بقلم: د. فاطمة الدربي – خبير تسامح
يوم الشهيد هو يوم وطني، تعبر فيه دولة الإمارات العربية المتحدة عن تقديرها لتضحيات شهدائها في كل سنة، ووقوفها ودعمها لأسر وذوي الشهداء، ويعود اختيار هذا التاريخ لذكرى سقوط أول شهيد، حيث رفض إنزال العلم، مقابل إصرار الجنود الإيرانيين المسلحين واستخدامهم الأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى استشهاده في 30 نوفمبر 1971، ويدعى سالم سهيل خميس، الذي كان يخدم بقوات شرطة رأس الخيمة.
وأصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في 2015، أمراً بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام «يوم الشهيد»، واعتباره إجازة رسمية على مستوى الدولة، وذلك «تخليداً ووفاء وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.
وفي السادس من ديسمبر عام 2016 تم فتح واحة الكرامة بأبوظبي، والتي تحتضن في كنفها «نصب الشهداء»، وتعبر الواحة عن المحبة والتقدير اللذين تكنّهما دولة الإمارات وشعبها إلى أرواح شهدائها.
لقد قدّم الشهداء لنا دروساً عظيمة في حب الوطن، فليست هناك قيمة وطنية تفوق قيمة الشهادة في سبيل الوطن وشعبه وقيادته، ولولا تضحية الشهيد لما علا صوت الحق أبداً، ولا ارتفعت راية الأوطان، فلا حياة لأمةٍ دون تضحية شهدائها، فالشهيد صاحب رسالة، قدم روحه فداءً لها وترك هدفاً سامياً لأجله استشهد.
في يوم الشهيد، يجدد الشعب الولاء والعهد لقيادته بكل الصدق والتقدير والمحبة لإكمال مسيرة الحق والشرعية، ونصرة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة.. رحم الله شهداء الإمارات وأسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ونسأله تعالى أن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
وتقوم دولة الإمارات بالاحتفال بهذا اليوم بإقامة مراسم وفعاليات متنوعة، يذكر فيها تضحية شهداء الإمارات.