رغم تحذيرات المركز الوطني للأرصاد والجهات المختصة بعدم ارتياد الأودية أثناء تساقط الأمطار، إلا أن ذلك لا يجد الاهتمام الكافي من البعض، فحب الاستمتاع بالأجواء الماطرة مبررهم لارتياد الأودية دون مراعاة للمخاطر الجمة التي يعرضون أنفسهم من خلالها للخطر وتتحول لحظات السعادة في ظرف ثوان لحزن وألم لفقدان أحد الأحبة نتيجة انجراف المركبات في الوادي.
وأكد اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة أن حادثة وادي الحلو التي وقعت أخيراً مؤسفة، ورغم أنه تم التحذير من قبل بعدم الاقتراب من تجمعات الأمطار والأودية لما يسببه ذلك من مخاطر على حياة مرتاديها وعلى ممتلكاتهم، إلا أن هناك من يصر على عدم الانصياع للتحذيرات.
وقال: «الدوريات المرورية تعمل على إغلاق الطرق المؤدية إلى تلك الأماكن وتبث رسائل توعوية تحذيرية بخطورة الأمر ولكن البعض يسلك طرقاً وعرة للوصول للأودية متجاوزاً بذلك كل التحذيرات والإجراءات التي تقوم بها الشرطة».
وناشد الزري أفراد المجتمع بضرورة الابتعاد عن تلك المناطق لأن الوجود بها له عواقب وخيمة، لافتاً إلى أن هناك بعض الأفراد يخطئ في حساباته في التعامل مع مظاهر الفرح أياً كان نوعها مثل الأمطار، ويعتقدون أن الأمور يمكن السيطرة عليها ثم يحدث ما لا تحمد عقباه، كما أن مظاهر المجازفة والمغامرة تجاوزت الحد بشكل ينبئ عن عدم اكتراث بعضهم بالمخاطر الكبيرة التي تأتي عادة بسبب الاقتراب أو الدخول في المناطق الخطرة مثلما يحدث خلال مواسم الأمطار الغزيرة، وأن ما يبعث على العجب أن تلك الحالات لم تكن نتيجة مداهمة مياه تلك الأودية للناس في مساكنهم، أو أماكن عملهم بل إن هؤلاء الضحايا هم من يذهبون إلى تلك الأماكن، معرضين أنفسهم ومن معهم للخطر، غير عابئين بالتحذيرات التي توجه لهم من قبل الجهات المعنية أو من قبل أصحاب الخبرة بتلك الأودية ومخاطرها.
وأضاف سيف الزري: «تدعو شرطة الشارقة دائماً أفراد الجمهور وكافة السائقين ومستخدمي الطريق، إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال فترة التقلبات الجوية المصحوبة بسقوط الأمطار وما يصاحبها من تدن في مستوى الرؤية الأفقية، وتطالبهم بالالتزام بالقواعد والأنظمة المرورية، وعدم الانشغال بغير الطريق، والتقيد بالسرعات المحددة على الطرق، وتوخي الحيطة والحذر عند الطرق المؤدية إلى الأودية والجسور، والأنفاق، وخفض السرعة على الطرق المجاورة للجبال، والكتل الصخرية، وعند المنحنيات في المناطق الجبلية، وذلك للتحكم، والسيطرة أثناء قيادة المركبات، والعبور بأمان».
إلى ذلك أكد أعضاء بالمجلس الوطني الاتحادي ضرورة سن تشريع وإجراءات أكثر حزماً تجاه قائدي المركبات لمنعهم من ارتياد الأودية أثناء سقوط الأمطار حتى لا تفقد المزيد من الإرواح جراء انجراف المركبات في الأودية، كما أكدوا ضرورة تكثيف حملات التوعية من الجهات المختصة حول مخاطر الأمر، كما يجب أن يحرص الأهالي على عدم ترك أبنائهم يذهبون للأودية خلال هطول الأمطار حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم، مبينين أن التحذيرات لم تعد كافية.
وبين أعضاء بالمجلس الوطني الاتحادي أنه «رغم التحذيرات التي تصدرها الجهات الأمنية في مختلف وسائل الإعلام ومناشدة أفراد المجتمع بضرورة بملازمة منازلهم عند هطول الأمطار الغزيرة وانعدام الرؤية، والحيطة والحذر أثناء قيادة المركبات، مازال هناك أشخاص لا يدركون خطورة الوضع، فالأمطار بوادر خير ورحمة إن التزم الشخص بالتحذيرات واتبعها جيداً، دون أن يجازف بحياته وحياة الآخرين، وعلى الجانب الآخر يرى قانونيون أن التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية لم تعد كافية، داعين إلى سن تشريعات وإجراءات أشد حزماً تجاه قائدي المركبات الذين يقلبون لحظات الفرح بهطول الأمطار إلى مناسبات محزنة.
