أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أن مجمع القرآن الكريم لا يقتصر على كونه متحفاً يضم صوراً ومخطوطات، بل لديه الكثير من الأنشطة والبرامج التي تخدم القرآن الكريم والمهتمين والعاملين بالشأن القرآني، ومنها برنامج الإجازات القرآنية بالأسانيد المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويتم تنفيذه عبر المقارئ الإلكترونية العالمية بالمجمع.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة، صباح أمس في افتتاح مجمع القرآن الكريم بالشارقة، وبحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة. وتم تشييد مبنى مجمع القرآن الكريم على مساحة بلغت 75 ألف متر مربع، وتم تصميمه على شكل النجمة الثمانية الإسلامية، ويضم 34 قبة، ويعكس تصميم المجمع الاهتمام الكبير الذي توليه إمارة الشارقة في بناء المباني ذات الطابع الإسلامي المميز ويعكس روح وجمال العمارة الإسلامية.
ودعا صاحب السمو حاكم الشارقة أفراد المجتمع لزيارة مجمع القرآن الكريم بالشارقة، ومشاهدة مراحل تطور كتابة القرآن الكريم منذ بداية الإسلام إلى عصرنا الحالي، والاستفادة من أنشطة وبرامج المجمع ومنها برنامج المقارئ الإلكترونية العالمية.
بدأت مجريات حفل الافتتاح بوصول موكب صاحب السمو حاكم الشارقة، ليزيح سموه بعدها الستار عن اللوح التذكاري إيذاناً بالافتتاح الرسمي للمجمع، وتجول سموه أرجاء المجمع مطلعاً على ما يضمه من متاحف تحوي على مخطوطات ومصاحف وكنوز قرآنية تم جمعها من مختلف أقطار العالم على مر العصور، ويضم المجمع 7 متاحف علمية وتاريخية، ويعد أكبر مجمع للقرآن الكريم في العالم.
واستهل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي جولته بزيارة متحف تاريخ كتابة المصحف الشريف، الذي يتناول مسيرة تاريخ كتابة المصحف الشريف، منذ بداية تدوين آيات القرآن الكريم في العصر النبوي حتى عصرنا الحديث، ويبرز أوجه عناية الأمة بالمصحف الشريف واحتفائها به، حيث يعرض 60 مخطوطة قرآنية، وهو مقسم إلى 15 قسماً، لكل قسم قرن من الزمان، وتم تزويده بأحدث التقنيات لتعريف زوار المجمع بتاريخ الكتابة، بالإضافة إلى تخصيص غرفة تحاكي غار حراء مزودة بشاشة عرض وأجهزة صوتية تعرض قصة بداية نزول القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم ويحوي المتحف قسماً يرصد تطور كتابة المصحف الشريف والأدوات المستعملة في الكتابة عبر العصور.
وتوجه سموه بعدها لزيارة متحف نوادر المصاحف الذي يحوي على مجموعة كبيرة من المصاحف الثمينة والمخطوطات الأثرية ومن مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة، بالإضافة إلى المصاحف الرسمية الصادرة عن مختلف دول العالم.
وبلغ مجموع مقتنيات المتحف (308) مقتنيات، موزعة بين المصاحف المخطوطة والرقاقات والمصاحف المطبوعة والترجمات القرآنية وتنوعت مصادر هذه المقتنيات، وهي على أربعة أقسام:
القسم الأول: مقتنيات مجمع القرآن الكريم يضم هذا القسم مجموعة كبيرة من المصاحف النادرة التي يبلغ عددها 167 مصحفاً، ترجع إلى فترات زمنية مختلفة، تتراوح أحجامها بين الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.
القسم الثاني: مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة. ويزخر هذا القسم بنفائس من المصاحف المخطوطة والرقاقات القرآنية النادرة، والتي تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بإهدائها إلى مجمع القرآن الكريم، وقد بلغ مجموع المقتنيات (78) مقتنى، منها 46 مصحفاً يرجع بعضها إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين، و32 رقاقة قرآنية.
القسم الثالث: مصاحف الدول الرسمية ويحوي هذا القسم مجموعة من المصاحف الصادرة عن الهيئات القرآنية والجهات الرسمية في مختلف الدول العربية والإسلامية، حيث يبلغ عدد المصاحف المستقطبة (50) مصحفاً من (14) دولة، مطبوعة وفق الروايات القرآنية المختلفة وبأحجام ومقاسات متعددة.
