استفاقت العاصمة الأفغانية كابول، أمس، على وقع تفجير ضخم تبنته حركة طالبان، أسفر عن مقتل 95 شخصاً، ودانت الإمارات في بيان الاعتداء الإرهابي، مؤكدةً موقف الدولة الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والمناهض للإرهاب بكل صوره وأشكاله.
كما دان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود التفجير الإرهابي. وقال في برقية عزاء ومواساة للرئيس الأفغاني محمد أشرف غني: «تلقينا ببالغ الألم والحزن نبأ الانفجار الذي وقع في العاصمة كابول، وما نتج عنه من وفيات وإصابات، وإننا إذ ندين ونستنكر هذا العمل الإجرامي الآثم، لنعرب لكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية أفغانستان الإسلامية، باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا، عن بالغ التعازي وصادق المواساة»، مؤكداً وقوف السعودية إلى أفغانستان في وجه كل ما يستهدف أمنها واستقرارها.
وحسب ما نقلته وكالة «رويترز»، فإن الانفجار حدث في منطقة قريبة من الحي الذي يضم السفارات الأجنبية والمباني الحكومية في كابول. وأعلن مسؤولون في الصحة حصيلة الاعتداء التي بلغت 95 قتيلاً و163 جريحاً والمرشحة للارتفاع. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن التفجير، بعد أسبوع من هجومها على فندق إنترناشيونال في كابول.
وأفادت قناة «تولو نيوز» الأفغانية بأن التفجير وقع أمام المقر القديم لوزارة الداخلية، ونقلت عن الناطق باسم الوزارة نصرت الله رحيمي توضيحه أن العبوة الناسفة كانت مزروعة داخل سيارة إسعاف، وتم تفجيرها بعد عبورها أول حاجز أمني في المنطقة. ودانت دولة الإمارات انفجار سيارة مفخخة في وسط العاصمة الأفغانية كابول أمس، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، إدانة دولة الإمارات واستنكارها هذه الأعمال الإرهابية الجبانة، مؤكدةً موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والمناهض للإرهاب بكل صوره وأشكاله.
كما تؤيد دولة الإمارات موقف جمهورية أفغانستان على مواصلة التصدي بكل حسم للإرهاب الذي لا وطن له ولا دين ولا أخلاق، مؤكدةً أنّ هذا الحادث الإرهابي يتنافى تماماً مع كل المبادئ والقيم الإنسانية والدينية.
وجددت الوزارة دعوتها إلى تعزيز التنسيق بين دول العالم وتكاتف جهود المجتمع الدولي، لضمان اجتثاث آفة الإرهاب الخطرة التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين والقضاء على مسبباتها وتجفيف منابع تمويلها، كما أعربت الوزارة عن خالص تعازيها ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا من جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الصحة وحيد مجروح إن الانفجار وقع بأحد الشوارع في منطقة مزدحمة في كابول وقت تناول وجبة الغداء، وهو يوم عمل في أفغانستان، فيما أفاد ديجان بانيك، وهو منسق لدى منظمة الإغاثة الإيطالية «إيمرجنسي» في أفغانستان، بأن «هذه مجزرة». وتدير المنظمة مستشفى قريباً. وقالت المنظمة في تغريدة على «تويتر» إن هذا المستشفى استقبل وحده ما يزيد على 70 مصاباً إضافة إلى سبع جثث.
وقال ميرواس ياسيني، وهو عضو في البرلمان كان قريباً من موقع الانفجار لدى حدوثه، إن سيارة الإسعاف اقتربت من نقطة التفتيش ثم انفجرت. وكان الهدف على ما يبدو مبنى مجاوراً يتبع وزارة الداخلية.
وتقع سفارتا السويد وهولندا ومكتب تمثيل الاتحاد الأوروبي ومكتب القنصلية الهندية قرب موقع الانفجار. وهز الانفجار مباني تبعد مئات الأمتار، وتناثرت جثث القتلى في الشارع وسط أكوام من الحطام.
ويزيد هذا الهجوم الضغوط على الرئيس أشرف عبد الغني وحلفائه الأميركيين الذين عبّروا عن زيادة ثقتهم بنجاح استراتيجية عسكرية جديدة وأكثر قوة في إجبار متشددي طالبان على الانسحاب من مراكز إقليمية كبرى.
من جهتها دانت باريس الاعتداء الإرهابي في كابول وأعلنت السلطات الفرنسية إطفاء برج ايفل تكريماً للضحايا.