|  آخر تحديث مارس 5, 2022 , 11:36 ص

الثالوث النووي الروسي


الثالوث النووي الروسي



قبل 27 عاماً وافقت أوكرانيا على إزالة ترسانتها النووية بإتفاق أبرمته مع روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، تخلت بموجبه كييف عن نحو 1800 رأس نووي، بحسب تقديرات الخبراء العسكريين، ففي عام 1994 ، وعقب إعلان انهيار الإتحاد السوفييتي ب 3 أعوام ، وقعت البلدان الثلاث مع أوكرانيا ” مذكرة بودابست ” ، ونصت المذكرة نزع سلاح أوكرانيا النووي على ” استقلال وسيادة الحدود المعلنة لأوكرانيا ” ، لقاء موافقة كييف على إزالة تلك الأسلحة من العهد السوفييتي من على أراضيها والانضمام لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
يقول أسامة بدر ، سفير مصر الأسبق في كييف: ” إن أوكرانيا كانت ثالث أقوى دولة نووية في العالم بعد انهيار الإتحاد السوفييتي عام 1991 ، وكان من الممكن أن تظل نووية حتى الآن، وتحتفظ بمكانتها كدولة ردع، لولا تكالب الشرق والغرب من الخارج وأنصار البيئة من الداخل ، وأقنعوها بتدمير أسلحتها النووية طواعية، ويضيف : وقعت أوكرانيا في هذا الفخ ودمرت اسلحتها ، وانضمت الى معاهدة حظر الأسلحة النووية عام 1994 ، على أن تكون صديقة لكل الأطراف وذات وضعية خاصة ، وحاليا وبعد أن تهربت كل الدول من تنفيذ التزاماتها تجاه سلامة الأراضي الأوكرانية بحجة خرقها مذكرة بودابست وتقديمها طلبات للانضمام الى حلف الناتو ، وبحسب خبراء فإن موسكو خرقت مذكرة بودابست منذ الاستيلاء على شبه جزيرة القرم 2014 ، ثم شنت مع الانفصاليين الموالين لها حربا لأكثر من 5 سنوات في إقليم دونباس بشرق أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 13 الف شخص ودفع نحو مليوني شخص للنزوح من منازلهم.
وحاليا بدأت عملية عسكرية على أوكرانيا براً وبحراً وجواً ، في أكبر هجوم تشنه دولة على أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية .
إن المذكرة تُظهر مرة أخرى حماقة الوثوق بالوعود ، وبها رسالة خطيرة مفادها أن الدول التي تتخلى عن ترسانتها النووية يمكن احتلالها.
إنه من الطبيعي أن قوة الردع لدى أوكرانيا كانت ستكون أقوى لو لم تستجب لمذكرة بودابست، إن المذكرة تسببت بخلل جيوسياسي لأوكرانيا وجعلتها مكشوفة في الحرب مع روسيا.
ومع تواصل الحرب في أوكرانيا، يبرز التلويح بالخيارات النووية في سياق احتدام الصراع بين موسكو وواشنطن ومعها العواصم الأوروبية، وتبادل الاتهامات بينها ، لدرجة أن العالم بات يحبس أنفاسه خشية من تداعيات هذا الصراع على حافة الهاوية النووية.
تمتلك روسيا أضخم ترسانة صاروخية في العالم تضم صواريخ باليستية ومجنحة، وتُعد أكبر قوة في العالم تمتلك القدرة على تطوير جميع أنواع الصواريخ.
صاروخ ” يوم القيامة ” الروسي :
صاروخ آر إس – 28 سارمات ، تصفه روسيا بأنه النسخة البديلة لصاروخ ” آر – 36 ” الذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي ” الناتو ” لقب ” الشيطان ” .
ويتباهى الكرملين الروسي بمدى الصاروخ الذي تصل سرعته الى 15 ألف ميل بالساعة ويصل طوله الى 35.3 متر وقطره ل 3 أمتار.
والصاروخ قادر على حمل حوالي 10 أطنان من الحمولة الصافية لما يصل إلى 10 رؤوس حربية ثقيلة او 16 رأساً خفيفاً ، فضلا عن كميات هائلة من الإجراءات المضادة ضد أنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية.