القسم الرابع: رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأمراء والحكام ويحوي هذا القسم مجموعة من الرسائل النبوية إلى الأمراء والحكام، ويبلغ عددهم ست رسائل.
وعرج سموه بعدها إلى متحف القراءات السبع والعشر، الذي يهدف لتعريف زوار المجمع بعلوم القرآن المجيد ويقدم شرحاً عن القراءات القرآنية ونشأتها، وعن أعلامها، وطرق أدائها، وأوجه اختلافاتها. ويتألف المتحف من عشرة أقسام، وفيها تعريف بالقراء السبعة ورواتهم.
كما تضم هذه الأقسام 20 مصحفاً وفق القراءات السبع والعشر؛ لتوضح الفروقات في رسم المصحف بين كل رواية وأخرى.
وتفضل سموه بعدها بزيارة متحف أعلام القرآن عبر التاريخ، وهو المتحف المختص بتسليط الضوء على أعلام القرآن ويحتفي بهم ويعرض آثارهم العلمية ومؤلفاتهم القيمة، ويتألف المتحف من خمسة عشر قسماً؛ موزعة بحسب القرون الزمنية.
وزار سموه متحف مشاهير القراء الذي يسلط الضوء على سيرة نخبة من القراء المشهورين وانتشرت تلاواتهم، فكانوا أعلام القراءة في زمانهم.
وأكمل صاحب السمو حاكم الشارقة زيارته بتفقد متحف كسوة الكعبة وستائر الحجرة النبوية، ويضم 18 كسوة، يرجع أقدمها إلى القرن العاشر الهجري (970هـ)، ويبلغ طولها (5.75)م، وعرضها (2.75)م، ويتوسط المتحف محاكاة لباب الكعبة وعليه قطعة أصلية من كسوة باب الكعبة.
واستمع سموه إلى شرح عن بدايات صناعة كسوة الكعبة المشرفة منذ عصور ما قبل الإسلام، وقد مرت حتى عصرنا الحالي بعدة مراحل تاريخية.
كما شملت الجولة زيارة قاعة الكون والإنسان في القرآن الكريم، الذي تسلط الضوء على الحقائق العلمية في القرآن الكريم، وتظهر من خلالها ذكر القرآن على تلك الحقائق العلمية من قديم الزمان والتي لم يتوصل إليها العلماء إلا في القرن الأخير.
وتعرض القاعة 26 موضوعاً ينقسم إلى عشرة أقسام، أربع منها يتناول الكون منذ بداية خلقه إلى نهايته، وثلاثة أقسام تتناول موضوع خلق الإنسان وقسم واحد للأرض.
وتوقف صاحب السمو حاكم الشارقة في المكتبة القرآنية العلمية، وهي مكتبة متخصصة تضم أمهات كتب التفسير والقراءات وما يتصل بهما من علوم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، ويضم 50 ألف مجلد مفهرسة إلكترونياً تتيح للباحثين سرعة الوصول للمعلومة. وتفقد سموه قسم المقارئ الإلكترونية العالمية، والذي أنشئ ليكون منارة تعليمية قرآنية متميزة، وإحياء لسنة التلقي والإقراء، وبما يتواكب مع تطورات التقنية الحديثة.
وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتوقيع 10 شهادات ختم القرآن الكريم بالقراءات العشر عبر المقارئ الإلكترونية العالمية بمجمع القرآن الكريم بالشارقة، والتي تمنح لمن يتم ختم القرآن الكريم لأي من القراءات.
حضر حفل الافتتاح الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، ومعالي عبد الرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وعدد من السادة رؤساء ومديري الدوائر والمؤسسات المحلية والهيئات العلمية والأكاديمية، وعدد من المسؤولين في المجمع والمهتمين بالشأن القرآني وعلومه.
أشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى أن الذين انتسبوا بالمقارئ الإلكترونية العالمية بالمجمع بلغ 323 طالباً وطالبة، درسوا على يد 18 مقرئاً ومقرئة على جميع الأسانيد، ختم منهم القرآن 227، ومنهم من أنهى بسند واحد ومنهم من اتصل بعشرة أسانيد، ويتم منحهم شهادة ختم القرآن الكريم.وأوضح سموه أن الطلبة المسجلين من 101 دولة، بالإضافة إلى انضمام طالب جديد من القطب الشمالي، مما يعكس نشاط مجمع القرآن الكريم بالشارقة والممتد حول الكرة الأرضية شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً.