دعا رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان لتوحيد الرؤى والسياسات في معالجة التحديات السياسية والأمنية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أن الأوضاع في المنطقة تشهد تطورات خطيرة تؤثر على العالم أجمع.

وشارك البرلمان العربي برئاسة الجروان وعضوية اللواء عبدالله عبد الكريم سعدون وعبد الكريم قريشي في فعاليات أعمال الدورة العاشرة للجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط التي عقدت في العاصمة الألبانية تيرانا يومي 18 و19 فبراير 2016.

وألقى رئيس البرلمان كلمة أمام اللجنة الأولى الدائمة رفيعة المستوى المعنية بمناقشة قضايا التعاون السياسي والأمني، أشار فيها إلى التطورات والأبعاد السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط وما تفرزه من تأثيرات سالبة ليس على منطقة البحر الأبيض المتوسط فحسب وإنما على العالم بأسره، الأمر الذي يتطلب توحيد الرؤى والأفكار والتوجهات لمعالجة هذه التحديات التي تواجه المنطقة.

وتطرق إلى الأوضاع في فلسطين وسوريا وليبيا وتأزم هذه الأوضاع في ظل عدم الالتزام بمبادئ القانون الدولي ومعاهدة ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وأدان الإرهاب في كل أشكاله وصوره، لافتاً إلى مجافاته لتعاليم الإسلام السمحة.

وأكد استعداد البرلمان العربي لمواجهته عبر التعاون مع الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، داعياً في هذا الصدد إلى عمل دولي صادق وموحد في مختلف المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية والعسكرية لمواجهة الإرهاب.

كما أدان في كلمته التعديات الإسرائيلية الأخيرة تجاه الفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص ومحاولات قوات الاحتلال محو الهوية العربية للمدينة ومخططات التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى وحمل المجتمع الدولي مسؤولية استمرار هذه الانتهاكات، مؤكداً دعم البرلمان العربي للمبادرة العربية للسلام التي يرفضها الكيان الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالأوضاع في سوريا أدان رئيس البرلمان العربي القصف الجوي العشوائي للنظام والقوات الأجنبية في سوريا وما يسفر عنه من انتهاك وقتل وتدمير لحرمة النفس البشرية، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية وحماية الشعب السوري بناءً على قرارات مؤتمر جنيف واحد.

وعلى صعيد الأزمة الليبية دعا إلى استعجال الخطوات نحو الاتفاق على حكومة توافقية موحدة تمثل جميع الليبيين، كما دعا إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي ليتمكن من محاربة الإرهاب وبسط الأمن في ليبيا.

وفيما يتعلق بقضية اللاجئين ثمن رئيس البرلمان العربي جهود الدول العربية في مجال رعاية وغوث اللاجئين السوريين والنازحين المتضررين من الإرهاب في العراق وبالأخص جهود لبنان والأردن. كما أشاد بدور الدول العربية التي تقدم المساعدات الإغاثية للاجئين خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، داعياً إلى المزيد من الدعم للاجئين وتفعيل وتطبيق اتفاقية جنيف للاجئين وكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بحماية ورعاية وغوث اللاجئين.

كان انعقاد الجمعية سانحة طيبة لطرح القضايا العربية، إذ مثلت منبراً للتداول حول قضايا الأمة العربية، حيث التقى الجروان عدداً من رؤساء وأعضاء وفود البرلمانات العربية المشاركة وتبادل معهم وجهات النظر والرؤى والأفكار الرامية إلى تعزيز العمل العربي المشترك بصفة عامة ومن خلال المؤتمر الأول لرؤساء البرلمانات العربية المزمع انعقاده يومي 24 و25 فبراير بصفة خاصة.