نضمت 4 أزواج جديدة من صقور الحر إلى مشروع إعادة توطين الصقر الحر في بلغاريا الذي ينفذه صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة، المؤسسة الرائدة في مجال الحفاظ على الطيور الجارحة وموائلها الطبيعية كعناصر أساسية للتنوع البيولوجي والذي يهدف إلى استعادة الأعداد المستدامة لصقور الحر في جنوبي البلقان بالاشتراك مع رابطة البلقان الأخضر للحفاظ على الطبيعة وبالتعاون مع وزارة البيئة والمياه البلغارية.
تم إيواء هذه الأزواج الجديدة في المنشآت المخصصة لطيور التكاثر لدعم الجهود طويلة المدى التي تبذلها أطراف المشروع لاستعادة هذا النوع المميز إلى الحياة البرية. وقد تم تسلم هذه الأزواج من معهد التنوع البيولوجي وأبحاث النظم البيئية في أكاديمية العلوم البلغارية للإسهام في إنجاح هذا المشروع ودعم أعداد هذا الطائر في البرية من الصيف القادم. وحتى يحين ذلك الوقت، ستبقى هذه الطيور الأربعة في أقفاص منفصلة ويتم الاعتناء بها يومياً وفق البروتوكولات المقررة لكي تعتاد الظروف الجديدة في أقرب وقت ممكن، وعندما يحين الوقت بعد انتهاء الربيع القادم، فإننا سنتطلع إلى رؤية صغارها وهي تحلق حرة في السماء مع قدوم فصل الصيف!
الجدير بالذكر أن مشروع «إعادة توطين الصقر الحر في بلغاريا» يتم تمويله من صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة وتدعمه شركة آرميك وهي واحدة من أكبر شركات التأمين البلغارية.
وكان مركز رابطة البلقان الأخضر لحماية الطبيعة قد شهد تباشير إنتاج هذا المشروع مع فقس خمسة أفراخ للصقر الحر في الموسم الأول. ويهدف فريق العمل إلى إنتاج 20 فرخاً وإطلاقها في البرية خلال الفترة القادمة.
ويأتي هذا المشروع بعد جهود بحثية سابقة بذلتها «هيئة البيئة – أبوظبي» بين عامي 2012 و2014، وتضمنت إجراء دراسة تجريبية على 14 طائراً تم إطلاقها وتعقبها وتسجيل تحركاتها في مناطق شملت رومانيا وليبيا وتركيا واليونان وأوكرانيا وروسيا وصربيا، حيث عاد اثنان من هذه الطيور إلى موقع إطلاقهما. وتواصلت متابعة العمل في الفترة بين عامي 2015 و2018 مع إطلاق 67 طائراً من صقور الحر المكاثرة في الأسر، حيث تم تسجيل أول تكاثر بين زوجين من هذه الطيور في عام 2018، فيما يعد أول تعشيش في البرية بعد نحو 20 عاماً. كما تم تعقب عدد من الصقور المكاثرة لمدة تصل إلى 14 شهراً بعد الإطلاق.
وفي سياق تعليقه على هذه المناسبة المهمة، قال ماجد المنصوري، العضو المنتدب لصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الطيور الجارحة: «تُمثل الصقارة جزءاً لا يتجزأ من ثقافة المنطقة، الأمر الذي يُضفي قدراً كبيراً من الأهمية على مشروع إعادة توطين الصقر الحر في بلغاريا، ونحن فخورون للغاية بالتعاون مع رابطة البلقان الأخضر للحفاظ على الطبيعة ووزارة البيئة والمياه البلغارية لتحقيق هذه الغاية المشتركة، سنقوم من خلال هذا المشروع بإطلاق 100 صقر حر ضمن المناطق الزراعية المنخفضة في بلغاريا في الأعوام الخمسة القادمة. وستتم مراقبة الطيور للتحقق من فعالية الخطة الرامية إلى زيادة أعداد الأزواج المتكاثرة في المنطقة».
وتُهاجر طيور الصقر الحر من البلقان إلى مناطق وسط أوروبا وغربي كازاخستان، ومن ثم تتابع مسارها نحو شمالي أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. ولم يتم تسجيل أي حالة تكاثر طبيعي لطيور الصقر الحر في جنوبي البلقان منذ أواخر القرن العشرين، بينما سُجلت آخر عملية تكاثر في المنطقة في عام 1998. وأمّا اليوم، فيدعونا نجاح مشروع إكثار هذه الطيور في الأسر إلى التفاؤل حول مستقبلها والعودة إلى المعدلات المستدامة لأعدادها في المناطق البرية للبلقان.