أدى نحو مليوني حاج أمس، صلاة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة في الحرمين الشريفين، عشية بدء مناسك الحج، فيما أكدت السلطات السعودية كامل استعداداتها لتأمين الحجاج والسهر على راحتهم.
ومع اقتراب موعد انطلاق المناسك اليوم (السبت)، تزايدت أعداد الحجاج في مكة المكرمة. وشهد الحرم المكي توافد الحجيج منذ الساعات الأولى من الصباح، وامتلأت أروقته وأدواره وساحاته بالمصلين، حتى امتدت صفوف المصلين إلى أحياء المنطقة المركزية والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، وما إن ارتفع صوت المؤذن مناديًا لصلاة الجمعة شوهدت صفوف المصلين ممتدة على الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام.
وعند صلاة الجمعة حلقت مروحية فوق المكان في حين أغلقت مختلف محاور المدينة أمام حركة المرور.
وفي المدينة المنورة، أدى من تبقى بها من الحجاج إضافة إلى سكان المدينة وزوارها صلاة الجمعة في رحاب المسجد النبوي الشريف، فيما غادر الحجاج بعد أدائهم صلاة الجمعة بكثافة صوب مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وارتفعت حناجرهم بالتلبية.
وأوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أن إدارة المرور شددت على منع دخول السيارات دون أي استثناء للمنطقة المركزية بمكة المكرمة. وقامت القطاعات الأمنية المشاركة في خطط الحج بتنفيذ خططها لتنظيم الحركة المرورية.
وانتشرت قوة أمن الحرم داخل المسجد الحرام وساحاته، وعملت على تنظيم دخول وخروج ضيوف الرحمن من وإلى المسجد الحرام، ومنع الجلوس في الممرات المؤدية إلى صحن المطاف ومراقبة الحالة الأمنية، من خلال انتشار ضباط وأفراد القوة، ومن خلال العديد من الكاميرات داخل المسجد الحرام علاوة على توجيه وإرشاد الحجاج.
ويستكمل الحجاج اليوم (السبت) وصولهم إلى مشعر »منى« لقضاء يوم التروية استعداداً للوقوف على صعيد عرفات، غداً (الأحد)، لأداء ركن الحج الأعظم وهو الوقوف بعرفة. وكانت طلائع الحجيج بدأت الوصول إلى مشعر منى، الذي يقع على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرقي المسجد الحرام منذ يوم أمس.
من جهته، أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة، ورئيس لجنة الحج المركزية، »نجاح خطة تصعيد الحجاج من مكة إلى مشعر منى«، مؤكدًا في مؤتمر صحافي أن »الحالة الصحية والأمنية لجموع الحجيج في هذا اليوم جيدة«.
ورفعت قيادة مراكز الدفاع المدني بمشعر منى درجة الاستعداد لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية الموافق للثامن من شهر ذي الحجة، واتخاذ جميع الإجراءات، للحفاظ على سلامتهم طوال تواجدهم في منى.
إلى ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن يوم أمس شهد اكتمال توافد حجاج بيت الله الحرام على العاصمة المقدسة للطواف والسعي بالمسجد الحرام. وقال في مؤتمر صحافي: »لن نتوانى عن التضحية بأنفسنا لحماية الحجاج، وإفشال خطط كل من يسعى للنيل من أمنهم وسلامتهم«.
وأضاف أن »ما حصل بالمدينة في رمضان محاولة لاستهداف زوار المسجد النبوي ورجال الأمن مستعدون للتضحية بأرواحهم لحماية المصلين. والمملكة منذ أمد بعيد تنظم الحج وكل المسلمين في العالم يعرفون ذلك«.
وأكد التركي أن رجال الأمن لديهم المهمة الأساسية وهي رصد أي كثافة وتزاحم غير عادية ويتواصلون مع البعثات للسيطرة على ذلك، وطيران الأمن يساند بفاعلية كبيرة في الحج ويسهم بمتابعة الخطط ذات العلاقة في الحجاج غير النظاميين.
واتفق رؤساء بـعثات الحج بدول مجلس التعاون الخليجي على تعيين »منسق« دائم من مملكة البحرين ليتولى التنسيق بين بعثات الحج الخليجية، ومتابعة شؤون الحج طـوال السنة والاتـصـال وربـط مكاتب بعثات الحج الخليجية. وجاء هذا الاختيار خلال الملتقى السنوي الخامس لـرؤسـاء بعثات الحج بدول مجلس التعاون الخليجي، الذي استضافه مكتب شـؤون حجاج دولـة قطر في مكة المكرمة.