أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى جانبه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين «المنصّة الوطنية لتوظيف أصحاب الهمم»، الهادفة إلى توفير فرص العمل لتلك الفئة.
وبما يتناسب مع البيئات المهنية الملائمة لقدراتهم ومهاراتهم وذلك من خلال اكتشاف قدرات ومهارات أصحاب الهمم الذين هم في سن العمل، والسعي إلى تطويرها وتنميتها وفق متطلبات سوق العمل، والمزاوجة بين قدراتهم والشواغر الوظيفية المتوفرة.
كما افتتح سموهما وبحضور سمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، «مركز أم القيوين للتوحّد» الذي يُعد الأول من نوعه على المستوى الحكومي الاتحادي في مجال تأهيل وتدريب وتعليم أصحاب اضطراب التوحد.
وقد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأخوه صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا بجولة في المركز الجديد تعرفا خلالها على مرافقه وتجهيزاته التي رُوعي فيها أن تكون مواكبة لأفضل الممارسات المعتمدة عالمياً في مجال تأهيل الأطفال من ذوي اضطراب التوحد.
وأقسام المركز المختلفة وأسلوب إعداد فريق العمل الذي تم رفده بالكوادر الإماراتية المؤهلة بكفاءة عالية في مختلف التخصصات ضمن برامج تدريبية وتأهيلية مكثفة.
واستمع سموهما خلال الجولة من معالي حصة بنت عيسى بوحميد، وزيرة تنمية المجتمع إلى شرح حول المركز وآليات العمل فيه ودوره في إطار تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة واستراتيجية الحكومة الاتحادية، في تمكين مختلف فئات المجتمع ومن بينهم أصحاب الهمم بشكل عام ومن بينهم الأفراد الذين يعانون من التوحّد.
وإسهامات المركز الذي يندرج ضمن مبادرات الاستراتيجية الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، مع سعي المركز لسد احتياجات إمارة أم القيوين والمناطق المحيطة بها من حيث الخدمات المتكاملة لأطفال التوحد وأسرهم، علماً أن نطاق خدمات المركز يمتد إلى خارج الإمارة ليصل إلى المستفيدين في إمارات الشارقة وعجمان ورأس الخيمة.
وتعرّف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا خلال الجولة على خدمات التشخيص والكشف المبكر التي يوفرها مركز أم القيوين للتوحد بما في ذلك برامج التدخل المبكر المتخصصة للأطفال، وكذلك البرامج الخاصة بتزويدهم بالفرص الممكنة للتدريب والتأهيل.
ومساعدتهم على الاندماج في المجتمع، في ضوء تركيز المركز على الأسرة كشريك في عملية التأهيل، مع تقديم سلسلة من البرامج الإرشادية والتدريبية، وتوعية المجتمع باضطراب التوحد واكتشاف الحالات في سن مبكرة، لمعالجتها في وقت مبكر وضمان جودة الاستفادة من الخدمات المقدمة، علاوة على مشاركة المركز في تطوير كفاءة العاملين في مجال تقديم الخدمات المتخصصة لأصحاب اضطراب التوحد والإعاقات الشديدة.
وشملت الجولة مرافق المركز ومنها الفصول التعليمية والغرف العلاجية المساندة، وخدمات العلاج بالتكامل الحسي المزودة بأحدث الأجهزة التي تساعد الأطفال على التكيف مع المثيرات الحسية المحيطة في مختلف البيئات، وغرفة العلاج الحسي التي تعتبر أكبر الغرف العلاجية في الدولة التي تعتمد على التكامل الحسي، وتعطي الطفل فرصة اختبار واستكشاف بيئات متغيرة من حوله في محاكاة للبيئات الخارجية التي يمر بها في حياته اليومية من أجل التكيف معها وفق ميوله واهتماماته والمشكلات الحسية التي قد يواجهها.
وتتضمن الخدمات التخصصية التي يقدمها مركز أم القيوين للتّوحد الخدمات التأهيلية والتربوية والعلاجية للأطفال المصابين بالتوحد، وخدمات التطوير والتدريب المهني للكوادر العاملة في المجال، إضافة إلى الخدمات الأسرية والمجتمعية باتباع مناهج عالمية معتمدة.
ويتسع نطاق خدمات المركز ليشمل علاج اضطرابات اللغة والكلام لتنمية قدرات الأطفال على التواصل مع المحيطين، وغرف تفريغ الطاقة التي تساعد الطفل على التخلص من الشحنات السلبية بما يدعم عملية التعلم.
كما يقدم المركز العديد من الأنشطة الرياضية والترفيهية والموسيقية بهدف إدماج الأطفال في البيئة المحيطة، بما في ذلك أنشطة السباحة وركوب الخيل العلاجي ويتم تقديمها بالتعاون مع شركاء وزارة تنمية المجتمع من المؤسسات الحكومية والخاصة على مستوى الدولة.
