بعد إطلاقها لمشروع ” لوحة التحكم الذاتية الذكية – كوفيد19″، أعلنت دبي الذكية عن عملها على حالتي استخدام جديدتين ضمن ذات الإطار ومن خلال مبادرة “مختبر علوم البيانات”، بهدف الاستفادة من مهارات علوم البيانات واستكشاف المزيد من حالات الاستخدام التي تدعم قطاع البيانات في المدينة.
وتسعى حالتي الاستخدام الجديدتين اللتين يتم العمل عليهما حاليًا، إلى تسخير قوة وعلوم البيانات للتنبؤ بمستجدات كوفيد 19 وبالتالي المساعدة في إجراءات احتواء الفيروس.
وفي هذا السياق، صرح الدكتور عامر أحمد شريف، رئيس مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا: “إن النهج الذي يتبعه المركز يعتمد بالدرجة الأولى على البيانات ودقتها، الأمر الذي تم تحقيقه من خلال “لوحة التحكم الذاتية الذكية – كوفيد19″ التي تعد من أهم الدعائم التي اعتمدت عليها عمليات اتخاذ القرار في إمارة دبي، لاسيما أنها مبنية على أسس معلوماتية وتطورات آنية عن واقع انتشار الجائحة وكذلك واقع النظام الصحي في الإمارة”.
ومن جهته أكد سعادة يونس آل ناصر، مساعد المدير العام لدبي الذكية، والمدير التنفيذي لمؤسسة بيانات دبي، أن البيانات هي الأساس لجميع الخطط الاستراتيجية والتنفيذية في المدن الذكية، كما أنها الوقود الذي يدعم استخدام التقنيات المتقدمة من الذكاء الاصطناعي إلى البلوك تشين وإنترنت الأشياء وغيرها، ونحن في دبي الذكية الذكية لدينا مهمة أساسية وهي بناء مدينة ذكية رائدة عالميًا، ولا شك أن العنصر الرئيسي في مخططنا لهذه المدينة المستقبلية هو بنية تحتية قوية للبيانات، ومجموعة من المبادرات الطموحة في هذا القطاع.
وأضاف سعادته: “يعد “مختبر علوم البيانات” أحد هذه المبادرات البارزة، حيث يعمل كخط إنتاج لحالات الاستخدام، كما يشير إلى التحديات الحقيقية التي يواجهها العالم ويقدم لها حلولاً مبتكرة للتغلب عليها وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية على المدينة. وعبر المشاريع الجديدة قام فريقنا بتسخير قدرات البيانات من خلال عمليات جمعها وتحليلها لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف المختلفة، للخروج بمجموع ثلاث مشاريع تسمح لنا باستخدام “مختبر علوم البيانات” الخاص بنا لدعم جهود قيادتنا الحكيمة في الحد من انتشار فيروس كورونا، وضمان رفاهية وسعادة مواطني ومقيمي وزوار دبي”.
وقامت دبي الذكية بإطلاق أولى المشاريع الثلاث بالشراكة مع مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا، حيث تهدف من خلال ” لوحة التحكم الذاتية الذكية – كوفيد 19″، إلى مراقبة انتشار الجائحة والتنبؤ بهذا الاتجاه عبر معالجة البيانات وتحليلها لتقديم تصورات وتوقعات حول تطورات كوفيد 19. وتعتمد اللوحة على نموذج معادلات رياضية في علم الأوبئة تعرف باسم SEIR، والتي تمكّن من التنبؤ بعدد الحالات التي قد تصاب بالفيروس.
كما توسع فريق علوم البيانات بدبي الذكية في هذا النموذج وطوره، وذلك وفق عوامل محددة خاصة بفيروس كوفيد 19، مثل: توقع المرضى الذين لا تظهر عليهم الأعراض، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لتفعيل التباعد الجسدي، والفحوصات التي يتم إجراؤها، إلى جانب فترة حضانة الفيروس وعوامل أخرى، حيث تعرض اللوحة بيانات عن العدد الإجمالي للإصابات حسب النوع سواء كانت بدون أعراض أو مع أعراض معتدلة أو شديدة، وكذلك الأعداد التراكمية للعدوى، وعدد حالات التعافي، والحالات الحرجة في جميع أنحاء إمارة دبي. كما تعرض اللوحة الأعداد المتوقعة للإصابات حسب النوع.
