لم يكن سهلاً على الرسام والنحات المصري عابد مرزوق أن يحقق الصدارة على موقع «البيهانس» العالمي كأول فنان عربي تحظى أعماله بمتابعة وإعجاب أكثر من نصف مليون شخص حول العالم، حيث تطلب منه ذلك إبراز أفضل ما لديه من مهارات بالرسم والنحت والتصميم، وإبداع مجسمات وتماثيل مزودة بتقنيات الحركة، وتراعي التفاصيل لدرجة تجعلها تبدو كما لو كانت حقيقية، والأهم من ذلك قدرة عابد مرزوق على ترجمة حسه المُرهف وشغفه الفني من خلال منحوتات غير تقليدية مستلهمة من الحكايات الأسطورية وتداعب الخيال مثل الكائنات الفضائية والأطباق الطائرة والديناصورات التي تروي إبداعه وتميزه.

عن بدايته الفنية يقول عابد مرزوق، الذي عاش في الكويت 12 عاماً قبل أن يستقر في الإمارات منذ نحو عام: ظهرت موهبتي في مرحلة الطفولة، حيث كنت أصنع من الطين تماثيل وتحفاً ومجسمات استطاعت أن تلفت أنظار أفراد أسرتي، كما كان شقيقي الأكبر حريصاً على دعمي وتحفيزي، عبر نشر صور إبداعاتي في إحدى المجلات، ومع مرور الوقت أصبحت محط اهتمام أساتذة الفن في المدرسة ما انعكس بشكل إيجابي على موهبتي بالنحت والرسم وتشكيل المجسمات، كما شاركت في معارض عدة، وحققت المركز الأول في كثير من المسابقات العربية.

وتابع: كان طموحي أن أدخل كلية الفنون الجميلة، حتى أتمكن من صقل موهبتي بشكل أكاديمي، إلا أن درجاتي لم تساعدني على تحقيق هذه الغاية، فتخصصت في مجال الحقوق في القاهرة وتخرجت بتقدير جيد جداً، ورغم استفادتي من التخصص على الصعيد الشخصي، إلا أنني لم أنسَ شغفي بالنحت، واتجهت نحو الدراسات الحرة كما انضممت إلى كثير من المدارس الفنية التي ساعدتني على تحديد المستوى الذي أنا عليه ورسم خارطة الطريق الخاصة بي، ولكنها بالوقت ذاته جعلتني أكتشف أن الدراسة النظرية تحد من إبداع الفنان، لاسيما وأن الفن بلا حرية وانطلاق يفقد كثيراً من بريقه ورونقه وسحره.

وحول شهرته الكبيرة ومتابعة ما يقارب نصف مليون شخص لأعماله عبر موقع «البيهانس»، الذي يُعنى بالمبدعين في مجال التصميم حول العالم، قال: المنافسة في موقع «البيهانس» شاقة، والتحدي لم يكن سهلاً إطلاقاً، لاسيما وأن الموقع متخصص ويستقطب آلاف الفنانين والنُقاد والمتابعين المثقفين، ما جعلني أكثر إصراراً على إبراز طاقاتي الكامنة واستعراض أدائي المُتقن وأفكاري غير التقليدية، وقد كشفت مؤشرات وتقديرات الموقع العالمي أنني الفنان الأكثر متابعة عربياً، حيث تحظى أعمالي بإعجاب كبير كما سجلت نسب مشاهدات مرتفعة.

وحول اختيار ديناصوراته العملاقة للعرض في «أفنيوز» الكويت عام 2010، أوضح أنه يهوى رسم وتصميم ونحت هذه الكائنات الأسطورية نتيجة تأثره الكبير بالفيلم السينمائي «جوراسيك بارك»، وقال: كان لابد من لفت أنظار الجمهور وإبهارهم بعمليات التوسعة التي طالت «أفنيوز» الكويت، وقد وقع الاختيار على منحوتاتي من الديناصورات العملاقة المُنقرضة، التي أثارت فضول الجمهور بشدة لكونها مزودة بتقنيات حركة جعلتها تبدو حقيقية، وكنتيجة للنجاح الكبير الذي حققته تم عرض الديناصورات لا حقاً في مارينا مول بالكويت أيضاً.

وبسؤاله عن تأثره بغيره من الفنانين، أكد عابد مرزوق أن مصادر إلهامه غالباً تأتي من الطبيعة والبيئة التي تحيط به، وقال: كفنان يهتم بالتفاصيل فإنني حريص على مواكبة مستجدات الحياة اليومية، والتقاط ما يمكنني تطويره وتجسيده عملاً فنياً راقياً.

تحدث عابد مرزوق عن أهمية دعم الفنانين العرب والاحتفاء بأعمالهم عبر عرضها في أهم المعالم السياحية والتاريخية، لما يحمله ذلك من تحفيز لهم، وقال: الحركة الفنية في دبي في ازدهار متواصل، لاسيما وأنها تحترم المبدعين وتقدر جهودهم وتطمح نحو مركز متقدم على خارطة الفن.