البحرين – زهير بن جمعه الغزال
أكد الدكتور وليد المانع وكيل وزارة الصحة عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) استمرار الجهود للبناء على ما تحقق من إنجاز مليون فحص مختبري ضمن الجهود الوطنية للتصدي لفيروس كورونا، منوهًا بأن نسبة الفحوصات اليومية في مملكة البحرين تعد من الأعلى عالميًا بالنسبة لعدد السكان حيث تبلغ 707 فحوصات لكل 1000 شخص.
وأعرب وكيل وزارة الصحة عن تقديره لكافة الطواقم الطبية والكوادر المساندة من كافة الجهات في الصفوف الأمامية لمواجهة فيروس كورونا على جهودهم وتفانيهم في خدمة الوطن وأبنائه، موجهًا الشكر لجميع المتطوعين في الحملة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا والذين أثبتوا مدى تفانيهم وإخلاصهم لدعم ومساندة كافة الجهود للتصدي للفيروس.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) ظهر اليوم في مركز ولي العهد للبحوث الطبية والتدريب بالمستشفى العسكري للحديث عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
وجدد المانع الدعوة للجميع للتطوع والمشاركة في التجارب السريرية للقاح المعطل والمحتمل لفيروس كورونا (كوفيد 19) لمن يبلغ من العمر 18 عامًا فما فوق، حيث تشارك البحرين في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من خلال شركة جي 42 والتي تأتي في إطار الشراكة بين شركة “تشاينا ناشونال بايوتيك غروب” التابعة لـ”سينوفارم” شركة الأدوية الصينية وهي سادس أكبر منتج للقاحات في العالم ومجموعة “جي 42” للرعاية الصحية إحدى الشركات التابعة لمجموعة “جي 42” والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.
وأوضح المانع أن اللقاح المحتمل مدرج تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، وهو لقاح معطل بمعنى أنه خامل ولا يسبب الإصابة بالفيروس وإنما يساهم في صنع الأجسام المضادة للفيروس وبالتالي تحفيز مناعة الجسم لمقاومة الإصابة، مشيرًا إلى أنه سيتم إجراء التجارب السريرية على 6000 متطوع ومتطوعة من المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
وأضاف المانع أن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا يواصل بالتعاون مع الجهات المعنية دراسة المؤشرات ورفع التوصيات المناسبة التي تضع مصلحة الوطن والمواطن كأولوية، مشددًا على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية في موسم عاشوراء بحيث يكون موسماً آمنًا وصحيًا بما يحفظ سلامة الجميع عبر التقيد بكافة التعليمات الصادرة من الجهات المعنية.
واستعرض المانع إجمالي أعداد الإشغال في مراكز العزل والعلاج، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية لمراكز العزل والعلاج 8158 سريرًا، يبلغ الإشغال منها 1589 سريراً ما يمثل 19.5%من الطاقة الاستيعابية، في حين تبلغ نسبة المتعافين 93.2% من إجمالي الحالات القائمة، في حين بلغت نسبة الوفيات 0.4% من الحالات القائمة.
من جانبه، أوضح المقدم طبيب أحمد محمد الأنصاري مدير مشروع التسيير الذاتي للمستشفيات الحكومية بالمجلس الأعلى للصحة أن ما يتم في مملكة البحرين من جهود مستمرة منذ بداية ظهور فيروس كورونا هي جهود تراكمية بسواعد بحرينية في كافة القطاعات وفق خطط استراتيجية متميزة تمت الإشادة بها عالميًا، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين تعتبر من الدول الأعلى عالمياً في نسبة التعافي من فيروس كورونا حيث وصلت النسبة إلى 92.9%.
وأكد الأنصاري على أهمية المواصلة بعزم بالتعليمات الصادرة من الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا والجهات المعنية لما لها أثر كبير في الحفاظ على مستويات معدل الانتشار وخفضها.
واستعرض الأنصاري المؤشرات المتعلقة بقياس انتشار الفيروس في المجتمع، حيث بيّن أن البيانات الأخيرة لمؤشر “الوقت المستغرق لمضاعفة إجمالي الحالات” أوضحت أن مدة الوقت المستغرق لمضاعفة إجمالي الحالات بمملكة البحرين بلغت 42 يومًا حتى تاريخ 31 يوليو الماضي، ولم يحدث تضاعف لاحق حتى اليوم أي بعد مضي 25 يومًا، في حين أن آخر مدة من الوقت لتضاعف الحالات بين المواطنين كانت 25 يومًا بتاريخ 8 يوليو الماضي ولم يحدث تضاعف إلى الآن أي بعد مضي 48 يومًا، كما استغرق آخر تضاعف للحالات بين الوافدين 34 يومًا بتاريخ 8 يوليو ولم يحدث تضاعف لاحق للحالات حتى اليوم أي بعد مضي 48 يومًا، مؤكدًا أن هذه الأرقام تعكس التزام المواطنين والوافدين بالإجراءات الاحترازية والسلوكيات الصحية الصحيحة حسب التعليمات الصادرة.
