دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس خريجي برنامج مليون مبرمج عربي للمشاركة والتنافس على تطوير مشاريع برمجية مبتكرة بالاعتماد على المهارات والخبرات التي اكتسبوها ضمن منافسة تكنولوجية هي الأضخم من نوعها في المنطقة. وأكد سموه، أن مسيرة التطوير والتحديث في المنطقة متواصلة بقيادة الإمارات داعياً خريجي «مليون مبرمج عربي» للمشاركة في أكبر تحدٍّ للبرمجة، لافتاً إلى أنه سيتم تكريم المتميزين منهم في «إكسبو دبي».. منصة الابتكار الأضخم في العالم.. كي يكونوا جزءاً من أكبر حراك معرفي وإبداعي تشهده البشرية تحت فضاء دبي.
ودوّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، محتفياً سموه بما أنجزته «مبادرة مليون مبرمج عربي»، قائلاً: «مليون مبرمج عربي من 80 بلداً التحقوا بأهم برنامج لتدريبهم على لغة المستقبل.. من خلال 5 ملايين ساعة عمل و76 ألف ورشة تدريبية و100 ألف مشروع تخرُّج ناجح و1500 منحة للمتفوقين.. إنجاز كبير لشبابنا العربي في ثلاث سنوات».
وأضاف سموه: «نتطلع من خلال هذا التحدي إلى مشاريع تخدم الناس وتحدث نقلة في العمل والحياة.. وتسهم في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة»، وتابع سموه: «شبابنا العربي هم ثروة أمتنا وهم عماد نهضتها وهم الذين سيضعون دولهم على الطريق إلى المستقبل.. والبرمجة والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة لَبِنات هذا المستقبل وأدواته الأساسية».
وسيتم الإعلان عن الفائزين بهذا التحدي خلال «إكسبو 2020 دبي»، أكبر تجمع عالمي يعزز مكانة الإمارات كملتقى للدول والأفراد والأفكار والابتكار، والذي ستنطلق فعالياته في أكتوبر المقبل؛ وسوف يتم تكريم المشروع الفائز بالتحدي بمنحه الجائزة الكبرى ومقدارها مليون دولار أمريكي، فيما سيحصل 5 متسابقين، من أصحاب المشاريع الخمسة الأفضل، على جوائز بقيمة 50 ألف دولار لكل منهم، وسيتم تكريم 4 من أفضل المدربين المشاركين في مبادرة «مليون مبرمج عربي»، بجائزة قدرها 25 ألف دولار لكل مدرب.
وكانت مبادرة «مليون مبرمج عربي»، التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل، وتنظم تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، قد أعلنت اختتام أكبر مبادرة تدريبية من نوعها في العالم لتدريب مليون شاب وشابة من أبناء الوطن العربي على لغة البرمجة، وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاقها، ملتزمة بالبرنامج الزمني المحدد لها، وفق آلية تدريب حرصت على أن تكون منهجية ومتواصلة، وذات مستهدفات واضحة ومحددة، متغلِّبة على كل العوائق والتحديات اللوجستية التي فرضها تفشي وباء فيروس كورونا المستجد في العالم (كوفيد 19).
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أطلق مبادرة «مليون مبرمج عربي» في أواخر العام 2017، لتدريب مليون شاب عربي في مختلف أنحاء العالم على لغة البرمجة وتقنياتها واطلاعهم على المستجدات والتطورات المتسارعة في علوم الحاسوب وبرمجياته وتطبيقاته، لتمكينهم وتزويدهم بأدوات المستقبل التكنولوجية، وصقل مهاراتهم وبناء قاعدة من القدرات والخبرات العربية عالية التأهيل، بحيث تسهم في تطوير الاقتصاد الرقمي وسد احتياجات مجتمعاتهم التنموية والخدمية في هذا المجال، والمساهمة الفاعلة في بناء المنظومات الاقتصادية القائمة على المعرفة بوصف الاقتصاد المعرفي عصب اقتصاد المستقبل.
