبارى فى تنفيذ مشروعات إقتصادية تساهم فى الحد من البطالة ، وكذا مساهمتها فى تخفيض الأسعار نتيجة لإنخفاض تكلفة نقل السلع.

 

 

وقد وجهت زيارة الرئيس السيسى لعزبة الهجانة العديد من الرسائل خاصة لأعداء الوطن والمتربصين به لإسقاطه، حيث أكدت على إدراك الدولة لمتطلبات شعبها وسعيها بكل قوة لتحقيق مطالبه فى الحياة الكريمة ، كما أكدت على الترابط بين القيادة والشعب ، ودحض أى شائعات حول عدم إدراك الدولة لإحتياجات الشعب أو لإهتمامها بمناطق دون الأخرى ، وجدية الحكومة على الارتقاء بالمستوى المعيشى للمواطنين وإصلاح ما أفسده غيرها وإستغل حاجة المواطنين ، إلى جانب أنها ترسخ أن الدولة مصرة على مواصلة جهودها لتحقيق التنمية الشاملة فى البلاد وبما يساهم فى تعزيز الأمن والإستقرار ، فالدولة التى لا تنمو فى الواقع
لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة.

وفى الختام أرى أن المرحلة الحالية تتطلب ضرورة تكاتف الجميع مع القيادة السياسية والحكومة من خلال العمل الجاد للتماشى مع جهود الدولة وأهدافها والتى على رأسها الإرتقاء بالمواطن المصرى وتوفير حياة كريمة له فالمجتمعات التى نعتبرها متقدمة تعلى من قيمة العمل ولا تفرط فى حماية حقوق مواطنيها الذين يقومون بواجباتهم فالحياة لا تقتصر على الحقوق ولكن تكملها الواجبات وأولها العمل المثمر ، كما أنه يجب على المواطنين الحفاظ على ما يتم تحقيقه من إنجازات ليتم البناء عليها.

 

 

 

 

بقلم سعادة اللواء دكتور/ محمود ضياء
إستشارى الدفاع والأمن القومى


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com