|  آخر تحديث يناير 14, 2025 , 17:35 م

بين النجاح والتميز!


بين النجاح والتميز!



 

 

من منا لا يريدُ أن يكون هو أو أحد أفراد أسرته أو مجتمعه من الناجحين؟ الجواب ببساطة: لا أحد، فكلٌّ منا يسعى بفطرته – وعلى طريقته الخاصة، وفق ظروفه وأهدافه ومستوى تعلّمه – نحو التألق والتقدم، وأن ينال إعجاب من حوله من زملاء وأصدقاء ومجتمع.

وبطبيعة الحال فإنّ الفوز الذي ينشده أحدنا ليس الغاية بحد ذاته فحسب، بل ما يجلبه من رضًا داخليٍّ عن الذات وثقة أكثر بالنفس مع فرص حياة أجمل وأقل معاناة، علاوة عن تجاوز الصعوبات في حياة المرء ومشوار وصوله نحو القمة المنشودة.

وهذا شيء إيجابي دون شكٍ، ولكن في عصرنا الحالي؛ زمن السّرعة والتكنولوجيا، الذهبية، وخصوصية العروض الُمقدمة، وتمسّك المؤسسات بالكثير من المعايير لقبول هذا الموظف أو ذاك تصبحُ المسألة معقّدة وتحتاجُ للكثير والكثير، وهذا يُحّمل الشخص المزيد من المسؤوليات والصفات التي يجب أن يتحلى بها، علاوة عن الخبرات العملية التي تجب مراكمتها عبر مسيرته.

الأمر الذي يفرض على الإنسان أن يفكر خارج الصندوق، بعيدًا عن المألوف السهل، واضعًا نصب عينه التّميز والتألق، فلا يكفي أن يحمل أحدنا شهادة دراسية من جامعة وإن كانت مرموقة لينال شهرة ومكانة!! بل لا بدّ من خبرة طويلة دقيقة وانفرادٍ في الأداء، ومقدرة على الإبداع، وتقديم أفكارٍ ومشاريع، وحلولٍ وطرقٍ لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل.

وهنا بيت القصيد؛ كيف أكون مبدعًا ومتميزًا في عملي؟ أقدمُ الأحدث الجديد لمؤسساتي والأكثر براعة، لنتفق أولًا أنّ السّفن وهي راسيةٌ على الموانئ تكون آمنة، ولكنها لم تُصنع لهذا، فلا بدّ للإنسان من البحث والتحري وبذل أقصى ما يمكن من جهودٍ ودراسات معمقةٍ، للخروج بأشياء مبتكرة، وهذا يلزمنا بأن نحبَ ما نعمل لنبدع فيه؛ فلا إنجازاتٍ خلاّقة جديدة دون تفانٍ ومثابرة دائمة، وإخلاصٍ للعمل الذي نقوم فيه، مع إيمانٍ مطلقٍ منا أنّ ما نفعله يستحق كلّ جهدٍ ووقتٍ، لأنّه شيءٌ عظيم.

ويبقى أنّ أسمى الإنجازات التي يحققها الإنسان في حياته ليس تلك التي يتحدث عنها أمام الآخرين، بل تلك التي يخلّدها الزمنُ في صفحات التّاريخ، فتصبح جزءًا من أحاديث الناس اليوميّة، وقدوة للجيل، وفي هذا فليتنافس المتنافسون!!

ختامًا: عندما نعمل مع يقينٍ أنّ النجاح حليفنا، فإنّ المعجزات تتحقق والمسافات تقصر، والحلمَ يصبح واقعًا ماثلًا أمام عيوننا.

 

 

بقلم: عبدالعزيز محمود المصطفي 

 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com