كانت العاصمة البريطانية لندن أحب الوجهات إلينا، النسبة الأكبر من سياحنا كانت تقصدها، وقلة تتوزع على مدن العالم الأخرى، وكنا أيام الطيران القديم، عندما تمر الطائرة بمحطة أو اثنتين حتى توصلنا إلى مبتغانا، نختار لندن محطة استراحة وليس مروراً عبر المطار، نقضي فيها يومين أو ثلاثة ثم نذهب إلى بلاد أوروبا الأخرى أو دول المغرب العربي أو المدينة المستهدفة في الولايات المتحدة والأمريكتين بشكل عام.
كانت لندن كذلك في زمن سابق، يوم كانوا يرحبون بنا، ولا يطلبون منا تأشيرات دخول، وللعلم، بريطانيا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة التي لا نحتاج إلى تأشيرات لزيارتها، في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وكان البريطاني معفى من تأشيرة الدخول إلى بلادنا، وأقصد هنا الخليج كله، وذلك استثناء كان يفترض أن يقدر وينظر إليه بإيجابية، ولكن العكس هو الذي حصل، بعد قيام الاتحاد الأوروبي، أصبحت القوانين في كل دول الاتحاد عامة تشمل الجميع، ولأنهم كانوا يشترطون التأشيرات عدلت بريطانيا من إجراءاتها، وفرضت علينا تأشيرة، تلك كانت الحجة، ولكن الاتحاد الأوروبي ألغى التأشيرة عنا بعد بضع سنوات، وهنا أقصد عن أبناء الإمارات بداية، ولكن بريطانيا لم تفعل ذلك حتى بعد خروجها من الاتحاد، والعالم كله خلال السنوات العشر الأخيرة تسابق في تقديم التسهيلات لنا، والهدف استقطاب السياح ورجال الأعمال والمستثمرين، فنحن لا نذهب إلى البلدان الأخرى بقصد العمل أو الإقامة الدائمة، وعدلت بريطانيا شروطها ولم تسقط التأشيرة، بل حولتها إلى إلكترونية، يقال إنها تمنح خلال 48 ساعة، ولكنها قد تطول وتصل إلى خمسة أسابيع لطالب دراسات عليا يقيم في بلادهم منذ خمس سنوات، وصادف أن انتهت إقامته وهو هنا!
في بداية الشهر القادم لن نحتاج إلى تأشيرة لليابان التي أصبحت الدولة رقم 176 من بين دول العالم التي تتخذ قرار الإعفاء.
فمتى تلحق بريطانيا بالركب؟
بقلم: محمد يوسف