|  آخر تحديث أغسطس 11, 2018 , 11:21 ص

وأشرقت شمس زايد من قصر الحصن


وأشرقت شمس زايد من قصر الحصن



تعد تجربة زايد الخير عندما كان ممثلاً في المنطقة الشرقية، تجربة ثرية أثقلته بالخبرات التي دخل بها على الاتحاد، حيث بدأ خطواته هناك شاباً نهيانياً نشيطاً، يسعى بجدية لمعرفة كل شيء، ولديه طاقة كبيرة وشوق للعطاء للآخرين، إضافة إلى سفرياته إلى الدول العربية والأجنبية التي نعلم منها الكثير عن أخبار الأمم والبلدان، وفي الوقت نفسه كان زايد، رحمه الله، يفكّرُ في الإمارات الأخرى المجاورة وتختمر في عقله فكرة توحيد الجهود والإمكانات، إلى أن حانت ساعة شروق شمس زايد الخير بتوليهِ منصب حاكم أبوظبي في 6 أغسطس 1966، الذي كان يوماً سعيداً ليس لأهل أبوظبي، بل لجميع سكان مناطق هذه الأرض الطيبة، لأن سمعة زايد حينذاك كانت قد وصلت إلى كل أنحاء الدولة والدول الخليجية، وانتشر الحديث حول كرمهِ وسخائه وحبه للعطاء ومساعدة الآخرين.

 

52 عاماً هي حكم زايد الذي استفاد منه المواطنون في أبوظبي، وكل مواطن إماراتي وعربي، حيث كان المغفور له زايد العطاء والخير قد بدأ في مساعدة الإمارات الأخرى قبل الاتحاد، حيث أنشأ مكتباً للتطوير وكلفه بإنشاء مشاريع سكنية وبنية تحتية في الإمارات الأخرى، كثلاثين مسكناً في الشارقة، وعجمان، وأم القيوين، ورأس الخيمة، والفجيرة، مع إنشاء البنية التحتية من شوارع ومدارس ومساجد، وكل ما يلزم من تطوير هذه المناطق، كان هذا في بداية العام 1968.

وفي تلك الفترة كان زايد الخير يفكر في الاتحاد والوحدة والانضمام إلى الإمارات الأخرى، وتكوين اتحاد يقوي الأواصر بين هذه الإمارات المتناثرة مع بعضها البعض، وسافرَ إلى دولة الكويت والبحرين وقطر والسعودية وعمان، وتجول بين دبي والشارقة والإمارات الأخرى، وكان حيثما حل يعرض أفكاره الوحدوية على من يلقاهم، وذلك بروح الإخاء والتعاون والسعي لتحقيق المصالح المشتركة، وكان الجميع يتلقون حديثه وأفكاره بالروح نفسها، وأغلب من التقى بهم أبدوا موافقتهم على رأي في الاتحاد وتوحيد الجهود، وقليلٌ منهم من أرادوا الاستقلال والعمل على انفراد.

 

 

كذلك أخذ تفكيره الذي ينطلق من عروبته يتسع إلى أكثر من الإمارات العربية المتحدة إلى الدول العربية، فعندما سمع بحادثة العدوان الثلاثي على مصر وحوادث الفلسطينيين وسوريا ولبنان وما تتعرض له شعوبهم من دمار وقتل، فكّرَ في إنقاذ هذه البلدان العربية وكيفية إرسال يد العون والمساعدات سواءً عينية أو مادية.

في ظل هذه الصور الناصعة، والقيم التي تميز فيها زايد الخير، طيب الله ثراه، وأورثها لابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائب رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، وحكّام الإمارات، وكل الذين عاصروه وعملوا بجواره ونهلوا من خبراته الواسعة، وها نحنُ نعيش ونرفل في عز وحكم هؤلاء الحكّام الذين بادلونا الإخاء بالإخاء، والحب بالحب، والتسامح والسعادة، وأصبحنا بفضل الله ثم بفضلهم من أسعد شعوب العالم وأكثرهم أمناً وأماناً.

 

بقلم: فاطمة ماجد السري – الإمارات 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com