وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند، أمس، في أبوظبي، اتفاقية و٤ مذكرات تفاهم تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات.
شهد مراسم توقيع وتبادل وثائق الاتفاقية ومذكرات التفاهم – التي جرت مساء أمس في قصر الرئاسة بأبوظبي – صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة.
وبارك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وناريندرا مودي هذه الاتفاقيات التي تصب في المصلحة الاستراتيجية القائمة بين البلدين، وتفتح الآفاق لتوسيعها وتنويعها، خاصة الاتفاقية التاريخية التي تم توقيعها بين الجانبين فيما يخص حقوق امتياز أدنوك البحرية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن هذه الاتفاقية التاريخية تعكس نضج العلاقة الاستراتيجية الطويلة الأمد بين دولة الإمارات والهند في مختلف المجالات والقطاعات، وأكد أنها ستسهم في تحقيق الازدهار المستدام في البلدين الصديقين، وتعزيز العلاقات التجارية بينهما، من خلال تماشيها مع برنامج أدنوك لتوسيع نطاق الشراكات واستراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي.
شهد مراسم التوقيع سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة العين، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي.
وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.
فقد تم توقيع اتفاقية امتياز حقل زاكوم السفلي بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة النفط والغاز الهندية من قِبل كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، وشاشي شانكر، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة النفط والغاز الهندية.
وبموجب هذه الاتفاقية، يحصل ائتلاف من شركات هندية عاملة في مجال النفط والغاز على حصة 10% في امتياز حقل زاكوم السفلي البحري في إمارة أبوظبي، وتسري الاتفاقية لمدة 40 عاماً، ويبدأ العمل بها اعتباراً من 9 مارس 2018.
وحصل ائتلاف الشركات الهندية الذي تقوده شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية على حصة في الامتيازات البحرية مقابل رسم مشاركة بقيمة 2.2 مليار درهم، ووفقاً للاتفاقية ستتولى «أدنوك البحرية»، إحدى شركات مجموعة أدنوك، إدارة هذا الامتياز نيابة عن الشركاء، وتعد هذه أول مرة تشارك فيها شركات النفط والغاز الهندية في امتيازات الموارد الهيدروكربونية في إمارة أبوظبي.
وتم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال القوى العاملة بين وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية ووزارة الشؤون الخارجية الهندية من قِبل كل من معالي ناصر بن ثاني الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، ونفديب سينغ سوري، سفير جمهورية الهند لدى الدولة.
وتم التوقيع أيضاً على مذكرة تفاهم في مجال قطاع السكك الحديدية بين الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية ووزارة السكك الحديدية الهندية، ووقّعها كل من معالي الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي، وزير تطوير البنية التحتية، ونفديب سينغ سوري، سفير جمهورية الهند لدى الدولة.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم بين موانئ دبي العالمية وحكومة إقليم جامو وكشمير من قِبل كل من سلطان بن سليم، الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية، وحسيب أحمد درابو، وزير المالية لإقليم جامو وكشمير.
وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين سوق أبوظبي المالي وسوق بومباي المالي من قِبل كل من راشد عبد الكريم البلوشي، الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، واشيشكومار تشوهان، المدير العام والرئيس التنفيذي لسوق بومباي المالي.
وكان قد تم توقيع تعديل على اتفاقية تخزين النفط الخام بين شركة بترول أبوظبي الوطنية وشركة النفط والغاز.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء جمهورية الهند عن سعادته بهذا الاتفاق التاريخي الأول من نوعه والذي يتيح لشركات الطاقة الهندية المشاركة في امتيازات الموارد الهيدروكربونية في إمارة أبوظبي، والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين الهند ودولة الإمارات إلى مستويات جديدة، وإرساء شراكة ديناميكية في قطاع النفط والغاز، مؤكداً أن هذا الاتفاق يكتسب أهمية كبيرة، لأنه ينتقل بعلاقتنا في هذا القطاع من التصدير والاستيراد، إلى الاستثمارات المشتركة التي تعكس الشراكة الاستراتيجية بين الهند ودولة الإمارات.
وتعد هذه أول مرة تشارك فيها شركات النفط والغاز الهندية في امتيازات الموارد الهيدروكربونية في إمارة أبوظبي. وكانت أدنوك قد قامت بتجزئة الامتياز البحري الحالي الذي ينتهي في مارس 2018 وكانت تديره شركة أدما العاملة، إلى ثلاث مناطق امتياز منفصلة.
وتعتبر هذه الاتفاقية الأولى ضمن الامتياز الجديد لحقل زاكوم السفلي، ويهدف تقسيم الامتياز إلى تعزيز العائد الاقتصادي، وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية، وتبادل الخبرات التقنية، وتمكين الوصول إلى الأسواق بشكل أكبر، وتشمل مناطق الامتياز الجديدة كلاً من «أم الشيف ونصر»، و«سطح الرازبوت وأم اللولو»، و«زاكوم السفلي».
ونال ائتلاف الشركات الهندية 10% من امتياز زاكوم السفلي، وتعمل أدنوك على تحديد الشركاء لبقية الحصص في مناطق الامتياز الأخرى.
ويضم الائتلاف شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية «فيديش» المملوكة بالكامل لشركة النفط والغاز الطبيعي الهندية التي تملك حصصاً في 38 مشروعاً للنفط والغاز في 18 دولة، و«مؤسسة النفط الهندية»، أكبر شركة تجارية في الهند تشمل عملياتها جميع مجالات ومراحل الموارد الهيدروكربونية.
وتوفر ما يقرب من نصف استهلاك الهند من النفط، وتملك 11 مصفاة من 23 مصفى للنفط في الهند، إضافة إلى شبكة من أنابيب النفط بطول 13 ألف كيلومتر، وشبكة للتسويق تضم 47 ألف منفذ للبيع لخدمة العملاء تنتشر في كل أنحاء الدولة، وشركة «بهارات بتروريسورسيس» التي تملك حصصاً في 23 من أصول النفط والغاز موزعة على 7 دول المملوكة بالكامل لشركة بهارات بتروليوم المحدودة التي تشمل عملياتها جميع مجالات ومراحل الموارد الهيدروكربونية.
تسلّم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من السفير الهندي كتاب «اللحظة الألفية» الذي يسلط الضوء على الرؤية المتسامحة التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى النهج الذي يسير عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجهودهما في نشر الخير والسلام.
وعبّر وفد الجالية الهندية – الذي حضر الاستقبال الرسمي – عن تقديره لدار العبادة الذي سيتم بناؤه في أبوظبي، مؤكداً أن نهج التسامح الذي يميز تجربة دولة الإمارات ينطلق من بعد إنساني سامٍ، ويقدّر الاحتياجات الدينية والاجتماعية للجاليات المقيمة في الدولة.