واصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس، زيارته إلى مصر التي شهدت توقيع البلدين 3 اتفاقيات تفاهم، بينما زار برفقة الرئيس المصري مدينة الإسماعيلية لتفقد عدد من المشروعات القومية، كما التقى شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة المرقسية.
وشهد الرئيس المصري وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي في القاهرة أمس، توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الاتفاقيات تضمنت اتفاقية تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارتي البيئة المصرية والبيئة والمياه والزراعة السعودية، إضافة إلى الاتفاق المعدِّل لاتفاق إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، وتوقيع مذكرة تفاهم بشأن تفعيل هذا الصندوق.
وأضافت أنه تم توقيع برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر، والهيئة العامة للاستثمار في السعودية.
وأكد الناطق باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في مقابلة مع التلفزيون المصري أن «السعودية تمثل المستثمر العربي الأول في مصر». وأضاف أن التعاون الاقتصادي وفي مجال الاستثمارات بين البلدين يمثل جانباً أساسياً من زيارة الأمير ابن سلمان.
وقام الرئيس السيسي وولي العهد السعودي بزيارة إلى الإسماعيلية في منطقة قناة السويس حيث حضرا عرضاً حول تطور المشروعات الكبرى المصرية في هذه المنطقة قبل أن يقوما بجولة في المجرى الملاحي.
وتحدث رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش عن مشروعات في مجالات عدة من الصناعة الحديد والصلب إلى تكرير النفط مروراً بالسياحة. وقال مميش: إن «المجال مفتوح لإنشاء صناعات داخل المنطقة».
واستمع الرئيس المصري وولي العهد السعودي إلى شرح من اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، الذي قدم عرضاً حول مشروع أنفاق قناة السويس وتطورات تنفيذها، موضحاً أنه جارٍ التخطيط لإنشاء نفق خامس ليضاف للأربعة الجاري إنشاؤها.
وتفقد الرئيس وضيفه الأنفاق أسفل قناة السويس، حيث توجها إلى الضفة الشرقية للقناة عبر أحد الأنفاق الجديدة التي تم الانتهاء منها، والذي يبلغ طوله أكثر من 3000 متر، وتختصر الأنفاق الجديدة زمن عبور قناة السويس إلى 20 دقيقة فقط، بدلاً من الانتظار على معديات قناة السويس وكوبري السلام لمدة قد تصل إلى 5 أيام.
وقام الرئيس والأمير محمد بن سلمان، بجولة بحرية في المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة عدد من القطع البحرية المتنوعة، وصولاً إلى منتجع الفرسان بمدينة الإسماعيلية، حيث قام الرئيس وولي عهد السعودية بافتتاح المنتجع. ونقل التلفزيون الرسمي وقائع الزيارة وأذاع أغنيات وفيديوهات قصيرة تشيد بالعلاقات الأخوية بين البلدين. كما حضر الأمير بن سلمان، مسرحية في دار الأوبرا في القاهرة إلى جوار الرئيس المصري.
وقال ولي العهد السعودي إن المملكة تستفيد من خبرات الأزهر وجهوده في مكافحة الفكر المتطرف ونشر ثقافة السلام.
وأكد ولي العهد خلال زيارته لشيخ الأزهر أحمد الطيب، على أن الأزهر يقوم بدور مهم في مواجهة المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي.
وأشار إلى تطلع المملكة إلى تعميق التعاون مع الأزهر، وحرصه على مشاركة الأزهر كمرجعية علمية في “مجمع الملك سلمان بن عبد العزيز للحديث النبوي الشريف”.
كما زار محمد بن سلمان، مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والتقى بالبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالمقر الباباوي في لقاء يوصف بالتاريخي وهو الأول من نوعه بين بابا الكنيسة القبطية وولي عهد المملكة العربية السعودية.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تغريدة على “تويتر” إن زيارة ولي العهد لمصر، تؤكد عمق العلاقات التاريخية الراسخة والوثيقة بين البلدين الشقيقين، والإرادة لنقلها لآفاق ارحب تخدم تطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين.
ويبدأ الأمير محمد بن سلمان، يوم غدٍ الأربعاء، زيارة إلى لندن وأخرى إلى الولايات المتحدة ما بين 19 و22 مارس.
وسيزور كذلك فرنسا خلال الأسابيع المقبلة. لكن مصدراً حكومياً سعودياً وآخر دبلوماسياً غربياً في العاصمة السعودية الرياض استبعدا أن يقوم ولي العهد بزيارة واشنطن خلال الشهر الجاري لارتباطات داخلية.
وقال المصدران إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد لزيارة ولي العهد السعودي إلى واشنطن.