نظمت منصة بيئتي التابعة لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية محاضرة “افتراضية” بعنوان “ترشيد الاستهلاك مسؤولية وطنية” قدمها سعادة ناصر محمد اليماحي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وأدارتها المهندسة ناعمة الموح، بحضور سعادة خالد الظنحاني رئيس مجلس إدارة الجمعية.
واشتملت المحاضرة التي أقيمت عبر البث المباشر لحساب الجمعية على انستجرام، على عدة محاور أبرزها “ترشيد الاستهلاك يعزز الأمن الغذائي”، و”ترشيد الطاقة سبيل للحفاظ على بيئة مستدامة”، و”أهمية ترشيد المياه في الحفاظ على الموارد المائية في ظل شح المصادر المتجددة“.
وأوضحت ناعمة الموح أن المحاضرة هدفت إلى التعريف بمفهوم ترشيد الاستهلاك بمختلف أنواعه، ونشر الوعي البيئي من أجل تحقيق التنمية المستدامة والمساهمة في الحفاظ على البيئة، وتعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في الدولة وخاصة في الظروف الراهنة.
بدوره، أوضح ناصر اليماحي أن ترشيد الاستهلاك مسؤولية الجميع وليس الحكومة وحدها منوهاً إلى أن الدولة تضع القوانين واللوائح وتعمل على ترشيد الاستهلاك من خلال منظومة وطنية متكاملة لا تنفصل عن بعضها.. مشيداً بدور الدولة في التعامل مع ملف الأمن الغذائي بشكل متميز وذلك من خلال إنشاء وزارة خاصة بالأمن الغذائي والتي لعبت دوراً كبيراً في توفير سبل العيش الكريم أيام جائحة “كورونا“.
وشدد اليماحي على ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه مع تبني الممارسات البيئية السليمة، منوهاً إلى أن الاستهلاك يعتبر مسؤولية وطنية وأن تحقيق التنمية المستدامة في دولة الامارات العربية المتحدة أهم ركائز قيام الاتحاد الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، والذي كان له استراتيجية واضحة لبناء الدولة وعلى نهجه سارت القيادة الرشيدة من بعده في تعزيز الأمن الغذائي لضمان مستقبل آمن لمواطني الدولة مما انعكس جلياً خلال جائحة “كورونا” التي لم يشعر فيها أي فرد من المواطنين والمقيمين بنقص المواد الغذائية أو الطبية.
وأشار اليماحي أن رسائل أصحاب السمو الشيوخ للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة خلال الأزمة والتي حملت مشاعر الأمل والتفاؤل والطمأنينة ومنها ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “لاتشلون هم” هي الرسالة التي بثت الاطمئنان في نفوس شعب الإمارات.
وتطرق اليماحي إلى موضوع الاحتباس الحراري وآثاره السلبية على التصحر والبيئة والمجتمع داعياً إلى ضرورة إبراز دور الفرد والمجتمع ومؤسسات القطاع الحكومي والمدني للمحافظة على البيئة. مؤكداً أن ترشيد الاستهلاك لم يعد خياراً بل أصبح جزءاً من استراتيجية الدولة، كما أن الدولة سعت إلى إيجاد طاقة بديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وقامت بإنشاء محطة براكة للطاقة النووية حيث تساهم هذه البدائل في تعزيز أمننا الحيوي لمستقبل دولة الامارات في الطاقة المستدامة.
وعرج اليماحي على ترشيد المياه مشيراً أن دولة الإمارات تعتبر من الدول قليلة الأمطار ومناخها جاف، وقد قامت الحكومة بإيجاد مصادر بديلة غير الأمطار مثل محطات تحلية المياه والتي تنتج كميات كبيرة تكفي الدولة من احتياجات المياه بصورة كاملة في ظل وجود مخزون استراتيجي للمياه تحسباً لأي طارئ.
وفي ختام المحاضرة وجه اليماحي الشكر للقيادة الرشيدة وتعاملها المبهر مع جائحة “كورونا”، منوهاً إلى أن الكثير من الدول كان لديها نقص في الدواء والعلاج ونقص في مراكز الحجر الصحي لكن دولة الإمارات وفرت كل هذه الاحتياجات للمواطنين والمقيمين على السواء.. داعياً الأفراد والمؤسسات إلى ضرورة غرس ثقافة ترشيد الاستهلاك في الأسرة والمجتمع.