وقال معالي الدكتور أنور قرقاش في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «إن الأزمة السورية الممتدة بحاجة إلى مقاربة جديدة، فلا يمكن أن يستمر العنف بأبشع صوره وكأنه عمل طبيعي وخبر عادي».
وأشار معاليه إلى أن التوجه والدور العربي ضروري لينهي العنف والاقتتال عبر رؤية واقعية وبراغماتية. ودون ذلك سيستمر الصراع على سوريا الشقيقة.
ومنذ العام 2011 دخلت سوريا منعطفاً تتفاقم خطورته يوماً بعد يوم، انحدار نحو الفوضى واللادولة، وصارت مرتعاً لكل آفات العالم السياسية، بداية من تدخلات اللاعبين الإقليميين والدوليين وأطماعهم، الذين وجدوا من الساحة السورية ملعباً وورقة رابحة للحصول على مكاسب مختلفة، وحتى الجماعات والفصائل المتطرفة التي وجدت في الحرب الداخلية بيئة خصبة لها، حتى صار العنف بأبشع صوره وكأنه عمل طبيعي وخبر عادي تلوكه الألسن وتتناقله الأخبار.
يحدث ذلك بينما الفاعل الرئيسي في الملف أطراف إقليمية ودولية وجدت في الساحة السورية بيئة خصبة لمصالحها السياسية وتطلعاته المختلفة، وذلك على حساب الدور العربي الذي تبزغ أهميته في ظل الحاجة إلى مقاربة جديدة لإنهاء الاقتتال والعنف عبر رؤية واقعية تحول دون تفاقم الصراع في سوريا التي يعاني شعبها الأمرين في الداخل والخارج، وتعد أسوأ أزمة إنسانية على مر التاريخ.
الدور العربي في سوريا يُنظر إليه باعتباره مفتاحاً مهماً من مفاتيح الحل لإنهاء الاقتتال. وهذا ما يؤكده السياسي السوري المقيم بالعاصمة المصرية، عادل الحلواني، والذي يعتقد بأننا «بحاجة ماسة إلى مقاربة جديدة في الملف السوري استناداً على الدور العربي»، موضحاً أهمية الدور العربي في ذلك الإطار، في ظل وجود أطراف إقليمية ودولية فاعلة في الأزمة ولا تعتبر ضامناً موثوقاً من قبل السوريين.
وشدد الحلواني، في تصريحات خاصة لـ«البيان» من القاهرة، عبر الهاتف، على أن «السوريين كانوا ولا يزالون يطالبون بالدور العربي، باعتبارهم جزءاً من العمق العربي، وأن يكون العرب هم الضامنون لما يتم التوصل إليه في الأزمة السورية، بينما ثمة تحديات تواجه تحقق ذلك، من بينها عدم اتفاق الدول العربية جميعها على موقف واحد».
يعتقد السياسي السوري المقيم بالعاصمة المصرية، عادل الحلواني أن هناك بوادر خير لعودة الدور العربي الفاعل، تظهر من خلال انخراط دول عربية فاعلة في اجتماعات وفعاليات دولية لحلحلة الأزمة، آخرها اجتماعات اللجنة المصغرة التي ضمت السعودية ومصر إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.. فضلاً عن التصريحات والرسائل العربية المختلفة المتمسكة بالحل السياسي المبني على أساس المقررات الدولية. مشدداً على أهمية دور كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجزائر ومصر في الملف السوري، وأكد على ضرورة أن تكون هناك إرادة للبدء في التعامل ليس فقط مع الأزمة السورية ولكن مع الأزمات التي تواجهها المنطقة بشكل عام.