دعت دولة الإمارات العربية المتحدة المجتمع الدولي، والأمم المتحدة بوجه خاص، للعمل لوضع الحلول الحاسمة للقضية الفلسطينية وفقاً لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية التي وضعت تصوراً لحل هذه المشكلة من جذورها.
جاء ذلك في رسالة التضامن السنوية التي وجهها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فودي سيك رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف أول من أمس، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 29 نوفمبر من كل عام.
وأعرب صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، عن أسف دولة الإمارات إزاء استمرار محنة الشعب الفلسطيني ومعاناته اليومية جراء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم وهيمنتها العسكرية على أراضيه في زمن تخلص فيه المجتمع الدولي من بقايا الهيمنة الاستعمارية، داعياً سموه القوى الفاعلة الدولية للعمل على حمل إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً سموه أن الأمن الحقيقي لإسرائيل يتمثل في أن تعيش في سلام مع الشعب الفلسطيني في إطار دولته المستقلة ذات السيادة، وفي إطار حدود معترف بها دولياً.
وفيما يلي نص رسالة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله: «يطيب لي أن أعبر باسم شعب دولة الإمارات العربية المتحدة وباسمي عن تقديرنا وشكرنا لتنظيم الاحتفال الرسمي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إعمالاً لأحكام القرار (32/40 ب) الصادر من الجمعية العامة بتاريخ 2 ديسمبر 1977م، مثمناً الجهود الرامية إلى دعم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والإقليمية في قضيته العادلة. وعلى الرغم من المشاعر النبيلة التي يعكسها هذا الاحتفال والنوايا الطيبة التي تسود لدى المشاركين فيه نحو الشعب الفلسطيني.
إلا أننا نشعر بأسف بالغ إزاء مرور عقود عديدة على استمرار محنة الشعب الفلسطيني، ومعاناته اليومية من احتلال غاشم ينتهك القانون الدولي ويؤدي إلى الشعور بالإحباط الشديد إزاء صمت المجتمع الدولي على الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في حقه، ليس أقلها استمرار الهيمنة العسكرية على أراضيه، في زمن تخلص فيه المجتمع الدولي من بقايا الهيمنة الاستعمارية، ونبذ فيها الحكم العنصري، وأعلنت فيه الأمم المتحدة مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، إلا أن الشعب الفلسطيني وحده حتى الآن هو الذي يعاني من احتلال بغيض يتسم بالعنصرية والقمع والعقاب الجماعي.
إن المجتمع الدولي بوجه عام والأمم المتحدة بوجه خاص باعتبارها المسؤولة عن الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين مطالبون بعدم الاكتفاء بإدارة أزمة الشعب الفلسطيني فقط، إدارة من شأنها استمرار عوامل المعاناة.
وإنما يجب أن توضع الحلول الحاسمة وفق قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية التي وضعت تصوراً لحل هذه المشكلة من جذورها، وعلى المجتمع الدولي برمته، والأمم المتحدة بأجهزتها المختلفة أن تلزم إسرائيل بحلول شاملة لهذه المشكلة التي طال زمن إهمالها، وإعادة الأمل للشعب الفلسطيني لكي يعيش حاضره المتحرر من الخوف والإحباط، وأن يرسم مستقبله المفعم بالأمل والسلام.
ولست في حاجة – سعادة الرئيس – في أن أؤكد على أن الإمارات العربية المتحدة كانت وستظل دوماً داعماً بكل إمكانياتها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات وبكل صور الدعم، ومساندته في الحصول على حقه في إنشاء دولة على أرضه في حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
ويبقى أننا نتطلع إلى أن تكفّ إسرائيل عن سلوكها غير المشروع في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية ووقف بناء المستوطنات عليها، كما نتطلع لأن تقوم كافة القوى الفاعلة الدولية بحمل إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ إن زمن الهيمنة العسكرية وقهر الشعوب قد أصبح خارج التاريخ، وعلى إسرائيل أن تتأكد أن أمنها الحقيقي هو أن تعيش في سلام مع الشعب الفلسطيني في إطار دولته المستقلة ذات السيادة وفي إطار حدود معترف بها دولياً.
إن الإمارات العربية المتحدة تتطلع لأن ينتقل العمل الدولي لحل القضية الفلسطينية من مجرد النوايا الطيبة إلى السعي الجاد نحو مواجهة هذه المشكلة وإيجاد الحل الشامل لها بما يحقق الأمن والسلام لكافة شعوب المنطقة».
بيان
وكان وفد الدولة لدى الأمم المتحدة دعا خلال بيان له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس في إطار مناقشتها للبندين المتصلين بقضية فلسطين والحالة في الشرق الأوسط إلى تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لضمان احترام إسرائيل لالتزاماتها القانونية والدولية بما في ذلك إلغاؤها لجميع إجراءاتها الأحادية الجانب، مؤكداً أن جهود تحقيق السلام في المنطقة لن تنجح دون وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية.
وحذر في هذا الشأن من استغلال الجماعات الإرهابية لهذه المسألة لنشر التطرف والعنف في المنطقة.
وجدد البيان موقف دولة الإمارات المتواصل في دعمه ومساندته للشعب الفلسطيني على كافة المستويات إلى حين حصوله على حقه في إنشاء دولته على أرضه في حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
واستنكر استمرار الاحتلال الإسرائيلي وما يترتب عليه من سياسات عدوانية واستيطانية تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتحد لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وتقويضاً لحل الدولتين.
وتطرق بيان الدولة إلى اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع مؤخراً في القاهرة، مؤكداً دعمه لهذا الاتفاق الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني وفي بناء دولته المستقلة وثمن بهذا الخصوص الدور الذي لعبته مصر لدعم جهود هذه المصالحة.