أطلقت إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الخميس، حملة توعوية، وذلك ضمن احتفالاتها بيوم الصحة العالمي، الذي أطلقت منظمة الصحة العالمية شعاراً له هذا العام “كوكبنا، صحّتنا”، وتهدف الحملة إلى رفع مستوى وعي أفراد المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة لحماية الصحة العامة وضمان الوقاية من الأمراض، إلى جانب تسليط الضوء على الممارسات التي تضمن استدامة البيئة.

وشهدت الحملة نشر فيديو تثقيفي يتضمن حقائق عن البيئة وعلاقتها بالصحة، وإطلاق سلسلة أفلام عن الصحة والبيئة تمحورت حول صحة الأطفال وتغذيتهم، إلى جانب توزيع 200 شتلة في الحديقة الإسلامية، وذلك بالتعاون هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، كما تضمنت الحملة تنظيم جلسة افتراضية عن الاستدامة، وذلك بالتعاون مع شركة “بيئة”، استعرضت من خلالها الإدارة مفهوم الاستدامة وركائزها وأهميتها، إلى جانب الحديث عن استراتيجيات دولة الإمارات عامة، وإمارة الشارقة خاصة نحو مستقبل مستدام، بالإضافة إلى مناقشة كيفية بناء أسلوب حياة مستدام وأهمية ذلك على صعيد الأمن الغذائي والسلامة والصحة العامة.

حياة صحية مستدامة

وأكدت إيمان راشد سيف، مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن إطلاق هذه الحملة التي تأتي تماشياً مع توصيات منظمة الصحة العالمية وتحت الشعار الذي أطلقته ليوم الصحة العالمي “كوكبنا، صحتنا”، تمثل ترجمة فعلية لتوجهات الإدارة وسعيها المتواصل نحو رفع مستوى الوعي المجتمعي بالقضايا ذات الصلة بالصحة وتعزيز السلوكيات الصحية وضمان تبني أفراد المجتمع لأسلوب حياة صحي أكثر استدامة، مشيرةً إلى أن الإدارة وفي ظل التوجيهات الحكيمة لقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، حريصة على مواصلة جهودها الرائدة بهدف تعزيز مكانة إمارة الشارقة كنموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً على صعيد توفير بيئة صحية سليمة وتعزيز الوعي الصحي المجتمعي.

واستعرضت إيمان راشد سيف، أهم الإنجازات التي حققتها إدارة التثقيف الصحي خلال عام 2021، حيث بلغ عدد المشاركين في الأنشطة والبرامج التوعوية التي قدمتها الإدارة خلال العام الماضي نحو 28546 مشاركاً، كما تم تنظيم 235 جلسة تثقيفية، وبث 112 حلقة إذاعية من حلقات برنامج “نحو حياة صحية” عبر أثير “إذاعة الشارقة”، بالإضافة إلى نشر 52 فيلماً توعوياً، و18 مقالاً صحيّاً، و23 كتيّباً إلكترونياً باللغتين العربية والإنكليزية، كما شاركت الإدارة في التوعية الصحية لـ 60 يوماً عالميّاً.

التصدي للمخاطر البيئية

كما نشرت الإدارة عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك ضمن فعاليات الحملة، كلمة مسجلة للدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أشار فيها إلى أهمية يوم الصحة العالمي الذي يركز هذا العام على موضوع “كوكبنا صحتنا” إذ يعد التصدي للمخاطر البيئية جزء أساسياً من رؤية منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط وهي الصحة للجميع وبالجميع، حيث يتسبب العيش والعمل في بيئة غير صحية بوفاة نحو مليون شخص، كما تؤدي الأخطار البيئية مثل تغير المناخ وتلوث الهواء ونقص المياه والخدمات الصحية، إلى زيادة تعرض الإقليم للأمراض المعدية والأوبئة ومنها جائحة “كوفيد -19”.

وأشار إلى أن التصدي لهذه التحديات يتطلب معالجة الأسباب الجذرية باعتلال الصحة، فكثير من جوانب الصحة البيئية تتجاوز القطاع الصحي لذلك يلزم اتخاذ إجراءات متضافرة من جانب كثير من الجهات الفاعلة بشتى القطاعات مع التركيز على تداخلات المراحل الأولى للوقاية من المخاطر البيئية أو تقليلها لأدنى حد.

وأضاف الدكتور أحمد المنظري، قائلاً: “تتيح لنا جائحة “كوفيد -19” فرصة مهمة لإعادة العمل على نحو أفضل وإنشاء نظم ومجتمعات ذات بيئة صحية”، مشيراً إلى أن 11 بلداً من إقليم شرق المتوسط قد تعهدوا بتطوير نظم صحية مستدامة وقادرة على التصدي لتغيرات المناخ، وذلك في مؤتمر الأمم المتحدة الـ 26 للأطراف المعنية بتغير المناخ، مؤكداً السعي لدعوة المزيد من البلدان إلى الانضمام إلى هذه الجهود في المؤتمر المقبل.