عقد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ38 التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، حتى 9 من نوفمبر الجاري، جلسة حوارية بعنوان” تاريخ العالم العربي والإسلامي”، تطرقت للحديث عن العلاقات التي ربطت العرب بشرق القارة الإفريقية، وحضور التاريخ العربي والإسلامي في مؤلفات المبدعين، وكيف قرأ المؤرخون الأوروبيون هذا التاريخ وكتبوا عنه، والأثر الذي يلعبه المؤرخ في التعريف بحضارات وثقافات الشعوب.
واستضافت الجلسة التي أدارها الكاتب محمد أبو عرب كلّاً من الدكتور بنيان التركي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الكويت، والكاتبة الروائية العُمانية بشرى خلفان، والكاتب والباحث البريطاني جاستن ماروزي، حيث تطرق التركي للحديث عن بداية العلاقة بين الخليج العربي وشرق القارة الإفريقية وشبه القارة الهندية، مبيناً أن الموقع الجغرافي لدولة الكويت التي تقع في شمال الخليج العربي ساهم في اتجاه أهلها إلى الإبحار لمناطق مختلفة في شرق القارة الإفريقية والهند.
وقال التركي: “إن تطور العلاقات التاريخية التجارية بين الكويت ومسقط وشرق إفريقيا يعود للتاريخ من 1883 وحتى 1918، أي خلال الفترة من نهايات القرن التاسع عشر وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، ويمكننا القول إن أهم العوامل التي ساهمت في تطوير وتعزيز هذه العلاقات التجارية في تلك الفترة والتي جاوزت ربع قرن من الزمن، هو البحارة الذين صدّروا وجلبوا البضائع وما تحتاجه الدولة من الخارج واستقدموها، وهذه الجهود التجارية عززت العلاقات الخليجية والافريقية على حدّ سواء”.
وتابع”: قامت العديد من الممالك العربية في شبه القارة الأفريقية، هناك قبور لمواطنين كويتيين في دول شرق أفريقية، هذه الدلالات شاهدة على حضور سكان من أصول عربية وخليجية في تلك المناطق، وقد ساهمت القوافل التجارية التي خرجت من الكويت في توطيد هذه العلاقات مع الدول في القارة السمراء، وهذا عامل مهم ويجب تسليط الضوء عليه فالمكان الجغرافي الذي تمتاز به دولة الكويت أدى لأن تكون لاعباً رئيسياً في هذا الواقع الذي تشهد عليه الدراسات الإنسانية والتاريخية بوجه عام”.
من جهتها قالت الروائية بشرى خلفان حول سؤال يتعلق بحضور التاريخ في الأدب وهل توقفت الرواية والقصة الخليجية عند تاريخ المنطقة وقدمته: “بدأنا متأخرين بالانتباه لتاريخنا، ويمكننا القول إن الروائي السعودي عبد الرحمن منيف أول من اشتغل على تأريخ المنطقة الخليجية والعربية وتضمينها في رواياته وأدبه”.
وتابعت: “الخروج من عباءة الاستعمار جاء متأخراً، هناك الكثير ممن كتبوا عن تاريخ المنطقة العربية والإسلامية، ومتخصصين محدودين في مجال التاريخ، والأدب يقدم التاريخ وهذا لا ننكره لكنه يكون لعامة الناس وللقراء غير المهتمين بشكل كبير بتفاصيل يتطرق لها المؤرخ والباحث، ولكني أؤكد على أن الراوي عندما يتطرق للتاريخ يقدمه بشكل مبسط وعلى نطاق أوسع، وفي الخليج ليس لدينا اعتناء بالتاريخ، فأهل البلاد أنفسهم لم يكتبوه، بل عرفناه من وثائق المستعمرين”.
وحول توقفه عند مراكز الدول والعواصم العربية وانتقاله بينها، والمراجع التي استند عليها والغاية التي دفعته للكتابة عن هذه المدن، قال الكاتب والباحث البريطاني جاستن ماروزي: “ما أردت فعله هو كتابة التاريخ الكبير للعالم العربي والإسلامي منذ القرن 15 قبل الإسلام، ومروراً بهذه الفترات كلها قرناً بعد آخر، حتى وصلت إلى القرن 21، وكان لدي دافع اعتقدت أنها طريقة مهمة للحديث عن تلك المدن في أوج ازدهارها التجاري والاقتصادي والسياسي وغيرها، لأقدم صورة مغايرة لما لدى الغرب عن هذه البلاد”.
وتابع”: الكثير من المدن في العالمين العربي والإسلامي تعبّر عن نفسها وتمتلك مكانة كبيرة كعواصم للإسلام وأحد أهم هذه المدن هي بغداد مهد الحضارات العالمية التي مازالت حتى اليوم تمتلك صفات مهمة ومحورية، لا سيما بيت الحكمة الذي استقطب الكثير من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم، ناهيك عن حضور قرطبة وغيرها، كما ركّزت من خلال بحوثي على التعايش بين الأديان جميعها في أجواء آمنة ومتناغمة”.