بمباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اختارت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الشخصية الإسلامية للدورة السادسة والعشرين لمسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن، تقديراً لجهوده في خدمة الثقافة الإسلامية وكتاب الله والسنة النبوية.
أعلن عن ذلك الدكتور سعيد حارب نائب رئيس اللجنة المنظمة لجائزة دبي الدولية للقرآن، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر انعقاد المسابقة في ندوة الثقافة والعلوم، مساء أمس، بحضور إبراهيم محمد بوملحه مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، وأعضاء اللجنة المنظمة.
الشخصية في سطور
وُلد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم في 6 فبراير عام 1941، وتخرج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1961، ونال الإجازة العالمية عام 1967، وعُين معيداً بها، ونال الماجستير في الحديث عام 1969، والدكتوراه في التخصص، وأستاذاً للحديث عام 1983، وعميداً للكلية بفرع الزقازيق عام 1987، وترأس جامعة الأزهر الشريف عام 1995.
وارتبطت ذاكرة الدكتور أحمد عمر هاشم خلال أيام طفولته، في قريته «بني عامر» الشهيرة، بإنجاب العلماء والتابعة لمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية في مصر، ومع ذكرياته الرمضانية في ساحة الشيخ «أبوهاشم»، واستعداده لاستقبال عابري السبيل والضيوف والغرباء على الإفطار.
بينما هو في طفولته، كان ينافس أقرانه للمشاركة في تجهيز موائد الرحمن، وإحضار الأطعمة والمشروبات من البيوت، والمنافسة في جذب الصائمين ـ للإفطار ـ كمؤشر على كرم الريف والقرية وحسن ضيافتهم واستقبالهم، وبعد الإفطار، يذهب مع الصبية للدروس في المسجد، والتزود بالعلم الشرعي وأداء صلاة العشاء والتراويح والسهرات القرآنية، وقضاء بعض من الليل في حلقات العلم، مع عدد من علماء الأزهر الشريف، وكان لذلك الأثر في تقويم شخصيته، ونشأته الصالحة وحبه للعلم.
ويتذكر فضيلته أول خطبة جمعة له، وكان حينئذ تلميذاً بالأول الابتدائي، وكانت الخطبة عن التوبة، وفي شهر رمضان، وقد ارتجلها، وأوصى زميلاً له أن يذكره إن نسي شيئاً، إلا أنه مع حسن أدائه، طلب منه أهل القرية استمراره في الخطابة.
كما كان والده حريصاً على تربيته وتعليمه وإخوته تربية دينية، ونذره لخدمة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فأصر على التحاقه بكلية أصول الدين، وفي السنة النهائية بها، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم يطوف عند باب الكعبة، وهو يسير خلفه، فاستيقظ مسروراً، وأخبره عنها والده بتوفيق الله له في السير على الهدي النبوي، ولم يمضِ أسبوع على الرؤية، لتختاره جامعة الأزهر ممثلاً لكلية أصول الدين لأداء فريضة الحج.
واستمر فضيلته في إعطاء الدروس الدينية، ونذر نفسه للعلم والدعوة والقراءة والبحث في كتب التراث والعلم الشرعي، ليكون مثالاً يحتذى في الالتزام بوسطية الدين، كما كانت أولى قصائده في الشعر، وهو طالب في الابتدائي، نصحه معها مدرسوه لتنمية موهبته، حتى كتب مسرحية شعرية دينية، أعدت كمسلسل إذاعي.
وكانت له اهتمامات بممارسة الرياضة، كما اختار فضيلته شريكة حياته، التي عُرف عنها قبل الزواج بحسن الخلق والكفاءة، وهي قريبته، واعتاد على مساعدتها في أمور البيت، وتربية الأبناء ومذاكرتهم، ولفضيلته ثلاثة أبناء:
الدكتور محمد، ويدرس بالمركز الإسلامي الدولي للبحوث، ودعاء خريجة كلية الإعلام، وإيمان خريجة كلية البنات، ومن الأحفاد ثمانية، ويساعدهم في دراستهم، كما كان يساعد أبناءه، واللعب معهم، ويحثهم على زيارته والسؤال عن أحواله.
وما زالت دروس فضيلته تصدح بها إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، منذ أكثر من خمسين عاماً، واستمرت حتى اليوم، وأشهرها برنامج «في ظلال الهدي النبوي».
كما تقلد فضيلته عدة مهام ومناصب علمية تليق به، فهو: رئيس جامعة الأزهر الأسبق ـ عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى للجامعات ـ عضو المجالس القومية المتخصصة، عضو مجلس جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية بالمدينة المنورة، ورئيس لجنة السنة النبوية، كما تقلد فضيلته عدة أوسمة جمهورية، وجوائز تقديرية دولية.
وتقيم جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، مساء الثالث عشر من رمضان، الحفل الختامي لمسابقة حفظ القرآن الدولية، الذي يتضمن إعلان وتكريم الفائزين بالمراكز العشرة الأولى، مع تكريم الشخصية الإسلامية.