وحول مؤشر “نسبة الحالات القائمة الجديدة مقابل الحالات المتعافية”، بين الأنصاري أنه في الفترة من 26 يوليو الماضي إلى 9 أغسطس الجاري والتي شملت إجازة عيد الأضحى المبارك تراوحت نسبة الحالات القائمة مقابل الحالات المتعافية ما بين 0.5 إلى 1.6 حالة جديدة لكل حالة متعافية، مقارنة بالنسبة اللاحقة بعد مضي ما يقارب أسبوعين بعد العيد من تاريخ 10 أغسطس وحتى 24 أغسطس الجاري حيث بلغت نسبة الحالات القائمة مقابل الحالات المتعافية ما بين 0.7 الى 1.6 حالة جديدة لكل حالة متعافية.
كما كشف الأنصاري أن مؤشر “معدل النتائج الإيجابية من إجمالي عدد الفحوصات اليومية” عكس ثباتًا في النسبة حيث تراوحت نسبة الفحوصات الإيجابية من العدد الكلي للفحوصات في المملكة للفترة السابقة من 26 يوليو الماضي إلى 9 أغسطس الجاري ما بين 3.5% إلى 5.2%، في حين أنه بلغت النسبة خلال الأسبوعين الماضيين من 10-24 أغسطس الجاري أي بعد مرور أسبوعين من إجازة العيد ما بين 3.0% إلى 4.4% بمتوسط حوالي 3.9%.
وأضاف الأنصاري أن مؤشر “رقم التكاثر الفوري التقديري، مجتمع (R (t” تراوح في الأسبوعين من 26 يوليو الماضي إلى 9 أغسطس الجاري ما بين 1.4 إلى 1.8، في حين استقر المعدل ما بين 1.5 الى 1.9 للأسبوعين التاليين من 10-24 أغسطس الجاري مما يدل على استقرار نسبة معدل التكاثر الفوري خلال الشهر الماضي وهو مؤشر على ثبات الانتشار.
ونوه الأنصاري بأهمية مواصلة بذل كل الجهود للوصول إلى حدود المعايير الآمنة وتحقيق نسبة أقل من 1 لنتمكن من تجاوز تحدي الفيروس بنجاح، متمنيًا من الجميع المواصلة بعزم في التقيد بكافة التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية خاصة في موسم عاشوراء لتجنب أية زيادة في الحالات.
من جهتها، أكدت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية والأمراض الباطنية بمجمع السلمانية الطبي عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) أن التجارب السريرية للمرحلة الثالثة من اللقاح المعطل لفيروس كورونا تسير بسلاسة تامة بعد الإقبال الكبير من قبل المتطوعين على المشاركة في هذه التجارب.
وتطرقت السلمان لمقارنة بين أنواع اللقاحات أو التطعيمات الموجودة تحت التجربة، موضحةً أن هناك عدة تقنيات يتم استخدامها في اللقاحات منها تقنية الحمض النووي الريبوزي mRNA))، وتقنية الناقل الفيروسي (Live-attenuated)، وتقنية اللقاح المعطل (Inactivated).
وأضافت السلمان أن تقنية الحمض النووي الريبوزي (mRNA) هي تقنية جديدة غير مستخدمة بكثرة في اللقاحات تعمل من خلال تطوير أحماض نووية يتم هندستها جينيًا في المعامل المخبرية، وتعمل على تحفيز الخلايا لتكوين بروتينات مشابهة لبروتينات من فيروس كورونا وبالتالي يساعد على توليد استجابة مناعية في الجسم.
وحول تقنية الناقل الفيروسي (Live-attenuated)، أشارت السلمان إلى أن العديد يملك خبرة علمية طويلة في هذه التقنية، حيث تعمل من خلال استخدام نسخة ضعيفة من فيروس غير ممرض مشحون ببروتينات من فيروس كورونا ويعمل على توليد استجابة مناعية في الجسم.
وبينت السلمان أن التقنية الثالثة هي تقنية اللقاح المعطل، وهي تقنية راسخة منذ زمن طويل والأطول خبرة علميًا والأكثر استخدامًا وأمانًا، حيث تعمل هذه التقنية من خلال استخدام جزيئات من فيروس كورونا التي تم قتلها، مما يجعلها غير قادرة على العدوى أو التكاثر، حيث تعمل على بناء مناعة ضد الفيروس من خلال تكوين أجسام مضادة، منوهةً بأن التجارب السريرية التي تشارك بها مملكة البحرين تعتمد على هذه التقنية وهي الأكثر استخدامًا وأمانًا.
