تتواصل جهود الحكومة المصرية في ملف تنقية مياه الشرب والعمل على تأهيلها ومواجهة أزمات تلوث المياه في عدد من المناطق لاسيما في القرى، حيث تم التركيز على إنشاء عدد كبير من محطات تنقية مياه الشرب في محافظات الجمهورية كافة.
وكان من بين أهم جهود الحكومة في تنقية المياه اعتزام محافظة الوادي الجديد إنشاء 30 محطة تنقية مياه جديدة على مستوى القرى والمدن التي تعاني من نقص المحطات، والتي ستكلف ما يقرب من 150 مليون جنيه مصري، كما قررت محافظة الوادي الجديد تجديد وصيانة 20 محطة أخرى، تكلفة كل محطة منها ما يقرب من أربعة ملايين جنيه مصري. وجميعها محطات تتركز في المناطق المحرومة والنائية بالمحافظة.
أما في محافظة البحيرة، أعلن عضو مجلس النواب محمود عادل شعلان أن رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وافق على الطلب المقدم من جانبه لتخصيص قطعة أرض لإقامة 8 محطات لتنقية مياه الشرب، والتي ستتكلف مليارًا و200 مليون جنيه، على أن يتم الانتهاء منها خلال ستة شهور فقط، وسيتم تسليم المحطات في 30 يونيو لسنة 2016.
ولم تتوقف جهود الحكومة المصرية على إنشاء المحطات الجديدة فقط، وإنما امتدت إلى التفتيش على جودة العمل في المحطات المقامة بالفعل، والتي جاء على إثرها حبس 12 من مسؤولي محطات تنقية مياه الشرب بعدد من قرى محافظة كفر الشيخ وإغلاق المحطات، لعدم استخراج التصاريح اللازمة لعمل المحطات، مما يمثل خطرًا على الصحة العامة.
من جانبه، قال الناطق باسم شركة مياه الشرب والصرف الصحي المصرية إن محطات تنقية مياه الشرب تزيد كل عام بشكل يتناسب مع زيادة أعداد السكان في مصر، وكذلك فإنه من المخطط أن يتم إنشاء 98 محطة في العام الجاري 2016، متابعًا أن كل المحطات التي تفتتح يوافق عليها من جانب وزارة الري، بعد أن يتم التأكد من أنها تتوافق مع مواصفات وزارة الصحة، وأي منتج ينتَج لا بد من أن يكون موافقًا لمواصفات وزارة الصحة المصرية، سواء كان مياه شرب جارية أو مياه شرب معبئة، كما أنه سيتم الاهتمام بتوزيع أكبر قدر من المحطات في المناطق المحرومة والنائية التي تعاني من قلة المحطات.
بدورها، قالت خبيرة هندسة المياه وعميدة كلية الهندسة في جامعة القاهرة رشا الخولي: إن من أهم السبل في الحفاظ على مياه الشرب وزيادة حجم المياه الصالحة للاستخدام الآدمي زيادة أعداد محطات تنقية المياه، بل ومحطات تحلية المياه كذلك، خاصة وأن مصر من أكثر الدول التي تعاني من نقص المياه الصالحة للشرب، والتي يضطر أهلها لشراء مياه من البائعين الجائلين المختصين بجلب المياه للقرى، ما يشكل عبئًا وضغطًا على قطاع كبير من الشعب المصري القاطن في القرى والنجوع والمناطق النائية.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته للمحافظين الجدد ضرورة الاهتمام بتنفيذ مشروعات الصرف الصحي والزراعة، للحيلولة دون تكرار أية أزمات تتعلق بتراكم مياه الأمطار، إلى جانب الاهتمام بالحفاظ على صحة المواطنين والاستفادة من مياه الشرب المعالجة.
