|  آخر تحديث نوفمبر 12, 2015 , 14:51 م

واشنطن تنضم إلى تحقيقات الطائرة الروسية


موسكو تشكك في الانتهاء من التقصي قبل نهاية العام

واشنطن تنضم إلى تحقيقات الطائرة الروسية



أعلنت كل من القاهرة وواشنطن قبول مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في تحقيقات الطائرة الروسية المنكوبة، وسط شكوك روسية في إنهاء التحقيق خلال العام الحالي 2015، مع تصريح للرئيس المصري أكد فيه أنه كان يتمنى ألا يستبق أحد نتائج التحقيقات.

وكشف وزير الخارجية المصري سامح شكري، في مقابلة مع «سي.إن.إن»، عن موافقة حكومة بلاده على مشاركة محققين أميركيين في التحقيقات الرامية لمعرفة سبب سقوط الطائرة الروسية، وأصر على الموقف المصري الرافض لاستباق التحقيقات.

وحول رأيه في فرضية وجود قنبلة على متن الطائرة الروسية، قال الوزير: «إن هذا أمر متروك للتحقيق، ولكننا نأخذ كل الأمور بعين الاعتبار، ولا نستبعد أي شيء، ولذلك عززنا إجراءات الأمن في مطار شرم الشيخ، وأخذنا كل ما نشرته وسائل الإعلام حول فرضيات سقوط الطائرة وعلاقتها بالإرهاب».

وأضاف: «أن مصر تتصدر جبهة محاربة الإرهاب والتصدي لوحشية تلك المنظمات، ولا يمكننا استبعاد أي شيء، ولكننا لا يمكننا الجزم قبل انتهاء التحقيق ووصوله إلى نتائج حاسمة حول أسباب سقوط الطائرة، تسمح لنا بالقول إن الأمر ناجم عن عمليات إرهابية، برغم قيامنا حالياً بتشديد الأمن والنظر في كل الفرضيات».

ونفى شكري علمه بتوقيف أو اعتقال أحد من بين العاملين في مطار شرم الشيخ من قبل الأمن المصري قائلاً: «لا أمتلك معلومات حول وجود توقيفات». غير أنه كشف موافقة القاهرة على طلب أميركي للمشاركة في التحقيق قائلاً: «ما أعرفه أن هناك طلباً أميركياً للمشاركة في التحقيق بحكم كونها بلد صنع المحرك، ونحن وافقنا على الطلب فوراً، ويمكن للفريق الأميركي أن يشارك بشكل كامل في التحقيقات الجارية».

ولدى سؤاله تحديداً عن إمكانية السماح لعناصر مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي بالانضمام إلى فريق المحققين الأميركيين، رد الوزير المصري بالقول: «هذا مرتبط بالأنظمة الدولية المطبقة بحالات التحقيق، وهي أمر يعود لأميركا في حال قررت ضم عناصر من «إف.بي.آي» إلى فريق المحققين الخاص بها، إذا كان ذلك متاحاً وفقاً للقوانين الدولية التي تحكم التحقيق».

وأكد شكري أن الموافقة تضمن أيضاً السماح للمحققين الأميركيين الوصول إلى سيناء ومعاينة موقع الحطام، ولكنه نفى قيام الولايات المتحدة أو بريطانيا بمشاركة معلومات استخبارية حول الطائرة وأسباب سقوطها مع الجانب المصري كما حصل مع الجانب الروسي، داعياً إلى الاستفسار من لندن وواشنطن عن أسباب ذلك. وأقر وزير الخارجية بامتلاك تنظيم داعش في سيناء أسلحة متقدمة، وقدرات لا تكون عادة إلا لدى دول.

كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً، أوضح فيه الناطق باسم الوزارة أحمد أبو زيد أن قواعد عمل لجنة التحقيق الفنية، وفقاً للاتفاقات الدولية المنظمة لعمل تلك اللجان، تسمح بالمشاركة في التحقيق للدول التي صنعت الطائرة أو محركاتها أو التي تم تسجيل الطائرة فيها، إضافة إلى الدولة التي وقع فيها الحادث، والدول التي يحمل الضحايا جنسياتها. وأضاف أن الجهات المصرية المعنية بالإشراف على عملية التحقيق أخطرت بالفعل تلك الدول منذ بداية الحادث، ومن ضمنها مجلس سلامة النقل الأميركي، باعتبار أن الشركة المصنعة لمحرك الطائرة شركة أميركية، موضحاً أن قواعد وإجراءات عمل اللجنة تسمح للدول المشاركة بضم مستشارين فنيين لدعم ممثليها المعتمدين لدى اللجنة.

 

وكان مسؤولون أميركيون كشفوا لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية أن الولايات المتحدة تلقت رداً إيجابياً من القاهرة يسمح لعناصر أميركية بالمشاركة في التحقيقيات التي تجريها القاهرة وموسكو لمعرفة ملابسات سقوط الطائرة.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين في المجلس الوطني الأميركي لأمن النقل أن المجلس تلقى إجابة شفهية من الجانب المصري، تؤكد قبوله عرض المشاركة الأميركية في التحقيق. وذكر مصدر مطلع على الملف أن المجلس الأميركي ما زال بانتظار معلومات أكثر دقة من الجانب المصري لمعرفة مكان وزمان نقل المحركات الخاصة بالطائرة، من أجل إخضاعها للفحص، وإرسال فريق من المحققين الأميركيين للمشاركة في التحقيقات.

وذكرت الشبكة أن محركات الطائرة من صناعة أميركية، ومن إنتاج شركة «برات أند ويتني»، وسيضمن وصول المحققين الأميركيين إلى حطام الطائرة فرصة تأكيد أو نفي الترجيحات الأمنية السابقة.

من جهته، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه كان يتمنى «ألا يستبق أحد التحقيقات» في حادث سقوط الطائرة، في إشارة إلى ترجيح دول عدة فرضية «العمل الإرهابي» وراء سقوطها.

وخلال زيارة مفاجئة لمطار شرم الشيخ، قال السيسي، في تصريحات لقناة «سي بي سي إكسترا»: «كنت أتمنى ألا يستبق أحد نتائج التحقيقات. وسنتعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الشفافية والمصداقية».

وكان السيسي يتحدث وسط السياح وبعض المصريين في صالة بمطار شرم الشيخ الذي وصل إليه أمس قادماً من الرياض. وقال السيسي: «أنا هنا لأبعث برسالة إلى من لهم عمل هنا (شرم الشيخ) أو الغردقة. نحن معكم وسنساندكم. لن تنطفئ أنوار شرم الشيخ والغردقة».

إلى ذلك، عبر مدير ديوان الرئيس الروسي عن استحسانه التزام المخابرات الروسية الصمت حيال حادثة الطائرة المنكوبة في سيناء. ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن سيرجي إيفانوف، مدير ديوان الرئيس الروسي، القول إنه يستحسن التزام المخابرات الصمت، «وذلك لأنه على المخابرات ألا تعلن ما لديها من معلومات. والتزام الصمت لا يعني أن المخابرات لا تعرف شيئاً».

 

وقال مدير مطار القاهرة الدولي أحمد جنينة إن أجهزة فحص جديدة بأشعة إكس تم تركيبها في صالة المغادرين في المطار، وتم فوراً تشغيلها وفقاً لأمن المطار. ونقلت صحيفة الأهرام المصرية عن جنينة قوله إن هذه الأجهزة وضعت في المنطقة التي يتم فيها نقل الأمتعة من المطار إلى الطائرة كإجراء أمني إضافي. وأضاف: «يتضمن مطار القاهرة ثلاث نقاط تفتيش موجودة أصلاً لفحص أمتعة المغادرين، إلى جانب نقطة التفتيش الجديدة. وتمت إضافة نقاط التفتيش هذه بعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء».


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com