حمل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مسؤولية انتشار الإرهاب وتردي الوضع الأمني في بلاده إلى فترة حكم من أسماهم بـ«جماعات الإسلام السياسي» في اشارة لحزب النهضة، وفيما التزمت قيادات الإسلاميين الصمت حيال اتهامات السبسي، قال القيادي في ائتلاف الجبهة الشعبية منجي الرحوي ان «النهضة تنتظر فرصة الانقضاض على البلاد لتصبح صاحبة الريادة والمهيمنة على حكم تونس في المرحلة القادمة».
وفي الأثناء قال الرئيس التونسي إن تردي الوضع الأمني والاقتصادي في تونس يعود إلى مخلفات تجربة حكم الإسلام السياسي، الذي قال انه كان متساهلاً مع الإرهابيين والمجموعات المتطرفة.
وأعاد قائد السبسي في ردوده على أسئلة عدد من ممثلي وسائل الإعلام البحرينية، تردي الأوضاع الأمنية والتهديدات الإرهابية في بلاده، إلى تأثيرات النزاعات الدائرة في الجارة ليبيا في غياب دولة للتحاور معها والانتشار الواسع لمجموعات مسلحة تتنازع على السلطة، مشيرا إلى أن تونس تواجه هذه المخاطر التي تهدد أمنها واستقرارها بمفردها..
ولم تتلق بعد أية مساعدة من الخارج مشددا على أن مقاومة آفة الإرهاب ذات البعد الدولي تتطلب استراتيجية موحدة بين مختلف البلدان. بالمقابل، رفضت حركة النهضة الرد على تصريحات السبسي، واكتفى العجمي الوريمي، وهو أحد أبرز قيادييها بالقول: «نحن لا نعلق على تصريحات رئيس الجمهورية ولم نتعود على ذلك في حركة النهضة فهو رئيس كل التونسيين ويحظى بدعمنا».
بينما قال منجي الرحوي القيادي في ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري المعارض إن تونس مقبلة على أزمة حقيقة، إذ أن كل المؤشرات الاقتصادية منها والاجتماعية سيئة ورديئة وهو ما يفسّر الحراك الشعبي الذي عاشت على وقعه كافة أرجاء البلاد..
وأكد أن هناك أزمة سياسية حادة مردّها غياب الحزب الفائز بالانتخابات «نداء تونس» وتأرجح الحزب الثاني «حركة النهضة»،بين المعارضة والحكم، حيث انه من ناحية يحرك الاحتجاجات ويشارك فيها ويدعمها ومن ناحية آخرى يعمل داخل الائتلاف الحاكم، مؤكدا أن النهضة تنتظر لتنقض على حكم تونس في المرحلة القادمة.
كما أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس أنها خفضت مجدداً ساعتين من مدة حظر التجول الليلي، الذي فرضته قبل أسبوع في كامل البلاد لمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية. وقالت الوزارة في بيان: «تبعا لتحسن الأوضاع تقرر مزيد التقليص في فترة حظر التجول».