وقالت شذى سعيد علاي عضو المجلس الوطني: «الدولة لم تتوان في توفير الطرق المعبدة وتهيئة البنية التحتية، كما أن الجهات المختصة تعمل دائماً على وضع اللافتات التي تحذر من ارتياد الأماكن الخطرة، إلا أن ذلك لم يثن بعض أفراد المجتمع من ارتياد المناطق الجبلية ومناطق جريان الأودية الأمر الذي يتطلب وجود تشريعات تلزم بعدم الذهاب إلى تلك المناطق، داعية أولياء الأمور إلى ضرورة بث التوعية باستمرار في نفوس الشباب حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه».
وقال محمد الكشف عضو المجلس الوطني: «ارتياد الأودية أثناء تساقط الأمطار رغم التحذيرات من الأرصاد والقيادات الشرطية يحتاج إلى سن تشريعات وقوانين تلزم مرتادي تلك المناطق بعدم المجازفة والذهاب إليها، لافتاً إلى أن تكرار حوادث انجراف المركبات في الأودية، دفعه إلى مناقشة القضية تحت قبة المجلس الوطني وطرحها حتى تجد حظها من المناقشة وبالتالي الوصول إلى تشريعات تحمي كل أفراد المجتمع من ارتياد الأودية والجبال أثناء التقلبات الجوية، مبيناً أن الجهات ذات الصلة نظمت الكثير من الحملات التوعوية لحث الأفراد إلى عدم الذهاب لأماكن تجمعات الأمطار لما يشكله ذلك من خطورة على أرواحهم، ولكن تلك الحملات تحتاج إلى مشرع قانوني يسندها، فيجب ألا نحول نعمة المطر إلى نقمة من خلال ارتكاب بعض السلوكيات الخاطئة.
وفي السياق ذاته قال محمد اليماحي عضو المجلس الوطني من الشارقة: «التحذيرات التي تطلقها الجهات المعنية للأفراد لعدم الذهاب إلى الوديان والجبال والطرق الخارجية عند سقوط الأمطار لم تعد كافية، داعياً إلى تشديد العقوبة حتى تكون أشد حزماً تجاه قائدي المركبات الذين يقلبون لحظات الفرح بهطول الأمطار إلى مناسبات محزنة، لافتاً إلى أن الجهات المختصة تبذل جهوداً مضاعفة لإنقاذ هؤلاء عند تعرضهم للخطورة نتيجة قيامهم بهذه الأعمال في تلك المناطق الخطرة، مناشداً أولئك الذين يخرجون للاستمتاع بالطبيعة أن يلتزموا بالتعليمات المرورية والتحذيرات من الجهات ذات الصلة حتى يحافظوا على أرواحهم وممتلكاتهم.
وبدوره قال المحامي زايد الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للمحامين والقانونيين: «هناك عقوبات لمن يعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، والمشرع يعالج كافة الظواهر، كما أن حادثة وادي الحلو كانت مؤلمة وأثرت على الكثير من الأسر، لذلك لا بد من بث التوعية لكافة أفراد المجتمع بالبعد عن الأودية خلال هطول الأمطار». وبين أن «التشريعات تعاقب على إيذاء النفس وتعريض حياة الآخرين للخطأ».
أكد المحامي محمد علي الحمادي أن حوادث ارتياد الأودية أضحت متكررة، لذلك لا بد من وجود تشريعات وتنظيمات تجرم تلك الأفعال، لأن ذلك يؤدي إلى التهلكة، ووجود القانون يحافظ على الأشخاص من القيام بمثل تلك الأفعال، مبيناً أن هناك الكثير من الشباب عند سقوط الأمطار يذهبون إلى تلك المناطق للاستمتاع بالأجواء، ولكن ذلك فيه نوع من المجازفة والخطورة على أرواحهم وأرواح من معهم دون اكتراث للتنبيهات والتحذيرات التي تقوم بها الجهات المختصة، كما أن التشديد في العقوبة سيردع من لا يلتزم بالتحذيرات والتنبيهات.