|  آخر تحديث أغسطس 9, 2020 , 11:56 ص

لا .. لا تقرأ


لا .. لا تقرأ



صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ ، هَيَّجَ قَلبِي الثمِلِ ، الماءُ وَالزَهرُ مَعاً ، مَع زَهرِ لَحظِ المُقَلِ ، هكذا إستدرج الشاعر ( الأصمعي ) الخليفه العباسي أبا جعفر المنصور  في واحدةٍ من قصائد التحدّي .

في ظل المهارات الأدبية والمنافسة والتحدي تجد البعض لا يجيد مفهوم المنافسة والتميّز فسرعان ما ينقلب الحال إلى عداء وإنتقاص وتلويح بالتهديد الغير مباشر وكأن المنافس المتميز ( أكل رغيفة ) تحت معيار المبادئ والقيم والسلوك النبيل ، حيث يتم تأويل وتحويل المنافسة إلى خطأ لأنه يخالف إتجاه بوصلتة.

لا تعظيم ولا تأويل بل هناك مناقشة وقد عُرف العلم الأدبي بالصالونات الأدبية حيث الحوار وإبداء الرأي المباشر وليس تحويل المنافسة من ملعبها إلى أروقة الخطر والخطأ والإتهام الغير مباشر  تحت مفاهيم خاصة لإيجاد الإهتمام في ضرر المنافس ، والطامة الكبرى : ” يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِسانِ حَلاوَةً ، وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ ” ، سلام يا طه حسين سلام عباس العقاد ، لم يتم خلع الولاء منكم في وطنكم عندما تحدثت أقلامكم .

 

 

جبروت ( الأنا ) يعيش في جلباب بعض أسياد الحرف ومبدعية ولكن بعيداً عن روح المنافسة وسعة الصدر والمناقشة بل بشيء نسمية ( العين الحمرا ) مثلما نوسع أعيننا للطفل عند الغضب ، لذا نقول للمبدع الراقي ( خلك كبير ) وتقبل مهارات الآخرين وأبدي رأيك بكتمان ( لأن النصيحة أمام الناس فضيحة ) ، والحرّ تكفية الإشارة .

 

 

إقرأ في الأدب الساخر و في فن الكتابة وصياغة الحرف وليس بالضرورة أن ما بين السطور يكون سلبياً إلا إذا كانت النوايا هي المتفائلة بالسؤ ظناً منها في إصلاح الكون حسب رؤيتها هي فقط ، فإن للجسد ذراعين وله كذلك الكثير من الأطراف وهذا يعني يمكن للإبداع أن يكون في جسد واحد ومكان واحد ومن وطن واحد وقد تعلمنا من الإنجازات المتوالية إن فريق العمل هو الأجدر بالنجاح من المفرد ، هل فكر البعض منا عندما نشأت علامة الإستفهام في عقلة بماذا ظن ؟ ، هنا نهديه الترياق لنقول له ( كل إناءٍ بما فيه ينضحُ ) .

لا تستعجل في الحكم والردّ فقد قالت العرب في البداوه ( ياليت رقبتي رقبة بعير أوزن كلمتي قبل لا تسير ) ولا تلغي حدود القيم والمبادئ عند الآخرين فإن زجاجة العطر تظهر ما بداخلها وهناك من يعجبة وهناك من لا يعجبة ونقف عند حدود إحترام المنافس لا للضرر أو التهويل ، ( كلنا عيال قريه وكلنٍ يعرف خيه ) ، فلا نحتاج إلى أن نفجّر مرفأ المودة بيننا الأمان موجود فلماذا الجحود ، كلنا تلاميذ ونتعلّم من بعضنا البعض ويقول رب العزّة (( ولا تنسوا الفضل بينكم )) .

لا أبحث عن متابعين بل أبحث عن محاورين إيجابيين لنصل إلى حلول ودروس وعبر فيجب أن نعطي الأمور إهتماما على قدر الحقيقة لا على قدر ما تمليه المشاعر و نحتاج إلى المغامرة مع الحرص وأن نحب بعضنا ونفتخر ببعضنا والله يعلم إني أحبكم في الله ، والقمة تسع الجميع ، وأقول في مطلعها ( صوت صفير البلبلِ ) .

 

 

بقلم: د. عبدالله سعيد بن شماء


1 التعليقات

    1. 1
      عبدالله علي الحوسني

      دكتور عبدالله قمة الابداع و الحيادية في الطرح، وجهة نظر اخوك المتواضعة يجب تفعيل ادوار المؤسسات ذات النفع العام و الاهلية من جمعيات و منتديات بشكل صحيح لتتحمل ادوارها و الاهداف التي انشئت من اجلها .. لتتبنى هذه المنافسات الشريفة و الراقية في القيم و المعاني لتصب مجتمعة في بناء مواطن صالح وراقي فكرا ومضمونا وليكون عنصرا قويا وفاعلا للوصول الى مئوية الامارات ٢٠٧١ مجتمع اكثر تماسكا.

      (0) (0) الرد

اترك رداً على عبدالله علي الحوسني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com