حذر الرئيس الألماني يواخيم جاوك خلال زيارته لبلجيكا من عودة أوروبا الى التفكير في إطار قومي.

وقال جاوك خلال استقباله أمس في مجلس مدينة أنتويرب البلجيكية إنه يبدو أن عدد من يعانون اليوم في أوروبا جراء الوحدة الأوروبية أكثر من عدد من أسعدتهم هذه الوحدة.

ورأى جاوك أن المخاوف تغلب على البعض في أوروبا خلال فترة يسود فيها التشكيك في جدوى الوحدة الأوروبية مضيفاً: «ليست هذه الأوقات هي الأفضل بالنسبة للمشروع الأوروبي» دون أن يتطرق بشكل مباشر لأزمة اللاجئين التي تسببت في خلافات واسعة داخل الاتحاد الأوروبي.

وشدد جاوك على ضرورة بذل كل ما يمكن لمواجهة الحركات القومية الجديدة داخل دول الاتحاد وقال: «لا بد أن نرفض الرؤى القومية التي كان آباؤنا يتبنونها».

وزار الرئيس الألماني مصنعاً لشركة أودي الألمانية في مدينة بروكسل خلال اليوم الثاني لزيارته الرسمية إلى بلجيكا وكون صورة عن العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا وبلجيكا من خلال زيارته مدينة أنتويرب الساحلية.

وكان الرئيس الألماني قد دعا أوروبا خلال زيارته الرسمية لبلجيكا التي بدأت الثلاثاء للتسامح والتضامن في تعاملها مع أزمة اللاجئين محذراً من انتهاج بعض دول الاتحاد الأوروبي سياسات منفردة لمواجهة الأزمة. ورأى جاوك في الوقت ذاته ضرورة أن يؤخذ قلق الشعوب في أوروبا إزاء الأزمة على محمل الجد.

وأكد جاوك أن «تجاربنا وقناعاتنا المشتركة تلزمنا بقبول الناس الذين يتعرضون للملاحقة السياسية أو يهربون من عواقب الحرب والإرهاب وتوفير الحماية لهم.. ولكن وفي الوقت ذاته فإن إدماج هؤلاء الناس في المجتمع يمثل تحدياً متزايداً».

أضاف جاوك: «نلمس تحفظاً في المجتمع ويحذر بعض المواطنين من زيادة أعباء اللاجئين عما تستوعبه قدرات الدولة.. لابد أن يؤخذ ذلك على محمل الجد، خاصة عندما يكون هذا القلق حقيقياً وليس مجرد حساسيات قديمة أو نشر قوالب فكرية قديمة».

وأشار جاوك في كلمته التي ألقاها في قصر ليكن الملكي في بروكسل الى حجم الأهوال والمعاناة التي تسبب فيها الألمان للشعب البلجيكي خلال الحرب العالمية الثانية، وقال إن التوحد الأوروبي اجتاز منذ ذلك الحين العديد من الاختبارات وإن النعرات القومية ليست حلاً للمشكلات الحالية.