كشف موقع متخصص في أخبار إيران السرية عن إصابة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، جناح التدخل الخارجي للحرس الثوري الإيراني في سوريا بجروح خطرة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنيست أنه علي علم بالتقارير التي تحدثت عن إصابه قاسم سليماني في حلب لكنه لا يستطيع تأكيدها الأن.
وذكر موقع “أسرار إيران”، الناطق بالفارسية والقريب من “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، أن قاسم سليماني أصيب بجروح بالغة هو واثنين من مرافقيه قبل 12 يوماً في معارك حلب، إثر تعرضهم لصاروخ مضاد للدروع من طراز “تاو”.
وبحسب التقرير، فقد تم نقل الجنرال سليماني بعد تلقيه الإسعافات الأولية إلى طهران، ويخضع حالياً للعلاج في أحد مستشفيات العاصمة الإيرانية.
يذكر أن عدداً كبيراً من ضباط الحرس الثوري الإيراني سقطوا أخيراً بين قتيل وجريح في المعارك الدائرة بين الثوار السوريين ونظام بشار الأسد، كان أبرزهم الجنرال حسين همداني المستشار الأعلى للحرس الثوري وقائد فيلق “محمد رسول الله”.
ويرى المراقبون العسكريون أن قاسم سليماني كان تعهد لبوتين أثناء زيارته لموسكو في أغسطس الماضي قبل التدخل الروسي المباشر في سوريا بأن يحسم المعارك على الأرض في جبهتي حلب وحمص لصالح قوات الأسد وحلفائه، على أن تقوم روسيا بالتغطية الجوية.
جدير بالذكر أن قاسم سليماني تولى شخصياً قيادة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية التي تحارب إلى جانب الجيش السوري، وذلك مباشرة بعد مقتل الجنرال حسين همداني، ولكن بالرغم من إرسال 2000 مقاتل إيراني إضافي في الآونة الأخيرة إلى سوريا وضخ المزيد من الدعم العسكري والمادي لكتائب “حزب الله” العراقي و”فاطميون” الأفغاني و”زينبيون” الباكستاني و”حزب الله” اللبناني، فقد فشلت هذه القوات التي تمتعت بالتغطية الجوية الروسية في تغيير ميزان القوى على الأرض، بسبب مقاومة الثوار السوريين الذين قتلوا 80 من ضباط وقادة الحرس الثوري.
ويفيد موقع “أسرار إيران” بأن سليماني حاول بعد عودته من موسكو في أغسطس الماضي أن يحقق انتصارات ميدانية، بغية حصاد نتائجها على طاولة الجولة الجديدة من المفاوضات السياسية حول سوريا، والتي بدأت روسيا على إثرها في 30 سبتمبر 2015 قصف قوات المعارضة بدلاً من “داعش”، تمهيداً لتحقيق الغاية المتفق عليها مع طهران. وفي هذا الإطار التقى سليماني في 5 أكتوبر 2015 هو وحسين همداني بالمرشد الأعلى للنظام الإيراني وطرحوا عليه “خطة شهر محرم” الرامية إلى استعادة حلب من يد المعارضة السورية، ولكن مقتل همداني في 8 أكتوبر في سوريا خيب آمال النظام الإيراني، مما اضطر سليماني إلى أن يقوم شخصياً بقيادة القوات الخاضعة لإمرة الحرس الثوري.
ويضيف التقرير أنه على خلفية إصابة سليماني ونقله إلى طهران فقد استلم أحد كبار قادة فيلق القدس الأسبوع الماضي قيادة القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها ولم يكشف “أسرار إيران” عن هوية هذا القائد، إلا أنه أكد نقلاً عن مصادر في صفوف الحرس الثوري في سوريا أن “خطة شهر محرم” باءت بالفشل كليا.
وينقل عن قادة في الحرس الثوري بطهران، أن ثمة تأكيدا على إخفاء إصابة قاسم سليماني، لأن نشر هذا الخبر من شأنه أن يعرض المقاتلين من الحرس الثوري في سوريا والميليشيات الموالية لإيران وحتى قوات الأسد لليأس والإحباط.
هذا ولم تؤكد مصادر مستقلة بعد تفاصيل هذا النبأ إلا أن مسلسل عودة التوابيت التي تحمل جثث قادة في الحرس الثوري إلى إيران من سوريا يؤكد فشل إيران وروسيا في تحقيق الأهداف العسكرية بالسهولة التي كانتا تتوقعانها.
ومن جانبها اختارت إيران الصمت تجاه هذا الخبر.