سجلت دولة الإمارات خلال عامي 2020 و2021 إنجازات في مجالات عدة على المستوى الوطني كما على المستويين الإقليمي والدولي وكانت المرأة الإماراتية في المقدّمة، شريكة في مسيرة تنموية تحصد النجاحات بعزيمة لا تضاهى.
ويأتي الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية هذا العام في سياق مميز ليعيد التأكيد على دور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” في التأسيس لمسيرة المرأة في الإمارات .
شكّلت المرأة الإماراتية جزءاً أصيلاً في أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات خلال الفترة الماضية، تشهد على حجم الحضور الفاعل الذي تسجله ابنة الإمارات في شتّى الميادين حيث برهنت على حجم القدرات والكفاءات التي باتت تؤهلها لتولي قيادة وإدارة أهم المشاريع الحيوية وأبرزها في قطاعات العلوم المتقدمة والفضاء والطاقة والصحة والتي تمثلت في وصول “مسبار الأمل” إلى مدار كوكب المريخ، وبداية التشغيل الناجح والآمن لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية، فضلاً عن نجاحها وريادتها في مجال جهود التصدي لفيروس كورونا المستجد محلياً وعالمياً.
وشكّل دور المرأة الإماراتية منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الوطني، لتتضافر الجهود على المستويين الوطني والدولي من أجل احتواء تداعيات هذا الوباء.
ومنذ بداية تفشّي وباء كورونا حول العالم، أثبتت المرأة الإماراتية دورها المتميز في صفوف خط الدفاع الأول وكان دورها محورياً في نجاح منظومة العمل عن بُعد، وبذلت قصارى الجهود في حماية ورعاية جميع أفراد أسرتها خلال هذه الأزمة .. كما برز حضورها اللافت في ميدان العمل التطوعي منذ بداية انتشار الفيروس، فساهمت في تقديم الدعم والمساندة لجميع الفئات المتضررة.
المرأة الإماراتية والإنجازات الدبلوماسية
تبوأت المرأة الإماراتية مكانة مميزة في مضمار العمل الدبلوماسي فساهمت بفاعلية في نسج شبكة العلاقات الواسعة للدولة وتعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية وكان لها دور جوهري في مثابرة وزارة الخارجية والتعاون الدولي منذ بداية تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم بترسيخ النهج الدبلوماسي الذي لطالما اعتمدته الدولة والقائم على التعاون مع جميع دول العالم ومدّ يد العون للمجتمعات التي تحتاج إلى الدعم والمساعدة، ضمن توطيد أواصر التعاون الدولي والمتعدد الأطراف وترسيخه في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم اليوم.
وتشغل المرأة الإماراتية حالياً مناصب دبلوماسية مختلفة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، حيث تمثل نسبة السيدات الإماراتيات إلى الذكور من مواطني دولة الإمارات في الوزارة 42.5%.
ويضم السلك الدبلوماسي الإماراتي 9 سيدات من بنات الإمارات كسفيرات بالإضافة إلى قنصل عام تمثّلن الدولة ووجهها الحضاري المشرق في الخارج، وهنّ سعادة حصة عبدالله العتيبة، سفيرة الدولة في هولندا، وسعادة حنان خلفان العليلي، سفيرة الدولة في لاتفيا، وسعادة فاطمة خميس المزروعي، سفيرة الدولة في الدنمارك، وسعادة حفصة عبدالله العلماء، سفيرة الدولة في ألمانيا، وسعادة نورة محمد عبدالحميد جمعة، سفيرة الدولة في فنلندا، وسعادة لانا زكي أنور نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة وسعادة هند مانع العتيبة سفيرة الدولة في فرنسا، وسعادة نبيلة عبدالعزيز الشامسي، سفيرة الدولة في مونتينيغرو، وسعادة إيمان أحمد السلامي، سفيرة الدولة في بولندا بالإضافة إلى سعادة نريمان محمد الملا، القنصل العام في ملبورن.
ويؤكّد نهج وزارة الخارجية والتعاون الدولي في تمكين المرأة الإماراتية على رؤية القيادة الإماراتية الحكيمة بدعم وتمكين المرأة الإماراتية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي، والعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في المساهمة في تعزيز مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الدولة.
المرأة الإماراتية في مجال العلوم والعلوم المتقدمة
وتسجل ابنة الإمارات حضوراً فاعلاً في ميدان العلوم المتقدمة، حيث برهنت على حجم القدرات والكفاءات التي باتت تؤهلها لتولي قيادة وإدارة أهم المهام والمشاريع الحيوية في قطاعات العلوم المتقدمة والفضاء والطاقة والصحة. وبرز هذا الدور في مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل والتي وصلت إلى 34% من فريق العمل، كاتبةً صفحة من التاريخ الجديد للدولة.
كما شكّلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار الذي سيقدم للبشرية أول دراسة شاملة عن مناخ الكوكب الأحمر وطبقات غلافه الجوي المختلفة مستخدماً أجهزة علمية المتطورة التي صممت خصيصاً لهذه المهمة.
وفي موازاة ذلك ساهمت المرأة الإماراتية في تسطير الإنجاز التاريخي في مجال البرنامج النووي السلمي الإماراتي، والذي تمثل في بداية التشغيل الآمن والناجح لأولى محطات براكة للطاقة النووية السلمية واستكمال عملية ربط المفاعل بشبكة الكهرباء الرئيسية للدولة ووصول أول ميجاواط من الكهرباء الصديقة للبيئة إلى المنازل والقطاعات التجارية.
ومثلت المرأة الإماراتية نسبة قرابة 20% من مجموع موظفي مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى وهي من أعلى النسب في قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
المرأة الإماراتية في المجالات المختلفة
وبرز حضور المرأة الإماراتية في قطاعات علوم الفضاء والتكنولوجيا والهندسة والطب كعامل مهم في تحقيق الأهداف التنموية الرامية لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، حيث سطرت المرأة الإماراتية قصص نجاح ملهمة في جميع الميادين.
ووفقاً لمجلس علماء الإمارات تبلغ نسبة التحاق الإناث بـ”تقنية المعلومات” 54% في حين أنها وصلت إلى 81% في مجالات العلوم، و43% في مجالات الهندسة، فيما تبلغ نسبة الإناث في وظائف قطاع الصحة 81%، وفي قطاع الهندسة والوظائف الهندسية المساعدة 51% من إجمالي المواطنين العاملين في 2019.
ويأتي يوم المرأة الإمارتية في وقت تتوالى فيه الإشادات والشهادات الدولية بجهود الإمارات في تمكين المرأة، حيث حققت الإمارات المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تقرير “المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021″، الصادر عن البنك الدولي، فضلا عن تبوؤها المركز الـ18 عالميا والأول عربيا في مؤشر المساواة بين الجنسين الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2020.
كما تأتي تلك المناسبة في وقت تحتفل فيه الإمارات باليوبيل الذهبي لتأسيسها، لتكون مناسبة مهمة لرصد الإنجازات التي حققتها الدولة في مسيرة تمكين العنصر النسائي خلال السنوات الخمسين الماضية، واستشراف دورها المرتقب في النصف الثاني من مئوية الدولة.