ويستطيع الصاروخ حمل الرؤوس الحربية الخارقة للصوت المعروفة باسم ” أفانجارد ” وهو ما يجعله واحداً من أخطر الأسلحة الصاروخية في العالم حتى الآن.
ويأتي الصاروخ ضمن مجموعة من الأسلحة الجديدة التي كشف عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في عام 2018 ، خلال خطابه الشهير التي وصفته وسائل اعلام اجنبية آنذاك بأنه استعراض للقوة العسكرية لروسيا، وتشمل الأسلحة صاروخ ” آفانجارد ” الذي تفوق سرعته الصوت، والذي قال عنه الرئيس الروسي إنه ” قادر على الطيران مثل النيزك او كرة من النار ” .
كما أن ” طوربيد يوم القيامة ” ، الذي تم للكشف عنه عام 2015 ، ويعد من أخطر الأسلحة النووية في العالم .
يتمتع صاروخ يوم القيامة الروسي الذي لقبه حلف الأطلسي بصاروخ الشيطان بالمميزات الآتية :
– يتمتع الصاروخ بقدرات عالية تمكنه من اجتياز أي منظومة دفاعية في العالم.
– لا يمكن اعتراض صاروخ الشيطان الروسي بأي من منظومات الاعتراض الصاروخية.
– تبلغ سرعة الصاروخ 15 الف ميل في الساعة.
– يحمل عدد كبير من الرؤوس الحربية يبلغ 16 رأسا .
– بإمكان الصاروخ الطيران في مسار القطب الجنوبي.
– يمتلك الصاروخ حصانة ضد أنظمة الدفاع الصاروخي كافة .
– يمتلك أنظمة تعمل على التقليل من الفاصل الزمني عند تتبعه من قبل أقمار صناعية تعمل بواسطة أجهزة استشعار تستخدم الأشعة تحت الحمراء .
– يمتلك الصاروخ نظام القصف المداري ( FOBS ) .
– قدرة تدميرية هائلة فالصاروخ الواحد قادر على تدمير ولاية تكساس ثاني أكبر الولايات الأمريكية.
– يمتلك القدرة على إبطال ميزة الضربة الأولى للخصم بواسطة نظام الحماية النشط ، الذي يقوم بالتمير الحركي للقنابل القادمة على ارتفاع يزيد عن 6 كم .
أبو القنابل أقوى الأسلحة غير النووية على الإطلاق:
الأسلحة الحرارية – المعروفة أيضا باسم القنابل الفراغية – هي مواد متفجرة شديدة القوة تستخدم الغلاف الجوي نفسه كجزء من الانفجار ، إنها من بين أقوى الأسلحة غير النووية التي تم تطويرها على الإطلاق، وكانت قنبلة حرارية أسقطتها الولايات المتحدة الأمريكية على طالبان في أفغانستان في عام 2017 تزن 21600 رطلا، وتركت حفرة يزيد عرضها عن 300 متر ( 1000 قدم ) بعد أن انفجرت على ارتفاع ستة أقدام فوق الأرض.
تعمل القنبلة باستخدام الأكسجين من الهواء المحيط لتوليد انفجار بدرجة حرارة عالية، مما يجعلها اكثر فتكاً بكثير من الأسلحة التقليدية ، ويبلغ وزن القنبلة غير النووية فائقة القوة 7 آلاف ومئة كيلوغرام ، وتحتوي على مادة شديدة التفجير ومسحوق الألمنيوم وأكسيد الايثيلين، وتكافيء القدرة التفجيرية للقنبلة نحو 44 طنا من مادة ” تي إن تي ” شديدة الانفجار.
وأجرت روسيا أو اختبار للقنبلة عام 2007 ، عقب القائها على سطح القمر ، وهو ما جعلها أقوى قنبلة حرارية اخترعها الإنسان على الإطلاق ولذا لقبوها ب ” أبوالقنابل ” .
وتعتبر القنابل الفراغية ( أبوالقنابل ) ، الأكثر فتكا وتدميرا على الإطلاق ولا تتفوق عليها سوى الأسلحة النووية، حيث تمتلك روسيا ترسانة منها رغم أنه يرجع لحقبة الإتحاد السوفييتي.
وتُعدّ راجمة الصواريخ المتعددة ” توس -1 ” من أشهر موارد روسيا على قائمة القنابل الحرارية الضغطية الى جانب مشتقاتها المطورة مثل ” توس – 2 ” . ومع 30 أنبوبا لاطلاق الصورايخ دفعة واحدة في نحو 15 ثانية، تستطيع بطاريات ” توس -1 ” التسبب في قدر مذهل من الدمار خلال وقت قصير للغاية .