وستكون فرصة المشاركة في «تحدي مليون مبرمج عربي» متاحة لخريجي المبادرة فقط، ويمكنهم إرسال أفكارهم المبتكرة لمشاريعهم القائمة على توظيف مهارات البرمجة وغيرها من التقنيات المتقدمة عبر الموقع الإلكتروني الرسمي للمبادرة: www.arabcoders.ae.
وسيتم اختيار الفائز الأول في التحدي المليوني، وأصحاب المشاريع الخمسة الأفضل وفق مجموعة من المعايير الخاصة، فيما ستعمل لجنة تحكيم متخصصة تضم مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مختلف مجالات البرمجة والتكنولوجيا وريادة الأعمال من دولة الإمارات وخارجها على تقييم المشاركات واختيار أفضلها.
ويأتي «تحدي مليون مبرمج عربي» في أعقاب إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أخيراً عن إطلاق «البرنامج الوطني للمبرمجين»، بهدف تدريب واستقطاب 100 ألف مبرمج من مختلف أنحاء العالم ومنحهم الإقامة الذهبية للعمل في دولة الإمارات، إضافة إلى إنشاء 1000 شركة رقمية كبرى في الدولة خلال خمسة أعوام، وتسريع تبنّي تطبيقات البرمجة وأدواتها في مختلف القطاعات الاقتصادية والمستقبلية، وتعزيز التعاون والشراكة بين مجتمع المبرمجين ومختلف الجهات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
وخلال ثلاث سنوات من العمل والدورات والورش التدريبية المتواصل، أتاحت مبادرة «مليون مبرمج عربي» الفرصة لمنتسبيها لتعلم العديد من مهارات البرمجة وتطبيقها في مجالات تطوير المواقع الإلكترونية وتطبيقات الأجهزة المحمولة، إضافة إلى العديد من القطاعات التكنولوجية الأخرى مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي والبيانات والحوسبة السحابية.
وقد شارك نخبة من أهم المدربين وأكثرهم خبرة في علوم البرمجيات والتقنيات المتقدمة في تدريب المشاركين من 80 بلداً حول العالم، تلقوا 5 ملايين ساعة دراسة وعمل، وشاركوا في 76 ألف ورشة تدريبية، وأنجزوا 100 ألف مشروع تخرج ناجح.
ومنحت المبادرة منذ إطلاقها أكثر من 1000 شهادة «نانو ديجري» لأصحاب المشاركات المتميزة، كما قدمت الدعم للراغبين بتعلم البرمجة عبر منصتها من خلال مشاركة أكثر من 3600 مدرب معتمد من مختلف أنحاء العالم، لمساعدتهم في الجوانب التقنية وتقديم الدعم الفني والنصائح لتحويل أفكارهم إلى مشاريع عملية.
وتمثل مبادرة «مليون مبرمج عربي» تجربة عالمية رائدة في تمكين الشباب بالأدوات والمهارات اللازمة لتعلم البرمجة، لغة المستقبل، حيث انبثقت عنها مبادرات عدة، من ذلك مبادرة «مليون مبرمج أوزبكي» بالشراكة بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية أوزبكستان، التي أُطلقت في نوفمبر 2019، بهدف إتاحة الفرصة للمواهب الأوزبكية لاكتساب مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة، ليسهموا في تطوير حلول وخدمات مبتكرة قائمة على التكنولوجيا.
وتوفر المبادرة للشباب الأوزبكي برامج تدريبية وشهادات معتمدة دولياً في مجالات البرمجة، كي يساهموا في قيادة التحول الرقمي في دولتهم، في مختلف القطاعات.
كما جرى إطلاق مبادرة «مليون مبرمج أردني» في مايو 2019 في إطار الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية في مجال التحديث الحكومي، وذلك بهدف جعل الأردن واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال البرمجة، عبر توفير التدريب اللازم للشباب، وتمكينهم من مواكبة التطور المتسارع في علوم الحاسوب وبرمجياته، وإتاحة المجال أمامهم للحصول على فرص عمل تمكنهم من توظيف مهاراتهم، والمساهمة في تطوير الاقتصاد الرقمي، بما يسهم في سد الفجوة الرقمية المتوقعة في العالم العربي.