قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” إنه في ذكرى اليوبيل الذهبي لكلية زايد الثاني العسكرية، والذي يتزامن مع احتفالات الدولة بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، نتوجه بالإكبار والعرفان إلى بُناة الوطن، الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح قواتنا المسلحة العالي.
وأضاف سموه ــ في كلمة له بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي لكلية زايد الثاني العسكرية ــ أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – استشرف المستقبل برؤية ثاقبة وفكر مستنير، فعمد إلى بناء قوات مسلحة لتصون الأرض وتحمي الديار.
وفيما يلي نص الكلمة ..
“بسم الله الرحمن الرحيم أبدأ بحمد الله وشكره على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، وأسأله جل وعلا أن يديم علينا التوفيق، ويكتب لأعمالنا النجاح، ويلهمنا الفلاح والصلاح لأنفسنا ووطننا وشعبنا وأمتنا.
وأتوجه في ذكرى اليوبيل الذهبي لكلية زايد الثاني العسكرية، والذي يتزامن مع احتفالات الدولة بالذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، بالإكبار والعرفان إلى بُناة الوطن، الذين شيدوا برؤيتهم وهمتهم وعطائهم صرح قواتنا المسلحة العالي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه، وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ونائبه وولي عهده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
لقد استشرف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – المستقبل برؤية ثاقبة وفكر مستنير، فعمد إلى بناء قوات مسلحة لتصون الأرض وتحمي الديار، فكان لابد لها من إمداد وتموين بالرجال والعتاد.
فأدرك – رحمه الله – ببُعد نظره أقصر الطرق إلى بناء الإنسان هو طريق العلم، فبدأ بإنشاء الكليات والمعاهد العسكرية، وكانت فاتحة الخير هذه الكلية والتي تشرفت بحمل اسمه – رحمه الله -، وهذا الشرف لا يضاهيه شرف، وقد حافظت هذه الكلية على هذا الإرث، وكانت على قدر المسؤولية التي حملتها، وجديرة بالأمانة والاسم الذي تزينت به.. فكانت مصنعاً للرجال، زودت قواتنا المسلحة بأفواج متلاحقة من الخريجين الذين تبؤوا مناصب عليا وكانوا من خيرة رجالاتها.
وأود أن أشير بهذه المناسبة أيضاً إلى وثيقة مبادئ الخمسين التي اعتمدها أخي رئيس الدولة – حفظه الله ــ، وتركز في مبدئها الأول على أن الأولوية الرئيسية الكبرى للخمسين عاماً القادمة ستبقى تقوية الاتحاد وترسيخ مؤسساته، حيث أدت مؤسساتنا العسكرية – بما فيها كلية زايد الثاني العسكرية – دورها في حماية الاتحاد وتقويته خلال الخمسين عامًا السابقة.
ونحن نُعول عليها وعلى قواتنا المسلحة في الاستمرار للخمسين عاماً القادمة في أداء هذا الدور العظيم في خدمة الاتحاد وحماية شعب الاتحاد.
وبهذه المناسبة الغالية – مناسبة احتفال كلية زايد الثاني العسكرية بعامها الخمسين – نتقدم بخالص التهنئة والتبريكات لهذا الصرح العملاق، حيث ظلت على مدى نصف قرن تؤدي رسالتها في تفانٍ وإخلاص، غرساً لمبادئ العقيدة العسكرية الإماراتية، وتجسيداً لقيَم التضحية والبذل والعطاء، وتعميق الولاء والانتماء للوطن، وتثقيفاً للروح المعنوية لأفراد قواتنا المسلحة المنتشرة في كافة ساحات الفداء.
كما نتقدم بالتهنئة لخريجي دورة المرشحين 46، الذين تزامن تخرُّجهم ودولتُنا تحتفل بعيد اتحادها الخمسين، على وصولهم إلى هذه المرحلة في مسيرتهم العلمية والعسكرية، وندعوهم إلى عدم التوقف عند درجة معينة من العلم والتحصيل الأكاديمي والعسكري والتدريب… فاليوم بدأ انتقالهم إلى مرحلة من العمل الجاد واكتساب الخبرة والإبداع في ميادين الشرف والرجولة.
نحن على ثقة أن كلية زايد الثاني العسكرية ستواصل مسيرتها بكل جدارة ومسؤولية ومهنية، وستبقى رافداً لا ينضب، يصب في شريان قواتنا المسلحة، مستعينة بدعم القيادة المظفرة التي لن تألوَ جهداً في سبيل رفعتها وتقدمها ورقيها، لتكون في مصافِّ الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية، وجهود أبناء الوطن الغيورين الذين نذروا أنفسهم فداءً للوطن ودفاعاً عن ترابه الطهور.
وستظل كلية زايد الثاني العسكرية مقصدًا للطلاب المبتعثين من الدول الشقيقة والصديقة، تحتضنهم بكل المحبة والمودة، متمثلة بحرص الإمارات على نشر العلوم في كافة أصقاع الأرض. تحية تقدير إلى كل الذين أسهموا بالجهد والفكر والعمل المخلص، في مسيرة الكلية خلال العقود الماضية من عمرها، متمنيًّا لها المزيد من النجاح والتوفيق خلال مسيرتها المقبلة”.