بقلم: الدكتورة مريم الشامسي

من أهم أساليب الإرشاد النفسي في الخطاب النبوي أسلوب الموعظة الحسنة
وهذا الأسلوب من أهم الأساليب التي حَضَّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية؛ إذ يساعد على تعزيز التفكير الإيجابي وتقوية عملية التواصل والتفاهم بين الأفراد، ويحسن الصحة النفسية،
ومن ثم، فإنّ أسلوب الحوار له دور فعالٌ في تعزيز التواصل الجيد بين الأفراد ؛ لأنه يساعد على التعبير عن الأفكار والمشاعر بوضوح وفهم ردود الفعل والآراء الأخرى، كما يقلل من التوتر والضغط النفسي في الموقف التواصلي ويساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية والتعاطف بين الأفراد ، وقد اعتمد النبي (صلى الله عليه وسلم) على أسلوب الحوار في مواقف عديدة كان لها تأثيرها النفسي والتربوي الجلي على المتلقين، ومن ذلك حواره مع الرجل الذي جاءه يُخبره بأن زوجته قد ولدت له غلامًا أسود، فجعل النبي يحاوره بعقلانية محاولًا إقناعـــه باعتماد منهجيــــةٍ حِـــــوارية تقوم على الاستــــــناد إلى أدلــــةٍ عقـــــلية، وأدى ذلك إلى إرشاده نفسيًّا ؛ إذ أعاد له الاتزان والراحة بعد أن كان متوترًا قلقًا، كما استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب ضرب الأمثال؛ فأسلوب ضرب الأمثال يؤدي إلى تعزيز التفكير الإيجابي وتقوية التواصل، كما يُسهم في توجيه السلوك، ومن مظاهر اعتماد النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه وصفه الجليس الصالح بحامل المسك، ووصفه جليس السوء بنافخ الكير، ومن الأساليب أيضًا استخدامه صلى الله عليه وسلم أسلوب البيان بالعمل إذ يؤدي الإرشادُ التربوي باستخدام أسلوب البيان بالعمل إلى تعزيز المعارف والمهارات، ويزيد الثقة بالنفس، ويزيل التوتر والضغوطات، ومن أمثلة استخدامه (صلى الله عليه وسلم) لهذا الأسلوب توضيحه للصحابة (رضوان الله عليهم) طريقة الوضوء، وكيفية الصلاة، وكيفية أداء العمرة، ويندرج هذا الأسلوب تحت مفهوم (السُّنَّة الفعلية).
و أيضًا هناك أسلوب السرد القصصي؛ إذ
يؤدي أسلوبُ السردي القصصي إلى توفيرِ وسيلةٍ آمنةٍ وفعَّالة للأفراد حتى يُعَبِّرُوا عن أفكارهم ومشاعرهم، ويؤدي كذلك إلى نقل المعارف والقيم إلى الآخرين، ومن مظاهر اعتماد النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه روايته قصة الرجل الذي قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فهذه القصة تدل على رحمة الله تعالى الواسعة التي يقبل من خلال توبة عباده، وتثير في النفس الشعور بالأمان والطمأنينة.