|  آخر تحديث مارس 3, 2019 , 20:05 م

الفقي: الأزهر القوة الناعمة الأكثر تأثيرًا في توجيه الرأي العالمي


الفقي: الأزهر القوة الناعمة الأكثر تأثيرًا في توجيه الرأي العالمي



أكد الدكتور مصطفي الفقي؛ مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية دور الأزهر الشريف في الوقت الراهن بوصفه أحد أهم مصادر قوة مصر الناعمة والأكثر تأثيرا في الداخل والخارج، حيث يمثل الوجهة التي يقصدها الملايين حول العالم لطلب العلم وأصول الشريعة، مضيفًا، أنه لابد من تنمية تلك القوة الناعمة، والإفادة منها في مواجهة التطرف في إطار خطاب ديني يقوم علي العقلانية والوسطية لا التعصب أو التطرف.

وأشار “الفقي”، إلى أهمية الحفاظ على استقلالية الأزهر حتى يقوم بدوره على أتم وجه كمؤسسة دينية تعليمية في مجابهة التطرف الديني والفكري، بنشر تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة والوسطية، ومواجهة الجماعات الدينية المتطرفة والإرهاب الغاشم الذي يمثل خطرًا داهماً علي الوطن وعلي الدين الإسلامي ذاته، والذي يلحق بنا الضرر مرتين الأولي بوقوعه علي أرضنا والثانية بالصورة المشوهة التي يتم تصديرها عن الدين الإسلامي إلي الغرب.

جاء ذلك في المحاضرة التثقيفية التي ألقاها الدكتور مصطفي الفقي لشباب الدعاة الأزهريين ضمن فعاليات برنامج تأهيل الدعاة الذي تنظمه الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وذلك بحضور كل من الدكتور أسامة الأزهري؛ مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، والدكتورة رشا راغب؛ مدير الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، والدكتور عبدالرحيم البيومى؛ عميد كلية أصول الدين بجامعة الزقازيق، وبحضور ما يزيد عن سبعين شابا من الدعاة الأزهريين وطلبة كلية أصول الدين والشريعة والقانون.

وأكد مدير مكتبة الإسكندرية، على أهمية دور الدعاة الأزهريين تجاه مواجهة الفكر المتطرف ونبذ العنف، وعلي مدي أهمية رسالتهم في تصحيح الأفكار والمفاهيم المغلوطة مثل الأحاديث المغلوطة والشائعات المغرضة والفكر المتطرف، وإنشاء جيل جديد من أبناء الوطن يمثل المستقبل ذو وعي سليم بدينهم وفهم وسطي معتدل لا شطط فيه ولا تطرف أو تعصب، وأكد أيضًا علي أن رجل الدين في مصر له تأثيره القوي على المواطنين مسلما كان أم مسيحيا وتلك مسئولية كبرى، إذ تعد خطبة الجمعة في أحيان كثيرة أهم من خطبة زعيم أو قائد، وفكرة الدين متأصلة في قلوب وعقول المصريين منذ قدم التاريخ. 

وتابع: “هنا يأتي دور الدعاة في تنقية العقول من تعصب أو تطرف أو انسياق وراء أفكار وآراء مغلوطة وتوجيهها لما هو وسطي وصحيح ومعتدل، متبعين في ذلك البساطة والسماحة وإظهار الوجه البشوش والأسلوب الحسن في خطاباتهم أثناء الدعوة، والابتعاد عن أسلوب الترهيب التشدد والتجهم والانتقاء التحكمي واستخدام الآيات القرآنية في غير سياقها، وأن يبشروا ولا ينفروا كما أمر الدين الإسلامي، 

ولفت “الفقي”، إلى ضرورة تعلم اللغات الأجنبية المختلفة وذلك من أجل مخاطبة الأجانب بمختلف لغاتهم مخاطبة صحيحة وإيصال أفكارهم وآرائهم بكل سهولة ويسر، فالداعية بدون لغة كالفقيه بدون لسان لا وجود له بالخارج، مؤكدًا، على ضرورة انفتاح الدعاة على العالم الخارجي بما يتناسب مع الشريعة والعادات والتقاليد وضرورة القراءة والتثقيف في شتى مجالات العلوم والمعرفة والتاريخ وليس علوم الدين فقط، فالشخص الموسوعي المثقف الذي يضرب بسهمه في كل اتجاهات المعرفة هو الأجدر بإيصال أفكاره وآرائه للآخرين، فالطبيب الشاعر خير من الطبيب فقط، والمهندس الروائي خير من المهندس فقط، داعيا إياهم بقراءة كل ما يمكن أن تصل إليه أيديهم.