واختتمت الجولة بتفقد حديقة الألعاب الخارجية للمركز المعنية بتنمية المهارات الحركية والحسية والانفعالية والمعرفية لاستثارة تفكير الطفل واستكشاف مهاراته عن طريق اللعب الموجّه والهادف لتحفيز حواس الطفل وتنمية مهاراته المعرفية والحركية والسلوكية.
ويستخدم مركز «أم القيوين للتوحّد» تطبيقات ذكية متخصصة، أهمها تطبيق «تواصل» كأحد البرامج التفاعلية مع أطفال التوحد، التي تنمّي مهارات التواصل لديهم عن طريق الصور.
حيث يقوم التطبيق بقراءة الصور واستبدالها بقراءة نصية تمكّن الآخرين من فهم ما يريده الأطفال غير القادرين على النطق بشكل صحيح، كما يتميز التطبيق بقدرته على تنمية الحصيلة اللغوية للطفل عن طريق التواصل المستمر بين المعلمة والأم، ومعرفة المفردات اللغوية التي أنجزها الطفل في كل من بيئتي المركز والمنزل، إضافة إلى تطبيق «القصص الاجتماعية للتوحد» الذي يهدف إلى تعليم الأطفال سلوكيات مقبولة اجتماعياً وزيادة قدراتهم على التواصل والتكيف مع البيئات المحيطة، عبر الأسلوب القصصي المصور الذي ينسجم مع اهتمامات الأطفال وطرق تعلمهم البصرية.
ومن المقرر إطلاق برنامج للدبلوم المهني بالتعاون مع جامعة أبوظبي، لتأهيل الكوادر الوطنية في مجال تأهيل أطفال التوحد، حيث يمتد البرنامج لعام دراسي كامل ويشمل أحدث نظم التأهيل والعلاج التي تقوم عليها المنهجيات العالمية، المستندة إلى الأدلة في تأهيل أطفال اضطراب التوحد، وسيُمكّن هذا الدبلوم من تغطية احتياجات الدولة من الكوادر المواطنة المتخصصة في هذا المجال.
وتقدَّر الطاقة الاستيعابية لمركز أم القيوين للتوحّد بين 100 إلى 150 حالة، يمكن إلحاقهم على مراحل عدة، حيث تم إلحاق نحو 55 حالة في المرحلة الأولى، وستتم زيادة الأعداد المستفيدة تدريجياً. وتشير قواعد البيانات إلى أن هناك 1338 شخصاً مستفيداً من برامج التأهيل المقدمة في مراكز التوحد في الدولة سواء الحكومية الاتحادية أو المحلية أو الخاصة.
وتقدم وزارة تنمية المجتمع خدماتها لأطفال التوحد عبر مراكز تأهيل أصحاب الهمم ضمن أقسام متخصصة في التوحد، ويعتبر مركز أم القيوين للتوحد المركز الأول الذي يقدم خدماته بشكل مستقل وخارج نطاق مراكز أصحاب الهمم نظراً لأهمية وخصوصية هذا الاضطراب الذي يستدعي منهجيات عمل وطرق تشخيص وتأهيل مختلفة عن بقية الإعاقات.
وتهدف «المنصّة الوطنية لتوظيف أصحاب الهمم» إلى اكتشاف قدرات ومهارات أصحاب الهمم الذين هم في سن العمل، وتطويرها وتنميتها بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، وكذلك اكتشاف فرص التوظيف المتوفرة، وإجراء التعديلات عليها لتتناسب مع قدرات هذه الفئة، كما تعتبر المنصة منبراً محفزاً لأصحاب الهمم على التسجيل إلكترونياً من خلال المنصة، وعلى إبراز قدراتهم ومهاراتهم المهنية والعملية، وتشجيع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة، على الإعلان عن الوظائف وفرص العمل المتوفرة.
وتقوم آلية عمل المنصّة الإلكترونية على أسلوب المزاوجة المهنية بين قدرات أصحاب الهمم الباحثين عن عمل من جهة، ومتطلبات الشواغر المتوفرة من جهة أخرى، ثم توجيه أصحاب الهمم المناسبين إلى المهن والأعمال والوظائف التي تتوافق مع قدراتهم الجسدية والذهنية وميولهم المهنية.
ومن المتوقع أن يتم حصر أصحاب الهمم الراغبين في الaعمل وتدريب من هم بحاجة إلى تطوير مهاراتهم، وحصر الجهات المستعدة لتوظيفهم، ثم إيجاد فرص عمل لأصحاب الهمم وتقديم الدعم المناسب لهم وللجهات الموظفة.