دعا التحرك المصري الجديد في القضية الفلسطينية وإتمام المصالحة الفلسطينية، لتحريك المياه الراكدة في قطاع غزة، وإعادة اللحمة الوطنية بإتمام المصالحة وحل القضايا العالقة كافة، بعد سنوات عجاف مرت على سكان القطاع، عاشوا خلالها ويلات الانقسام نتيجة انشغال مصر بأمورها الداخلية.
وقال فلسطينيون إنّ مصر لها دور كبير في ترتيب البيت الفلسطيني، ومحاولات التخفيف عن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدين دور مصر التاريخي تجاه القضية الفلسطينية.
ويرى الخبير في القانون الدولي د. عبد الكريم شبير، أنّ مصر حافظت على القضية الفلسطينية من التصفية والهوية الفلسطينية من التذويب وأسست للعمل النضالي الفلسطيني، ولم يقتصر الدور المصري على ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، إذ يتعداه إلى دور تاريخي بأبعاد اجتماعية وقانونية وإنسانية وسياسية وثقافية وأمنية.
وأوضح أنّ مصر أسهمت في دعم النضال الفلسطيني دولياً من خلال التنظير له من خلال الدبلوماسية المصرية، وجادت مصر بدماء أبنائها على ثرى فلسطين، وخير شاهد على ذلك قبور شهداء الجيش المصري في قطاع غزة، وأصرت على تجنيس الفلسطينيين اللاجئين، وذلك بعدم تذويب حق العودة. ووجّه شبير الشكر لوزير المخابرات المصرية اللواء خالد فرج على جهوده المخلصة في ترتيب البيت الفلسطيني، داعياً القيادة المصرية لمتابعة تفاصيل المصالحة حتى تكلل بالنجاح.
من جهته، يشير القيادي السابق في حركة حماس أحمد يوسف، إلى أن مصر أسهمت في العديد من التحولات داخل المجتمع الفلسطيني على جميع المستويات، ولعبت دوراً بارزاً في النقلة الحضارية في قطاع غزة، وجميع تلك التحولات أسهمت في حماية القضية الفلسطينية. وأضاف: «مصر أسهمت برفع الحس الوطني لدى الفلسطينيين من خلال الإعداد والاستعداد للحروب، وفي تنشئة الفلسطينيين وطنياً وسياسياً لمواجهة الاحتلال، ولها إسهامات عديدة في تعبئة الشباب فكرياً ودينياً ووطنياً لموجهة العدو.
إلى ذلك، يؤكّد نقيب المحاميين الشرعيين أيمن أبو عيشة، على أهمية ودور النقابات والمنظمات الشعبية في تقرير العلاقات المصرية الفلسطينية، حيث كان للنقابات دور مميز في غياب المؤسسات الوطنية إثناء الاحتلال الإسرائيلي، واحتفظت بهويتها الوطنية، فكانت تمثل مؤسسات الدولة التي طالما حلم بها الشعب الفلسطيني، واستمرت بعملها حتى بعد مجيء السلطة.
ويضيف أنّ الموقف المصري راسخ في الاستمرار في الوقوف كتفاً بكتف مع شعبنا الفلسطيني، حتى يحصل على كامل حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وتتوج الموقف المصري في تذليل العقبات ما بين طرفي الانقسام لإتمام المصالحة.
علاقات استراتيجية
في السياق، يلفت مدير مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق ناهض زقوت، إلى أنّ الحديث عن العلاقات الفلسطينية المصرية طويل ومتشعب بحكم التاريخ والجغرافيا، موضحاً أنّ هذه العلاقات ومهما شابها من تباين في الرؤى والمواقف في مراحل معينة، إلا أنها بقيت عميقة الجذور فهي ليست علاقة سياسية وحسب، بل ثمة علاقة نسب ومصاهرة وامتدادات عائلية بين الشعبين.
وأبان أنّ الموقف المصري من قضية فلسطين في أي مرحلة كانت لم يخضع لحسابات مصالحة آنية، ولم يكن أبداً ورقة لمساومات إقليمية أو دولية، لذلك لم يتأثر ارتباط مصر العضوي بقضية فلسطين بتغير النظم والسياسات المصرية.
إلى ذلك، قال المحلل السياسي حسن عبدو، إن الدور المصري يتصاعد من جديد في المنطقة وسيكون له تأثيرات إيجابية على المشروع الوطني الفلسطيني، ومن مصلحتنا كفلسطينيين أن ندعم مصر في أن تبقى دولة مركز بقدر الإمكان.
وذكر أن دور مصر القومي يتعاظم بشكل تدريجي، إذ تتحرك مصر في ليبيا وسوريا والعراق، والملف الفلسطيني وهي مؤشرات على عودة مصر لدورها الريادي في المنطقة، ولكن ما يهدد تقدمها على الصعيد الإقليمي هما الاستهدافات المتكررة من الجماعات الإرهابية.