وحول سير العملية، أفادت السلمان أن إجراءات التطعيم تبدأ بتسجيل المتطوع ومن ثم تحويله للطبيب الذي يباشر فحص وتقييم حالة المتقدم بعد خضوعه لعدة فحوصات تشمل قياس المؤشرات الحيوية والاطلاع على التاريخ الصحي، والذي يحدد أهلية المتطوع لأخذ اللقاح، ليتوجه المتطوع بعد ذلك إلى باحثين إكلينيكيين للاختيار النهائي، حيث يقومون بإجراء الفحص بأخذ عينة “فحص كوفيد 19″، وعينة دم مبدئية للتأكد من الأجسام المضادة، وفي حال استيفاء الشروط يتم التطعيم وأخذ لقاح التجارب السريرية.
وأوضحت السلمان أنه تتم مراقبة المتطوع بعد أخذه للقاح لمدة نصف ساعة للتأكد من سلامته، وتزويده بإرشادات صحية لمرحلة ما بعد اللقاح، ويتم بعدها ترتيب موعد للزيارة التالية لتلقي الجرعة الثانية بعد 3 أسابيع من الجرعة الأولى، وخلال هذه المدة يتم متابعة المتطوع عبر اتصالات دورية من قبل الفريق الصحي للاطمئنان على صحته.
وأشارت السلمان إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب تم اعتمادها من قبل الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية، وتأتي بعد نجاح وتبيان فاعلية وأمان المرحلتين الأولى والثانية في الصين دون التسبب في أية آثار ضارة مجددة الدعوة للمتطوعين للمشاركة في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية للقاح المحتمل لمن تنطبق عليهم الشروط.
من جهة أخرى، قالت السلمان إن وزارة الصحة مستمرة في الوصول المبكر للحالات القائمة والمخالطين من خلال توسيع نطاق وأعداد الفحوصات اليومية والفحوصات العشوائية، من أجل سرعة علاجها وبالتالي سرعة تعافيها بشكل أسرع، حيث تستهدف الحملات المواطنين والمقيمين ممن لا تظهر عليهم أعراض الفيروس، أو لا تنطبق عليهم شروط المخالطة في المناطق التي تتم فيها هذه الحملات، أما الحالات التي تظهر عليها الأعراض فنحثها باستمرار على الاتصال بالرقم 444 واتباع التعليمات التي تعطى إليها، وعدم الذهاب للأماكن التي تتم فيها الفحوصات العشوائية.
وشددت السلمان على الالتزام دومًا بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية بصورة مستمرة، منوهة بأهمية المواصلة بعزم في الالتزام بالإجراءات الاحترازية لموسم عاشوراء من أجل موسم صحي وآمن من خلال التقيد بتوصيات الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا للحد من انتشار الفيروس، إلى جانب ضرورة تجنب التجمعات، وارتداء الكمامات، وتطبيق معايير التباعد الاجتماعي.
وأكدت السلمان أن الالتزام بالتعليمات الصادرة من الجهات المعنية جزءٌ من المسؤولية الوطنية للاستمرار بما تم تحقيقه من نتائج خلال كافة مراحل التعامل مع الفيروس، مشيرة إلى أن مملكة البحرين تجاوزت حاجز المليون فحص بالوصول إلى 1,058,000 فحص مختبري حتى اليوم.
واستعرضت السلمان الوضع الصحي للحالات القائمة بفيروس كورونا (كوفيد 19)، حيث بينت أن عدد الحالات القائمة تحت العناية بلغ 32 حالة، وبلغت الحالات التي يتطلب وضعها الصحي تلقي العلاج 63 حالة قائمة، في حين أن 3185 حالة وضعها مستقر من العدد الإجمالي للحالات القائمة الذي بلغ 3217 حالة قائمة، مشيرةً إلى تعافي 46673 حالة وخروجها من مراكز العزل والعلاج.
ونوهت السلمان بأهمية مواصلة الالتزام بالقرارات الصادرة من الجهات المعنية من أجل حفظ صحة وسلامة الجميع، مجددة التأكيد على أهمية وإلزامية ارتداء الكمامات خارج المنزل في كل الأماكن والأوقات ما عدا أثناء قيادة السيارة، وارتدائها أيضاً عند ممارسة رياضة المشي واستثناء الرياضات التي تتطلب جهدًا بدنيًا شديدًا مثل الجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية.
وأضافت أنه من المهم ارتداء الكمامات عند مقابلة أشخاص لديهم أمراض وظروف صحية كامنة أو من كبار السن المعرضين أكثر للخطر داخل إطار الأسرة الواحدة، إلى جانب مواصلة الالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي وتجنب التجمعات العائلية.