وأشار سموه إلى أن دولة الإمارات حرصت على ترسيخ البني التحتية التي تخدم هذا القطاع المهم وباتت تضم صروحا ثقافية لها مكانتها مثل متحف اللوفر في أبوظبي ودار الأوبرا التي تم افتتاحها مؤخرا في دبي وغيرها من مراكز ومؤسسات إبداعية لافتا سموه إلى أن تلك الانجازات تؤكد قدرة الإمارات على الإسهام بدور مؤثر في ريادة وإثراء الحركة الثقافية العربية خلال المرحلة المقبلة.
ونوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالمبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات في سبيل تعزيز هذا المناخ الداعم للإبداع وفي مقدمتها تخصيص عام 2016 عاما للقراءة كونها بوابة الانفتاح على العالم وجسرا للتواصل الإيجابي مع عقوله وأفكاره والوسيلة الأولى للتحصيل العلمي والمعرفي لبناء أجيال تحمل رصيدا زاخرا من المعرفة يعينها على تحقيق المأمول لها في خدمة وطنها وتعزيز رفعته وتقدمه وازدهاره.
وقال سموه ” خصصنا عاما للقراءة لتدعيم قواعد نهضتنا بعلم نافع وفكر مستنير .. إن الطموحات التي نعقدها على الأجيال القادمة كبيرة ولابد من تمكينهم من الأدوات التي تعينهم على تحقيق تلك الطموحات .. والقراءة تأتي ضمن أهم ما نحرص على تأصيله في أبنائنا من عادات تجعل منهم مواطنين صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم ” .
جاء ذلك خلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يرافقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي برؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المنعقدة في دبي حتى السابع من الشهر الجاري بمشاركة 17 وفدا عربيا منها وفد الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب و57 مشاركا من كبار الكتاب والأدباء والشعراء والباحثين العرب.
وقد دعا صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال اللقاء الذي حضره معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل وسعادة الدكتور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للادباء والكتاب العرب المشاركين في الاجتماع من أدباء ومفكرين لاعمال أقلامهم في مواجهة الأفكار الهدامة لنبني بالفكر المبدع والكلمة النافعة سياجا يحمي شباب الأمة ويصونهم مما يحيق بهم من تحديات .
وقال سموه ” الكلمة أمانة عظيمة .. بها تقوم الحضارات وتزدهر وتتقدم الأمم وترقى .. نريدها أن تكون دائما سبيلا لنشر الخير والمحبة والسلام بين الناس .. وأن تكون وازعا لهم للبناء .. وأن تعبر بهم إلى رحابة الرخاء .. وأن تكون سببا من أسباب النماء”.
وأعرب سموه عن كامل تقديره للدور المهم الذي يلعبه الأدباء والكتاب والمفكرون العرب في بناء الشخصية العربية وتشكيل ملامح وجدانها مؤكدا سموه ثقته في أن أمتنا العربية التي أنجبت صروحا أدبية شامخة وقامات فكرية عالية على مر العصور قادرة على مواصلة العطاء بمداد من الفكر المستنير والأفكار الخلاقة التي تدعم كل توجه إيجابي نحو المستقبل وتدحض كل فكر سلبي ليكون الأدب دائما النافذة التي تلقي بضياء الخير والنماء وتسهم في ترسيخ القيم العربية الأصيلة والتعاليم الإسلامية القويمة في نفوس أبناء هذه الأمة.
وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على أهمية الدور الكبير الذي يضطلع به الأدباء كونهم المسؤولون عن تشكيل ضمير الأمم ووعي الشعوب مؤكدا سموه أن أمتنا العربية هي الآن أحوج ما تكون إلى فكر يشيع في النفوس الأمل ويحثها على العمل ويدفعها إلى تجاوز الأزمات إلى آفاق الفرص ويمنحها أملا في غد أفضل تنعم فيه الأجيال القادمة بمقومات التقدم والازدهار.
وقد حرص سموه خلال اللقاء على الاستماع إلى آراء الكتاب والأدباء المشاركين في الاجتماعات حول العديد من الموضوعات المتعلقة بواقع الفكر والثقافة في منطقتنا العربية والجهود المبذولة من قبل الاتحاد في سبيل تعزيز الحياة الفكرية والإبداعية في المنطقة حيث أعرب سموه عن أمنياته للجميع بالتوفيق في رسالتهم مؤكدا حرص دولة الإمارات على توفير كافة أشكال الدعم الممكنة التي من شأنها إثراء المشهد الأدبي والثقافي العربي.
من جانبهم أعرب الأدباء والكتاب العرب المشاركون في اجتماعات مكتبهم الدائم عن بالغ الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لما يوليه سموه للأدب والأدباء من رعاية وتشجيع دائمين .
وأكدوا كامل اعتزازهم بهذه الثقة وسعادتهم باللفتة الكريمة المتمثلة في لقاء سموه بالمشاركين في الاجتماعات التي تستضيفها دبي بما تحمله تلك اللفتة من دلالات على مدى التقدير الذي يحمله سموه للمبدعين العرب .
كما أكد الأدباء والكتاب العرب لسموه حرصهم على الاضطلاع بدورهم على الوجه الاكمل في ترسيخ الفكر الإيجابي البناء الذي من شأنه نشر الأمل في النفوس تأكيدا لقدرة أمتنا على تخطي كافة التحديات واستشراف مستقبل واعد يحمل لأبناء الأمة وأجيالها القادمة أسباب الخير والسعادة.
وفي ختام اللقاء التقطت لسموه الصور التذكارية مع رؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.