اختتمت أمس بعد أسبوع من الشغف المعرفي فعاليات الدورة الـ28 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تميزت بتسليط الضوء على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كشخصية محورية في المعرض، تزامناً مع «عام زايد»، كما تميزت بمشاركة واسعة وصلت إلى 1350 عارضاً من 63 دولة، يعرضون أكثر من 500 ألف كتاب بأكثر من 35 لغة، كما أقيمت العديد من الفعاليات والجلسات التي وصل عددها إلى 830 ندوة وجلسة حوارية إلى جانب توقيع العديد من الاتفاقيات التي تصبّ في مصلحة الثقافة، ومن بينها فعاليات مؤتمر أبوظبي السادس للترجمة.
من جهة أخرى، أكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن الفكر والعلم هما طريقا رقي الأمم، معرباً عن غبطته بحضور توقيع كوكبة من الكُتاب الشباب الإماراتيين، على هامش معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جاء ذلك في تغريدة لسموه نشرها أمس على «تويتر» وكتب فيها: «بالفكر والعلم ترتقي الأمم، كم سعدت وأنا أشاهد هذه الكوكبة من أبناء الإمارات يوقعون على إصداراتهم في تظاهرة ثقافية عالمية كمعرض أبوظبي الدولي للكتاب 2018».
وكان الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، قد قام بجولة في أنحاء المعرض، أول من أمس، وتوقف عند عدد من الأجنحة التي تعرض أهم الإصدارات الأدبية، واطلع سموه على ما يتضمنه المعرض من كتب أدبية وثقافية وفكرية وعلمية تعبر عن تراث العالم ودوله وثقافة الشعوب.
ونبضت أروقة المعرض بصور، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبالكتب التي تتناول سيرته بالعديد من المجالات، وبالمبادرات التي تعزز وجوده كشخصية تاريخية لها الأثر الكبير على الجيل الحالي والأجيال القادمة، ومن هذه المبادرات «ألهمني زايد» التي أطلقتها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي تجسيداً واستكمالاً لمسيرة زايد واستلهاماً من رؤيته وسلوكه، فمن بين الأضواء الملونة الكثيرة التي وضعت على احد جدران الجناح وضعت إطارات من دون صورة تمكن أي زائر من زوار المعرض المبدعين أن يكون هو الصورة، ويلتقط صورة له أو يسجل فيديو وهو يتحدث عن تجربته الشخصية، في مجال الفنون والآداب، والتراث، والعمل الخيري والتطوعي، أو في أي مجالات أخرى.
وبهذا يمكن للمبدع أن يتحدث عن الطريقة التي استلهم فيها من نهج وقيم وفكر وسلوك زايد.واستمرت المظاهر الاحتفالية في المعرض، إذ عرضت في مدخل إحدى القاعات المؤدية إلى أروقة العرض لوحة للفنان التشكيلي والخطاط الإماراتي محمد مندي، لوحة بعنوان «مئوية زايد»، إذ كتب مندي فيها اسم، المغفور له، الشيخ زايد 100 مرة بالخط الديواني الجلي، بأقلام الزيت على قماش الكانفس، الذي استخدمه كخلفية وضع فيها ألوان الذهب والأحبار الألمانية.