ويأخذ المشروع الثاني – الذي يتم اختباره حالياً- بالاعتبار ، الكثافة السكانية للمناطق بإمارة دبي، وكذلك المناطق التي عادة ما تجذب حشودًا كبيرةً، لتوليد تنبؤات حول الزيادة المحتملة في حالات الإصابة بفيروس كورونا في مناطق مختلفة من المدينة، وبالتالي يمكن تحديد المناطق المعرضة لخطر التحول إلى نقاط انتشار للوباء. وبمجرد الانتهاء من هذا المشروع سيتم إضافة النموذج إلى ” لوحة التحكم الذاتية الذكية – كوفيد 19″.
وستساعد حالة الاستخدام الثالثة بمجرد اكتمال عملية دراستها وتجهيزها للإطلاق، في تقدير النمو أو الانخفاض المحتمل للحالات المصابة بفيروس كورونا في دبي، وذلك بناءً على التفاعل المحاكي للواقع من خلال تنقل الأشخاص في أماكن مختلفة بالإمارة، مثل: أماكن العمل والمدارس ومراكز التسوق وما إلى ذلك. حيث تختبر المحاكاة سيناريوهات محتملة مختلفة مثل: إعادة فتح المدارس، واستئناف خدمات النقل العام مع قيود أقل أو بدون قيود، وكذلك تشغيل المطاعم بكامل طاقتها وغيرها من السيناريوهات. ثم يقوم النظام بحساب الارتفاع أو الانخفاض المحتمل في حالات كوفيد 19 في كل سيناريو أو أي مجموعة من هذه السيناريوهات.
وتستفيد حالة الاستخدام الثالثة من البيانات المتاحة على منصة “دبي بالس” التابعة لدبي الذكية والتي تضم بيانات يتم جمعها من جهات حكومية مختلفة، ويشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر: توزيع المباني حول المدينة، والسكان في كل منطقة سكنية، ومواقع محلات التجزئة والمواد الاستهلاكية، نمط استخدام وسائل النقل العام. وستسمح نتائج هذه المحاكاة لقيادة الإمارة بتنفيذ إجراءات احترازية مدروسة ومناسبة لضمان الحد الأدنى من الإصابات أو عدم وجودها، ويمكن للمحاكاة أيضاً التنبؤ بالموجات المحتملة من الأوبئة المختلفة وليس فقط جائحة كوفيد 19.
وقد تم استخدام أساليب جديدة تأتي من تخصصات علمية مختلفة لمواجهة التحديات غير المسبوقة لاتخاذ قرارات حكيمة وفي الوقت المناسب، وتعمل دبي الذكية على توسيع هذه الحالات بشكل أكبر لخدمة أغراض أخرى محتملة مثل التخطيط الحضري وما شابه، الأمر الذي يمهد الطريق لإنشاء نظام متكامل لعلوم البيانات في المدينة ويحفز بناء المشاريع المشتركة بين الجهات.
وتسعى دبي الذكية من خلال مؤسسة بيانات دبي التابعة لها، إلى ضمان استفادة الإمارة بشكل كامل من بيانات المدينة، ولتحقيق هذه الغاية تم اطلاق استراتيجية خاصة بالبيانات على مستوى دبي لقيادة عملية التحول الذكي، وتطوير نهج جديد في إدارة بيانات المدن.
يذكر أن رحلة البيانات في دبي بدأت مع إصدار قانون بيانات دبي في عام 2015 ، مما جعل الإمارة أول حكومة تقر عملية مشاركة البيانات الحكومية واستخدامها وإعادة استخدامها، وهي اليوم تقود مبادرة البيانات الأكثر طموحًا وشموليةً على مستوى العالم.
وفي هذا الإطار، أطلقت دبي الذكية مجموعة متكاملة من المبادرات التي تتمحور حول البيانات، بما فيها: مختبر علوم البيانات، أبطال البيانات، البيانات أولاً – تحدي بيانات المدينة، منصة دبي بالس، استراتيجية وسياسة مشاركة القطاع الخاص لبيانات دبي، لامركزية البيانات ومؤخراً مبادرة سجلات دبي.