في زمن تتسارع فيه عجلة التكنولوجيا وتتبدّل فيه أدوات المعرفة، تطل علينا الدكتورة شيرين صالح العدوان، أستاذ أساليب تدريس العلوم الاجتماعية في جامعة العين، بإصدار أكاديمي جديد يحمل عنوان “التدريس الجامعي في العصر الرقمي: استراتيجيات مبتكرة للتعلم الفعّال”، ليمثّل خطوة جريئة نحو إعادة تعريف التعليم الجامعي بما يواكب طموحات الأجيال الجديدة وتحولات العصر الرقمي.

هذا الكتاب لا يأتي كمجرد إضافة إلى رفوف المكتبات، بل هو بمثابة دليل عملي ورؤية مستقبلية ترسم معالم الطريق للمدرس الجامعي الذي يسعى للتميّز في بيئة تعليمية متغيرة. بأسلوب علمي سلس وموثق، تقدم العدوان خلاصة تجربة أكاديمية وميدانية ثرية، وتسلّط الضوء على أدوات وتقنيات واستراتيجيات جديدة تعزز من فاعلية التعلم وتضع الطالب في قلب العملية التعليمية.

ما يميز الكتاب أنه لا يكتفي بالتنظير، بل يمزج بين الفكرة والممارسة، بين الطموح والواقع، حيث يناقش موضوعات مثل: استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، توظيف الواقع المعزز والافتراضي، تصميم بيئات تعلم تفاعلية، وبناء علاقات تعلم مستندة إلى التعاون والانخراط الرقمي.

أما عن المؤلفة، الدكتورة شيرين العدوان، فهي ليست مجرد أكاديمية مرموقة، بل رمز للإبداع الأكاديمي والتجديد التربوي. عرفها طلابها وزملاؤها بشغفها بالتعليم وبحثها الدؤوب عن تطويره، وهي تحمل رسالة واضحة: “التعليم ليس تلقينًا، بل مشاركة وتفاعل وبناء للمستقبل”.

يأتي هذا الكتاب ليؤكد أن التعليم الجامعي لم يعُد حكرًا على القاعات المغلقة، بل أصبح فضاءً مفتوحًا تلتقي فيه المعرفة بالتكنولوجيا، ويصبح فيه الطالب شريكًا في صناعة تعلمه. ولعلّ ما نحتاجه اليوم، هو أن نستمع بإنصات إلى أصوات مثل صوت الدكتورة العدوان، وأن نحتضن الرؤى التي تقدمها كتب كهذا الكتاب، إن كنا نريد حقًا تعليمًا يليق بمستقبلنا.