حين يحاول الإنسان الحديث في سيرة هذا الأب الحكيم، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يصعب عليه جداً الفصل بين الملامح الإنسانية والملامح الرسمية في شخصيته المبجّلة، وما ذاك إلا لأنّ هناك تمازجاً خلّاقاً بين شخصيته الإنسانية وتكوينها الروحي والأخلاقي، وبين عبقريته القيادية والإدارية، التي تتجلّى في إنجازاته الباهرة، وهذه واحدة من أصعب المعادلات، بل هي السمة الأساسية في الشخصيات الكبيرة المبدعة، التي يتوحّد فيها العقل والقلب في صناعة الحياة وصياغة الإيقاع المتميز للوطن والإنسان.
فهو، رعاه الله، مثال للنابغة الذي تفوّق على أبناء عصره، بل سبقهم، ذو طموح عالٍ، مع سعي دؤوب للوصول إلى ما يطمح إليه، صاحب همّة عالية، لا يرضى من الدنيا إلا بالذّرى العالية، يتمتّع برؤية ثاقبة، ونظرة حصيفة، يستطيع بها التخطيط لبلده ولشعبه ورعيّته، هدفه إرضاء ربّه، وإسعاد شعبه، فكم نحن محظوظون بأمثاله من قيادتنا الحكيمة، الّذين جعلوا نصب أعينهم راحة رعيّتهم، والمقيمين على ثرى أرضهم، وتفوّق أبنائهم وبناتهم، وسعادة شيبهم وشبانهم، ورعاية الأرض والحجر، والعناية بالبرّ والبحر.
تجده بارعاً في الفروسيّة، يكاد لا يسبقه أحد، ولا يتحمّل غيره ما يتحمّله في سباقات القدرة الّتي يشارك فيها، بل هو فارس العرب، الّذي لا يشقّ له غبار، وله صولات وجولات في ميادين الفروسية وسباقات الخيل، سواء بصفته فارساً مقداماً أو مالكاً للسلالات النادرة، أو قائداً لفريق فرسان الإمارات وموجّهاً لهم.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قيادة عالمية وعربية، قيادة صاغت مستقبل الإمارات لغد أفضل، وسجلت فعلاً تاريخياً عز نظيره بشهادة الجميع، على مستوى المؤسسات المتخصصة والخبراء والمنظمات الإنسانية أيضاً.
وتتوالى شهادات الفخر بإنجازات محمد بن راشد، وآخرها منح جامعة الدول العربية سموه درع العمل التنموي العربي، لدوره الرائد في هذا المجال، وإدارته أكبر مؤسسة إنسانية وتنموية، هي مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وإسهاماته المؤثرة في التنمية وتمكين المجتمعات العربية في كافة القطاعات، عبر رؤيته غير التقليدية والنهضة غير المسبوقة على صعيد الإدارة الحكومية، إضافة لتصدر الإمارات لأكثر من خمسين مؤشراً على صعيد التنافسية العالمية، في مجالات مختلفة من بينها جودة القرارات الحكومية، وكفاءة الإنفاق، وتطوير وتطبيق التكنولوجيا، وكذلك على مستوى مؤشرات ثقة الشعب بالحكومة، وجودة البنية التحتية، والمبادرات العربية المختلفة على المستوى التعليمي والتنموي والإنساني.
كلمة السر التي صاغت هذا التميز، تتعلق بالتركيز على حياة الإنسان وتنمية المجتمعات، ولهذا يقول أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: «لا تُذكر كلمة التنمية في العالم العربي، إلا ويتبادر إلى الذهن على الفور دور حاكم دبي، ومبادراته الرائدة وأفكاره الإبداعية ومشروعاته الكبرى التي تخطت حدود بلده لتملأ الفضاء العربي كله، تنميةً وعمراناً وتطويراً وتحديثاً، إن الشيخ محمد بن راشد يُعد من أوائل من فطنوا إلى الأولوية المُطلقة للتنمية في الواقع العربي، وأن ما يُميز نموذج دبي في التنمية، أنه ارتكز على الإنسان وليس على الثروات الطبيعية التي ستنضب وإن طال الأمد».
هذا التكريم من جامعة الدول العربية، يضاف إلى كل التقارير والشهادات الدولية التي أقرت بإبداع وقيادة الشيخ محمد بن راشد، لكنه أيضاً يحض العرب جميعاً على الاقتداء بنموذج دولة الإمارات، وأن تكون كل القيادات العربية من الصف الأول، القادرة على استعادة الأولويات والتركيز على حياة الإنسان وتنميته، وما نشهده في دولتنا من تفوق لا ينقطع، يعود إلى أن كل المشاريع والمبادرات التي يطلقها سموه تركز على الإنسان أولاً، باعتباره العنصر الأهم، مثلما يتساوى الأمر في المبادرات العربية التي يتم إطلاقها من الإمارات، والتي يجتمع حولها العرب باعتبارها تمثل تطلعاتهم، وهذا يفسر قدرة الدولة على أن تكون منارة عربية، فيها سمات المستقبل، وما تريده الأجيال من حياة كريمة على كل المستويات.
إن شخصية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، شخصية مؤثرة جداً على مستوى العرب، ومحركة لروح المستقبل فيهم، وهم يرون الإمارات وتطورها ونجاحها وتحديها لكل المصاعب، مثلما يرون أن المنطقة العربية غنية بالموارد والكفاءات، وبحاجة إلى تركيز كبير على تنميتها من أجل حياة الإنسان الذي من حقه أن يعيش ضمن أعلى المعايير وأفضلها.
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
الرئيس التنفيذي لصحيفة نبض الإمارات