ودعا “الفقي”، الدعاة إلي إدراك أن مصر دولة ذات وضع خاص ومنفرد، فهي ليست بالكبيرة ولا الصغيرة وليست بالغنية ولا الفقيرة فهي ذات نسيج خاص بها، فهي مهد الحضارات وملتقى الثقافات وحاضنة الأفكار والرموز وبلد اللجوء عبر التاريخ وأول لاجئ بالتاريخ كان السيد المسيح عليه السلام، بالإضافة إلي أنها تعتبر مستقبله الديانات، وعلى الرغم من أنها ليست بمهبط الديانة ولا منزل الرسالة ولكن إذا تم النظر إلي العالم الإسلامي فلابد من التوجه إلى مصر.

وتابع قائلًا: ” أنه عندما قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما مخاطبة العالم الإسلامي بعد أزمة غزو العراق تم الاختلاف على البلد التي سيتم مخاطبة العالم الإسلامي منها حتى تم التصويت لصالح مصر باكتساح داخل البيت الأمريكي والتأكيد علي أنه لا يخاطب العالم الإسلامي إلا من مكان واحد فقط وهو مصر الأزهر، ذلك بخلاف أنها بلد الديانات والتعايش والتسامح على مدى العصور منذ عبق التاريخ.

وشدد مدير المكتبة، على أن هناك العديد من الدول يضيق صدرها بدور مصر القيادي وريادتها في المنطقة وتاريخها العريق وكونها دولة الرموز في كل المجالات زعماء وعلماء وفقهاء ودعاة وأئمة ومفكرين وأدباء وشعراء وخلافه، وهناك حرب ضروس ضد الدور المصري وضد المكانة المصرية داخل منطقة الشرق الأوسط وخارجها، إلا وأن الإدارة المصرية حريصة كل الحرص على إعادة الدور المصري والريادة المصرية إلى مكانتها الطبيعة كرائدة في منطقة الشرق الأوسط في شتي المجالات السياسية والعلمية والاقتصادية ومواجهة كل ما يحاك بها من مكائد وتطرف وإرهاب بقواها الناعمة وقيادتها الرشيدة.

وفي ختام المحاضرة قام الفقي بتقديم إهداء مقدم من مكتبة الإسكندرية إلي الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب يتمثل في مجموعة من أحدث وأبرز إصدارات مكتبة الإسكندرية مثل موسوعة “المزارات الإسلامية والآثار العربية في مصر والقاهرة المعزية”، وموسوعة “جمهرة أعلام الأزهر الشريف” ليتمإيداعها في المكتبة الخاصة بالأكاديمية، كدعم من مكتبة الإسكندرية إلي الأكاديمية وتأصيل التعاون المشترك بين المؤسستين.

يذكر، أن برنامج تأهيل الدعاة يستند إلى توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة حصول الدعاة على دورة تأهيلية بالأكاديمية الوطنية للتدريب، وذلك في إطار وضع أسس موحدة لموظفي الدولة المصرية على أسس علمية ووفقا للمعايير العالمية، حيث يستهدف البرنامج تأهيل الدعاة لنشر الصورة الذهنية الصحيحة عن الإسلام الوسطي في الداخل والخارج، وتقريب وجهة النظر بين الشرق والغرب نحو التعايش ورفض العنف ومواجهة التطرف، وتذليل العقبات أمام التواصل والتعايش قبل تصحيح الفكر المغلوط.

ويأتي ذلك من خلال التعرف على قواعد البروتوكول وأدوات التسويق والدعاية لتحسين الصورة الذهنية عن مصر والإسلام الوسطي في الداخل والخارج، مستعينين بآليات التواصل الفعالة والقيادة الحديثة والذكاء الانفعالي والاجتماعي ومهارات التفاوض والتحليل والتقييم والحوار، وكذلك التعرف على المجالات المختلفة من اقتصاد وأمن قومي ومفهوم الدولة واستخدام التكنولوجيا في العرض.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com