صادق السويدي – البحرين

أصدر الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، بمناسبة يوم الشباب العالمي 12 أغسطس 2024م، بيانا هنأ فيه الشباب بيومهم العالمي ودعاهم فيه إلى اكتساب المهارات المستجدّة التي يتطلبها سوق العمل المتجدد والمتحول بوتيرة متسارعة.
كما دعا فيه إلى إعادة النظر في برامج التعليم الحالية، معتبرا أنها ستصبح برامج عفا عليها الزمن بفعل التطور المذهل في أنماط العمل والتحولات التي يشهدها سوق العمل العالمي. مجددا الدعوة إلى ضرورة إعادة هندسة سوق العمل في البحرين، وهندسة البرامج التعليمية بحيث تلائم مخرجاته الجديدة التغيرات المتسارعة الجارية في سوق العمل، والتحول لأنماط تقوم على التقنية الحديثة والتحول الرقمي والسيبراني وغيرها من التحولات الكبرى.
وفيما يلي نص البيان:
12 اغسطس.. يوم الشباب العالمي
تحديات متعددة ومتسارعة امام الشباب

12 اغسطس هو اليوم الذي يحتفي به شبابنا العامل كما يحتفي به شباب العالم اجمع باليوم العالمي للشباب، وهو اليوم الذي يظهر فيه الشباب في كل مكان شواهد ابتكاراتهم وابداعاتهموانجازاتهم في حقول العمل والانتاج ليثبتوا انهم طاقة خلاقة ومتجددة في عطاءهم ويضاعفوا من خلالها مكاسبهم ومكاسب الاجيال الداخلة على سوق العمل.  الا ان سوق العمل اليوم اخذت اشكالا جديدة ومتنوعة على امتداد هذا السوق عالميا، فالكثير من المهن والحرف المعروفة والتي مارسها الانسان ردحا طويلا من الزمن قد تلاشت او أخذت في التلاشي، واخذت تظهر بدلا عنها انماط جديدة من العمل تلعب فيها التقنية الحديثة والالة المتطورة كالربوتات دورا كبيرا في عملية الانتاج ويقل فيه الاعتماد على العامل البشري، وبناءا عليه بدأت هذه الانماط الجديدة من العمل تشكل انقلابا على كل مفاهيم ومعايير العمل التقليدية التي قام عليها قطاع العمل منذ الثورة الصناعية حتى الآن، فاخذت الحماية الاجتماعية التي هي من المكاسب العمالية الكبرى وغيرها من الحقوق العمالية المكتسبة كالاجازات السنوية والمرضية ومكافآت نهاية الخدمة والعلاوات الاجتماعية وحق التنظيم النقابي وغيرها من الحقوق المكتسبة التي ترسخت عبر السنين تواجه تحديات كبيرة اذ هي على وشك ان تتلاشى ايضا كما تلاشت العديد من المهن والحرف المعروفة سابقا في سوق العمل العالمي.
ومن المعروف ان سوق العمل البحريني يواجه تحدي عدم مواءمةمخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، وشخصنا المشكلة باعادة هندسة هذا السوق لكن الاهم والاولى هو اعادة هندسة التعليم بحيث تلائم مخرجاته مع المتغيرات المتسارعة الجارية في سوق عمل عالمي متسارع الخطى في التحول الى انماط عمل جديدة تقوم على التقنية الحديثة والتحول الرقمي والسيبراني وغيرها من التحولات الكبرى.
انها دعوة صادقة نوجهها باعادة النظر في برامج التعليم الحالية لانها ستصبح برامج عفا عليها الزمن بفعل التطور المذهل في انماط العمل والتحولات التي يشهدها سوق العمل عالميا، كما انها دعوة صادقة الى شبابنا لان يكتسب المستجد من المهارات التي يتطلبها سوق عمل متجدد ومتحول بوتيرة متسارعة.
ان معدلات ا لبطالة في فئة الشباب لا تزال تمثل تحدياً قاهراً أمام مستقبلهم ، وهو من الأمور التي أصبحت تؤرق الجميع ولا تكاد تخلو أي عائلة من هذا الأرق والهم ، لذا يرى الاتحاد العام لزاماً أن تكون هنالك قرارات واضحة وحاسمة من أجل أن تتاح الفرص الكافية لتبوء فئة الشباب الوظائف التي ينتجها سوق العمل وأن تعاد صياغة آليات عمل السوق بحيث لا تكون منحازة أو غير متكافئة من حيث العرض والطلب بين العمالة الوطنية والعمالة غير الوطنية، وذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال ضبط وإعادة التوازن لسوق العمل البحريني الذي منذ حوالي عشرين عاماً لا يزال يعاني من نفس المشكلات الفنية التي تحول دون توظيف العمالة الوطنية الشابة، الأمر الذي فاقم مشكلة العجز الاكتواري لدى صناديق التأمين الاجتماعي، ويرى الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بأن أحد أهم روافد صناديق التأمين الاجتماعي هو فتح المجال لإحلال القوى العاملة الوطنية محل القوى العاملة الغير وطنيةوالتي تتمتع بمظلة ائتمانية شاملة.
واذ يحيي الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين شبابنا العامل في مناسبة يومه العالمي ويبارك له هذا اليوم، الا اننا نتطلع ان ينحو شبابنا سواء العامل منه او المقبل على سوق العمل نحو الاخذ بكل المعطيات الجديدة في انماط العمل المستجدة والمتحولة لكي يواكب التقدم في العلم والتطور في الاقتصاد والتقنية وغيرهما من مناحي الحياة العصرية.
ويثق الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين ان شبابنا البحريني بطموحه الذي لا حدود له وتطلعه نحو بناء اقتصاد منتج وفاعل يحقق الرفاهية لعموم المواطنين، سيعمل على تحقيق السبق في اكتساب المهارات الجديدة في سوق عمل عالمي سريع التحول، ولنبدأ اليوم فطريق الالف ميل يبدأ بخطوة.