 

 

 

تمتلك روسيا عدد كبير جدا من الطائرات حيث انها نالت أكبر حصة منها بعد تفكك الإتحاد السوفييتي.
كما أنها تقوم باستخدام طائرات من نوع توبوليف M3 ، وطائرات مقاتلة من نوع سوخوي 24 ، بالإضافة لامتلاكها معدات سرب النقل . أما عن عدد طائرات تلك القوات فهو يزيد عن 3000 طائرة وأكثر من 700 طائرة مقاتلة وما يقارب 1200 طائرة هجومية متنوعة.
إلى جانب امتلاكها أكثر من 300 طائرة تدريب وحوالي 700 طائرة نقل و 900 مروحية تقريبا. يوجد بتلك القوات أيضا منظومة دفاعية متقدمة مثل منظومة S-400 وهي صواريخ أرضية جوية ، ومثل منظومة S-500 ، وهي أسلحة قوية ومدمرة جدا .

 

 

مع تصاعد الوضع العسكري وصعوبة الوضع بين روسيا وأوكرانيا، انتشرت العديد من التنبؤات العسكرية والعالمية، التي تنذر باحتمالية وقوع الحرب العالمية الثالثة، فالصراع يشتد للغاية بين القوى العظمى بالعالم من الجانب العسكري والجانب الاقتصادي أيضا.

حيث أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بالمناورات بطواقم معززة، وحسب وزارة الدفاع الروسية ، فإن شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تنفيذا لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصورايخ الاستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهاديء وقيادة الطيران بعيد المدى بالمناوبات القتالية بطواقم معززة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة.

 

ختاما …..
إن هدف الولايات المتحدة الأمريكية هو تحييد روسيا من خلال جرّها الى صراع في أوكرانيا، وما يتبعه ذلك من حرب لاحقة بين روسيا وأوروبا، أو على الأقل مع القطع الكامل للعلاقات الاقتصادية الروسية الأوروبية، حقيقة أن بوتين إذا ما فعل شيئاً ، فإنه يفعله فقط في اللحظة المناسبة أكثر من أي لحظة أخرى، وفقط عندما يكون متأكدا تماما من النجاح.
فوحده ” انتصار 1000 عام ” يمكن أن يعوض ” هزيمة 100 عام ” لروسيا، واذا قبل بوتين بذلك المدى من قسوة وقوع الضحايا والعواقب الوحشية لذلك على روسيا، فذلك يعني أننا نراقب فقط بداية الصراع.
في هذا المقام أتذكر عبارتين ل فلاديمير بوتين:
” إذا كان القتال أمراً لا مفرّ منه ، فعليك أن تضرب أولا ”
” ما الحاجة بنا إلى عالم ليس به روسيا ” .

 

 

 

بقلم: فاتن الحوسني


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com