|  آخر تحديث نوفمبر 25, 2020 , 14:42 م

تأدب في حضرة الخالق


تأدب في حضرة الخالق



‏الغرور مقبرة صاحبه..

ذلك الخيط الرفيع بين الثقة الزائدة بالنفس والغرور .. شتان بين وقعهما داخل نفسك وروحك وما يتبعهما من أثارا وخيمة علي حياتك بأكملها ..

فالثقة بالنفس هي معركة ضد كل مضاعفات الفشل وكلما زادت كان إبداعا وتطورت فيك مستلزمات النجاح العظيمة وأزدادت نفسك طمأنينة وراحة وثباتا ووعيا فدائما تنبع ثقتك من ذاتك الداخلية وأفعالك الإيجابية التي تخلق التصالح مع نفسك والتناغم مع البيئة الخارجية بعيدا عن التطلع لأراء الأخرين عنك وإعتمادك علي الإستحسان منهم وبالتالي تجعل منك إنسان متزن روحيا مع الخالق ونفسيا مع ذاتك الداخلية.
أما الغرور هو أن تتصور الشئ بحجم أكبر من حجمه الحقيقي وهو الرمال المتحركة التي يغرق فيها المنطق ودليل من دلائل الغباء الإجتماعي..
إن من علامات الإنهيار النفسي عند الفرد هو أن يظن أن ما يفعله غاية في الأهمية وأن لا أحد يستطيع فعله غيره فينعكس ذلك علي تضخم الأنا الزائفة ويتحول إلي مقبرة وهلاكا لصاحبه !
رضاك الزائد عن نفسك كثيرا ما يؤدي بك إلي الخمول والغرور الذي  يظهر للناس نقائصك ولا يخفيها إلا عليك ويسكن ألالام الغباء بداخلك ..
فإن لاحظت علي نفسك هذه الصفات :
1. رغبتك في فرض الأراء علي الآخرين  .
2. تضخم في الشعور بالأنا وإحتكار الناس.
3. تقييم الأخرين اللامنطقي فما من أحد لديه الحق في تقييم الأخرين إلا الله عز وجل .
4. مقارنة نفسك بالآخرين والتعالي عليهم وإعتبارهم مجرد أشياء يمكن الإعتماد عليهم لتحقيق المنفعة.
5. إفتقارك للتعاطف مع الأخرين وتهميشهم .
6. لا شيئا في الحياة يرضيك ولا يمكنك قبول المناسب في الوقت الحالي.
7. الشعور بإنك يجب أن تفوز دائما وإن العالم يدور حولك وحول إنجازاتك اللا محدودة
فأنت مريض بأخطر مرض قلبي علي الإطلاق
هو النرجسية المرضية ..
إن معتقداتك عن نفسك هي المحرك الرئيسي لحياتك فعلي سبيل المثال عند إستماعك طوال الوقت للصوت الذي يقول لك أن الجميع متأمر عليك وتتبني الأفكار السلبية فما هو إلا صوت شيطان النفس الذي تأمر عليك يصاحبه فقدان للثقة بالنفس حيث الإنشغال بالأخرين بدلا من العمل علي تطوير الذات الداخلية وتدريبها علي أن دوام الحال من المحال وأن الغرور هو إنعدام للتواصل الروحي بالله سبحانه وتعالى فالكبر أصعب من الغلبة وضعف أمام الشهوة عن طريق إثارة إعجاب الآخرين بما تملكه من نعم أنعم الله بها عليك من مواهب او قدرات مادية أو علمية فتصبح تحت رحمة إرضاء الآخرين طوال الوقت  فعند إشباع حوائجهم منك سينفضو من حولك وتخلع الأقنعة  فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
وقال تعالي في قصة قارون: { فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ. فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ، لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا، وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}
ومهما علا شأنك وتعددت مواهبك وإمكاناتك فما هي إلا هبة من الله عز وجل يختبرك بها فإجعل إعتزازك وتقديرك لنفسك نابع من الداخل وليس ممن أثرت فيهم الشغف و الإعجاب بماركة سيارتك أو بيتك الفخم ، ليصبح تقديرك لذاتك متدني فهي ليست مشكلة إنجازات بقدر ما هي مشكلة وعي وإدراك حقيقي لما وهبك الله من قدرات قادر علي أن يسلبها منك في أي لحظة تسقط في الإختبار عند خروجك عن الوعي بمعية الوجود والقوانين الكونية مع التعلق بالأمور الدنيوية الزائلة لا محالة.
وثق دائما بأن.. الصوت الهادئ أقوى من الصراخ وإن التهذيب يهزم الوقاحه وإن التواضع لله يحطم الغرور وينير ماء الوجه.
وما طار طيرا وأرتفع إلا كما طارا وقع.
بقلم الإعلامية الباحثة 
رشا أبو العز 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com